تفاصيل استثنائية تلك التي عاشها عدد من المواطنين والمستخدمين بمصحة خاصة بالدارالبيضاء بالإضافة إلى أفراد أسرة مريض أدخل إلى هذه المصحة للعلاج، وذلك يوم فاتح مارس من السنة الجارية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، حين كان سائق سيارة إسعاف خاصة يحاول أن يجد له مكانا على مقربة من مدخل المصحة الكائنة بزنقة عمر السلاوي بمرس السلطان، من أجل نقل المريض بشكل مستعجل قصد الخضوع لفحص بالأشعة بالنظر إلى وضعيته الصحية المتردية، وما أن توقف بالفعل في الوضعية الثانية وتم إدخال المريض إلى داخل السيارة حتى انتصب رجل امن للمرور أمام السيارة حائلا دون تقدمها، مطالبا بالسائق بأوراق السيارة ورخصة السياقة لكونه ارتكب مخالفة تتمثل في الوقوف في الوضعية الثانية؟! مصطفى لميسي الحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم M232877 وهو سائق سيارة الإسعاف، صرّح ل «الاتحاد الاشتراكي» بان رجل الأمن لم ينتظر وضع المريض بداخل سيارة الإسعاف بل شرع في استفزازه بدءا بمنعه من التوقف مرورا بالسب والشتم، علما بأنه أوضح له بأنه يحاول نقل مريض في وضعية استعجال ولم يجدا مكانا لركن السيارة بالنظر إلى حالة الازدحام الشديدة، وأمام عدم تفهم الشرطي للوضعية، ترجل من سيارته وولج المصحة ثم أخرج المريض على نقالة مع مستخدمين بالمصحة ووضعوه بداخلها، وهناك وقف الشرطي حاجزا ليحول دون تقدم سيارة الإسعاف، وذلك رغم مناشدته من طرف العاملين بالمصحة وأسرة المريض الذين بسطوا أمامه الواقعة ورغم معاينته للمريض، إلا انه لم يتزحزح من مكانه، يقول مصطفى، وهو المشهد الذي دامت تفاصيله حوالي نصف ساعة، لم يجد أمامها مصطفى بدا من تسليم الشرطي رخصة السياقة موثرا حياة المريض على معاقبته بمخالفة لاتجد لها سندا إنسانيا، في حين لم يسلمه رجل الأمن أي وصل أو وثيقة مقابل هذا السحب؟ نقل المريض إلى مركز الفحص الذي بين بأنه يعاني من ارتجاج في المخ، ولم يمهله القدر طويلا إذ توفي بعد 3 أيام من الواقعة ووري الثرى بمقبرة الرحمة، هذا في الوقت الذي بدا فيه مصطفى نضالا من أجل استرداد رخصة سياقته، فعمل على وضع شكاية ضد الشرطي «ر.ب» ورقمه المهني هو 74449، تم الاستماع إليه بشانها إضافة إلى شاهدتين في النازلة، وظل يتردد على مصالح ولاية أمن البيضاء من أجل معرفة مصير رخصته، لكنه لم يكن يتلقى اي جواب شافي، يقول مصطفى، فوضع شكاية لوالي الأمن والنيابة العامة، ووزير الداخلية، إلى ان تبين له أن رخصته توجد بقسم مخالفات السير بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء، مع محضر يدعي بأنه رفض الامتثال لرجل الامن ولم يسلمه رخصة السياقة، وهو الأمر الذي تساءل عنه مصطفى بالقول «كيف تأتى للشرطي الحصول على رخصة سياقتي، وما هي الوسيلة التي مكنته منها ...»؟ وإلى يومنا هذا لم يتوصل مصطفى برخصته، ولم يتم البث في شكاياته المتعددة ولم يتم الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني، وهو الذي يعتبر أن ماوقع له هو تعسف وشطط في استعمال السلطة، وتصرف غير مبرر ومقبول من طرف موظف المفروض فيه أن يعمل على مساعدته وتوفير الظروف لنقل المريض الذي كان في وضعية صحية متردية بين الحياة والموت من أجل إنقاذ حياته، لا تعطيل الجميع وفي النهاية لقي المريض ربه، وفقد مصطفى رخصته في انتظار تحقيق نزيه في الموضوع سيما أن مصطفى قد التجأ إلى القضاء من أجل إنصافه من الضرر المادي والمعنوي الذي لحقه من طرف الشرطي نتيجة لسلوكه ونتيجة لكونه تصرف انطلاقا من كونه خصما وحكما في نفس الوقت!