إلى جانب الوفود الرسمية والشخصيات السياسية والفكرية والأدبية الفلسطينية التي توافدت على المغرب ، حضرت العديد من الفرق الفنية من غنائية عصرية وفلوكلورية ومسرحية . فبعد الزيارة الأولى لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني بداية عام 1969 التي تحدثنا عنها ، عادت نفس الفرقة عام 1974 ضمن مهرجان ربيع المسرح العربي الذي نظم من قبل وزارة الثقافة المغربية في مسرح محمد الخامس بالرباط ، وقدمت مسرحية الكرسي من تأليف الشاعر الكبير معين بسيسو وإخراج خليل طافش ، وعادت مرة أخرى ضمن نفس المهرجان بمسرحية ثورة الزنج من تأليف معين بسيسو وإخراج المخرج العراقي جواد الأسدي . وجاءت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عامي 1972 و1976 ، كما جاءت أهم فرقة فنية في تاريخ الفن الفلسطيني هي فرقة ( أغاني العاشقين ) التي تركت أثرا لا يمحى في الساحة المغربية ، ولازال الشباب المغربي لحد اليوم يرددون أغانيها . فقد تميزت بأدائها الراقي حيث توفر لها ما لم يتوفر لغيرها من الفرق .. شاعر كبير بحجم أحمد دحبور وملحن مبدع بقامة حسين نازك ، وشباب موهوبين صوتا وحركة رشيقة على الخشبة تدربوا على أدائها على يد المبدع ميزر. لا شك أن مجيء هذه الفرق ساهم في ترسيخ الوعي المغربي بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر وغير مباشر ، إذ تكونت فرق مسرحية وغنائية مغربية نحت منحى الفرق الفلسطينية ، وتجلّى هذا الأثر سنوات السبعينات في مهرجانات مسرح الهواة التي كانت تنظمها وزارة الشبيبة والرياضة المغربية مرة كل سنتين، وتشارك فيها فرق الهواة المسرحية من مختلف مناطق المغرب ، حيث كانت القضية الفلسطينية دائمة الحضورفي مواضيع أعمال هذه الفرق ، وحدث أن كان أثنا عشر عرضا من بين ثُلاثة عشر عرضا قدمت في مهرجا ن إحدى السنوات ، موضوعها القضية الفلسطينية . ولا يمكن نسيان الدور الذي لعبته النوادي السينمائية التي بدأت محتشمة ثم ما لبثت أن تكاثرت لتعمّ مختلف أحياء المدن ، ووصلت حتى إلى البلدات الصغيرة . وكانت الأفلام الفلسطينية التي كنا نضعها تحت تصرف هذه النوادي تشكّل مادة عملها الأساسية. وقد عرضت بعض هذه الأفلام عشرات المرات حتى بدأت صورها تنمحي ، مما أجبرنا على إستنساخ نسختين من كل فيلم نحصل عليه ، لنستخدم النسخة ونحتفظ بالأصل . وهنا لابد من تسجيل الدور الهام الذي لعبه بعض الأخوة المشرفين على هذه النوادي أمثال نورالدين الصايل وإدريس شويكة وعمر المختاروخليل الدامون ممن كانوا على تواصل وتعاون دائم معنا . ولا بد من الإعتراف بأنه ورغم القيمة والأهمية التي كانت تعطيها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومختلف الفصائل الفلسطينية ? نظريا ? للآداب والفنون كسلاح في المعركة ، وعلى الرغم من أن كثيرا من قيادات المنظمة والفصائل كانوا مفكرين ومثقفين وأدباء مبدعين ، حيث لا يمكن نسيان شخصيات من أمثال غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شراروشفيق الحوت وأحمد صدقي الد جاني ومحمود درويش وعشرات غيرهم من قيادات الصف الأول والصف الثاني .. إلا أنه وعلى أرض الواقع ، لم تكن موازنة منظمة التحرير تتضمن سوى مبالغ محدودة جدا لدعم الأعمال الثقافية ، نظرا لسلّم الأولويات الذي كان يعطي للعمل العسكري الأهمية الكبرى وما يستتبعه من إنفاق على أسر الشهداء والجرحى . لقد دفعنا هذا الوضع إلى إبتكار وسائل محلية لدعم النشاط الثقافي ليكون رافعا ودافعا لعملنا السياسي في المغرب . وهكذا ابتدأت فكرة إنشاء مكتبة فلسطينية بأن أحضر كل واحد منّا مكتبته الشخصية وخصصنا لها غرفة لتكون مكتبة عامة متخصصة بالشأن الفلسطيني، ثم بدأنا نتصل بالمراكز الثقافية للسفارات العربية والصديقة ، وبالمؤسسات الثقافية المغربية الرسمية والشعبية وخاصة وزارة الثقافة وإتحاد كتاب المغرب ، والتي أمدّتنا بنسخ مما تتوفرعليه من كتب ، كما بدأ المؤلفون المغاربة يمدّوننا بنسخ من مؤلفاتهم . وهكذا اغتنت المكتبة حتى قارب عدد مقتنياتها عشرة آلاف كتاب، وأصبحت مصدر بحث أساسي يرتادها طلبة الجامعات المغربية لإعداد بحوث التخرج للإجازة ورسائلهم الجامعية للماجستير والدكتوراة . واشترينا آلة تسجيل متطورة لإعادة تسجيل ما حصلنا عليه من أشرطة مسجّل عليها أناشيد الثورة وأغاني الفنانين الملتزمين أمثال الشيخ إمام ومارسيل خليفة ومصطفى الكرد وأحمد قعبور وفرقة أغاني العاشقين وأمسيات شعرية لمحمود درويش ، وأخذنا نبيع هذه الكاسيتات بربح قليل ولكن بكميات كبيرة ، استطعنا بريعها أن نتوسع في شراء الكتب لتعزيز مكتبتنا ، وأن نشتري نسخا من الأفلام الفلسطينية أو التي تعالج الشأن الفلسطيني . كما شكل هذا الريع دعما ماديا إضافيا للثورة الفلسطينية ، يضاف إلى حصيلة حملات التبرعات التي أشرنا إليها سابقا ، وكذا الضريبة التي أمر جلالة الحسن الثاني بفرضها على علب السجائر وتذاكر السينما والمسرح لصالح الثورة الفلسطينية منذ عام 1969 . ولما كنا نحرص على المشاركة في كل المعارض الدولية والمحلية التي تقام في مختلف المدن المغربية ، فإنني لا أبالغ إذا قلت بأننا بعنا مئات آلاف الأشرطة ، مما أدى إلى تحول الأناشيد الفلسطينية إلى شعارات ترددها الجماهير الشبابية المغربية في أي مهرجان أو تجمع حتى ولو لم يكن موضوعها فلسطين . وقد فوجيء بهذه الحالة الفنان الملتزم الكبير مارسيل خليفة عندما حضر للمغرب أول مرة ، حيث كان الجمهور يردد معه كلمات أغانيه كما صاغها لحنا . ونظرا لما تعرّضت له مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في عمان ودمشق وبيروت وكذا مقرات مختلف الفصائل الفلسطينية ، من مداهمات وقصف وتفجير ونهب وإتلاف ، فقد افتقرت المنظمة لأرشيف ثقافي وفني ، مما جعل موجودات مكتبة المركز الثقافي الفلسطينيبالرباط تشكل أهم ذاكرة ثقافية وفنية فلسطينية ، وتتجه السلطة الوطنية الفلسطينية حاليا لإعادة تنظيمها وترميمها لتساهم في خلق أرشيف وطني فلسطيني في الجانب الثقافي والفني . * * * على ذكر المعارض لابد من وقفة عند المعرض الدولي للدارالبيضاء الذي كان في فترة السبعينات والثمانينات يقام سنويا ، ويشارك فيه عشرات الدول إضافة إلى أعداد هائلة من المؤسسات المغربية . والمعروف أن العارضين يستأجرون مساحات لإقامة أجنحتهم بمبالغ كبيرة ثم يقومون بتجهيز هذه الأجنحة وصنع ديكورات لها تكلف مبالغ كبيرة أيضا . وعندما فكرنا بأخذ جناح في المعرض في مطلع السبعينات ، وقفت التكلفة المالية عقبة في طريقنا ، فقررنا الإستعانة بعامل ( محافظ ) الدارالبيضاء مولاي مصطفى العلوي ، نظرا لما سمعناه عنه من أنه كان من رجال المقاومة ضد الحماية الفرنسية ، وأنه أبن شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي صاحب المواقف المشهودة في مواجهة المستعمرين الفرنسيين وعملائهم . أخذنا موعدا وذهبنا فاستقبلنا بكل لطف واحترام وشرحنا له ما نريد ، فأعطى على الفور تعليماته بإعطائنا المساحة التي نطلبها وأن يتم بناء الجناح وتجهيزه بكل مايحتاجه من أدوات ورفوف وخزائن وتزويدنا بالماء والكهرباء والتلفون ، كل ذلك على نفقة العمالة. وقد أصبحت هذه سنّة تمّ العمل بها في كل سنة وحتى بعد تعيين عمال آخرين على الدارالبيضاء . كنا نعرض في الجناح صور الشهداء وعمليات الفدائيين ، وصورا تمثل همجية الإحتلال الصهيوني ، وصورا للمدن الفلسطينية وخاصة مدينة القدس والمسجد الأقصى ومسجد الصخرة المشرّفة . وإلى جانب هذه المعروضات الإعلامية كنا نعرض أشياء للبيع ، حيث كنا نستورد عشرات