فقد سكان عدة أحياء ومجموعات سكنية بحيي الفتح والمصلى بخنيفرة أعصابهم بعد فقدانهم لطعم الراحة بسبب الضرر الذي يعانون منه نتيجة محلات التلحيم والميكانيك ووقوف الشاحنات، وما تسببه هذه المحلات من إزعاج وضجيج لا يطاق، طيلة ساعات النهار والليل، وعلى امتداد أيام الأسبوع، إضافة إلى ما ينتج عن ذلك من نفايات سوداء وأدخنة خانقة وزيوت وغازات سامة، وعوادم السيارات والشاحنات وأجواء ملوثة وروائح مستفزة، دون إغفال مظاهر الاستحواذ على الملك العام في مشاهد عشوائية. والمعروف أن غالبية المحلات المذكورة تشتغل خارج حدودها ما يساهم في اتساع مظاهر الفوضى وعرقلة حركة السير وعبور الساكنة، وبديهيا، من خلال هذا الوضع غير المحتمل، أن يشكو السكان من تشوه واجهات وجمالية وبيئة الحي، علما أن المتضررين منهم لم يتوقفوا عن تقديم شكاياتهم لدى الجهات والسلطات المسؤولة دون جدوى، حيث لم تنفع صرخاتهم في الحد من نزيف معاناتهم اليومية، اللهم بعض اللجن أو المسؤولين الذين يعمدون إلى طمأنتهم من حين لآخر ببعض الوعود التي ما تلبث أن تتبخر في حينه. العديد من سكان الزنقة 12 والزنقة 7 بحي الفتح، والمجموعة 14 و11 بحي المصلى مثلا، تقدموا لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعريضة احتجاجية وهم يرفعون من خلالها أصواتهم باتجاه أذان الجهات المسؤولة حيال الجحيم الذي يعانون منه، والمتمثل في محل للميكانيك وآخر للتلحيم وموقف عشوائي للشاحنات يسترزق منه أحد الحراس الليليين (ل) بمدخل حي الفتح، على حساب حق الإنسان في الراحة، ومن رأي هؤلاء السكان أن عدة أمراض باتت تهدد صحتهم وصحة اطفالهم، جراء استنشاقهم اليومي للرياح الملوثة والأدخنة المنبعثة من الأشغال الميكانيكية، علاوة على حياة الازعاج والضوضاء اليومية، ولم يفت السكان الإشارة إلى مظاهر رمي النفايات والأزبال والزيوت المحروقة بقناة الصرف الصحي وما يترتب عن ذلك من مشاكل، وبينما كان من المنتظر إحداث متنفس او حديقة بالأحياء المتضررة إلا أن الوضع الحالي ما يزال سيد الموقف.