لماذا في رأيكم نتربص طويلا متسترين من غير «متستّرات»، حتى لا تأخذني، أنوثة رقة النعومة للنسيان، في وضوح مبطن بالخدعة أثرا عالمياً موسوماً ب«يرما» عمل مسرحي للكاتب والشاعر الإسباني الكبير «فيديريكو گارسيا لوركا» وعندما نلقي القبض على هذا الأثر الكوني، المشاع كالبحر والصحراء على الأبدية، نستفرد به في حفلة وليمة سرية، شأن «العصابات وقطاع طرق مختلف أجناس التعبير، نطرحه بيننا للوزيعة وننخرط في تفكيكه بالتساوي والقسطاس ما هم» ونحن نتداول بالتالي: شؤون مكوناته بله: قطع غياره» كما يحدث تماماً في عملية سرقة السيارات، ونتأهب لبيعه وفق صفقة مجهولة معلومة، على خلفية ترويجه وإشاعته في الناس الجمهور، كمنجز إبداعي فكري محفوظ الحقوق، ونحن نعلم جيداً أن الأوراق مزوَّرة. يا إلهي، وأتساءل غير ما مرة لماذا تختنق روح الشاعر لوركا المغتال في دمي، ولماذا أتمثله كل ليلة على هامش الحلقات/ تبثها القناة الثانية الممهورة: باغتيال مضاعَف والمشفوعة بسرقة مُمَوَّهة، يتقلب في قبره. لماذا في رأيكم، نوزع الأدوار بيننا، مُدَجَّجين بالمُدي والسواطير والسكاكين، ونشرع دونما تأنيب ضمير ولا وازع أخلاقي في التمثيل بتراث أدبي عالمي: مسرحية: يرما، ولماذا مرة أخرى تُسعفنا رذالَتُنا نحن عدم الناس، في ضخ أوقات إضافية لا تحتمل حلقات من هتْر الخيال لا تستوي ولا تستقيم وبنية تفكير نظلم المسرحية الأصل المُمَثَّل بها، تئن تحت وطأة كرابيج كرباج، لهجة شمالية جبلية، متعثرة، ظلت بعيدة أبداً عن التداول الأدبي تجاوزاً: هذه الإشارة لا تعني أي تعصب «للداخل» على حساب: «الجهة الشمالية» بقدر ما تعني الاختيار اللاموفق، واللامُفكر فيه: اللهجة الشمالية هنا، تبدو خارج سياقها كما لو كانت حملة دعائية انتخابوية سابقة لأوانها لمرشحات معلنات قادمات: الله يهديكم، نحن أيضاً، شماليون، جبليون، بيضاويون لا فرق... لماذا، في رأيكم، يتم هذا السَّلخ، دونما ولو إشارة في الجنيريك للمجني عليه، گارسيا لوركا، الملهِم، وذلك أضعف الإيمان، لغلبة الطمع، اللهفة. وحس الربح، على الحس الفني. سلاماً، ولتفكر القناة الثانية مرة أخرى في أشكال البضائع مشاريع الإنتاجات، المسروقة، المزورة، بل وحتى المستلهمة من أعمال أخرى.... إشارة: من الطبيعي/الأخلاقي الإشارة إلى مصدر الاستلهام حتى، وإلا كان على أصحاب وصاحبات «لالة منانة» التفكير بشكل آخر في كتابة مسلسل يعتمد قدراتهم الذاتية على الإبداع والخلق، بدل المشي متعثرين متعثرات على هدْي «يرما لوركا» ويقولون وفق صلافة لا تضاهي «ورش الكتابة» عَجَبي.