آلاف الكوفيات الفلسطينية التي كان زوّار المعرض يتخاطفونها بحيث كانت تنفد كلها قبل نهاية المعرض . كما كنا نعرض انتاجات معامل أبناء شهداء الثورة الفلسطينية ( صامد ) من مطرزات ومنحوتات وصدفيات ونماذج تراثية ، إضافة إلى عشرات آلاف كاسيتات الأناشيد والأغاني الملتزمة والتي كانت هي الأخرى تنفد قبل إنتهاء فترة المعرض ، إلى جانب كميات كبيرة من كتب مركز الأبحاث الفلسطيني ومختلف المجلات الفلسطينية . كان العمل في المعرض مرهقا للغاية يبتدئ من الثامنة صباحا وحتى منتصف الليل، ولم نكن نستطيع القيام بواجبات المعرض لوحدنا ، فكنا نستعين بطلبتنا الفلسطينيين وكذا المدرسين الفلسطينيين العاملين في المغرب ، وكانوا يأتون متطوعين ودون تردد من مختلف المدن التي يتواجدون فيها. وكان عمي أبو نزار الذي يسكن في الدارالبيضاء يخصص غرفة من بيته / فيلته ليبيت فيها الإخوة العاملون في الجناح ، وكنا نستعين بطبّاخة محترفة لتعدّ لنا وجبتي الغداء والعشاء ? توفيرا للنفقات . وقد فاز جناحنا في كل الدورات التي شاركنا فيها بجائزة إقبال الجمهور ، حيث لم يكن أي زائر للمعرض يتخلّف عن زيارة جناح فلسطين . وكان جلالة الملك الحسن الثاني ومن بعده جلالة الملك محمد السادس يحرص على أن يزور يوم افتتاح المعرض جناح فلسطين . وقد شهد هذا الجناح حكايات وحكايات سأكتفي بسرد ثلاثة منها لدلالاتها . فقد إعتادت الحاجة( مالقية) ، وهي امرأة مناضلة من مدينة سلا مشهود لها بالعمل الإنساني والإجتماعي إلى جانب دورها الفاعل في المقاومة المغربية ضد الحماية الفرنسية ، إعتاد ت أن تأتي سنويا إلى المعرض وتتوجه مباشرة إلى الجناح الفلسطيني ، فنستقبلها ونعطيها كرسيا لترتاح ، ثم تطلب منا أن نجمع لها قطعة أو أكثر من كل المعروضات ، وتدفع ثمنها كاملا . والغريب أننا في كل المرات التي زرناها في بيتها لم نكن نجد شيئا مما كانت تشتريه ، إذ أنها كانت توزع ما تشتريه على من يعملون عندها في معمل السجاد الذي تملكه أو على الأصدقاء والمعارف ، مما يعني أنها كانت لا تأتي لتشتري وإنما لتتبرع للمجاهدين الفلسطينيين . وذات يوم جاءني رجل كبير في السن يلبس جلبابا رثّا وعمامة بيضاء على رأسه مما يوحي بأنه من أبناء البادية وأنه متوسط الحال . أعطاني مبلغا من المال وقال لي : أنا رجل أمّي لا أعرف ماذا تقول هذه الكتب التي تعرضونها ، لكنني متأكد أنها تتحدث عن القدسوفلسطين والمجاهدين ، فأرجو أن تختار لي بقيمة هذا المبلغ كتبا مفيدة حتى أعطيها لأبنائي وأحفادي ليقرؤوها ويتعرفوا على قضيتكم المقدسة . أما أطرف هذه الحكايات فقد سمعنا ذات يوم أصواتا عالية وشتائم في أحد زوايا الجناح ، فأسرعنا صوب مصدر الصوت فوجدنا أحد الإخوة المدرسين الفلسطينيين من الذين تطوعوا لمساعدتنا في الجناح ، يشتبك مع شابين مغربيين . فتدخلنا لفض الإشتباك وسألنا عن سبب ما حدث ، فقال الأخ الفلسطيني بأن الشابين كانا يتغزلان بالشهيدة دلال المغربي . أما الشابان فقالا بأنهما قالا عند رؤية الملصق الذي يحمل صورة الشهيدة ، أنها شابة صغيرة وجميلة وحرام أن يقتلها الصهاينة . فكان علينا إنهاء المشكلة دون إغضاب الشابين المغربيين مع إحترام مشاعر الأخ المدرس الفلسطيني ، الذي كان من منطقة بئر السبع البدوية المحافظة جدا والذين يتجنبون ذكر أسماء النساء في أحاديثهم ، ثم أن صاحبة الصورة هي الشهيدة البطلة دلال المغربي التي استشهدت هي ورفاقها بعد أن قتلوا وجرحوا العشرات من الصهاينة وزرعوا الرعب في صفوفهم ، فكانت في نظر هذا المدرس قدّيسة لا يجوز حتى النظر إلى جمالها الواضح في الصورة . وعلى ذكر كبار السن وحكاياتهم ، فقد وجّه أحد أعيان الرباط وإسمه الحاج إدريس البحراوي لنا دعوة للعشاء في بيته . وكان الحاج البحراوي رجلا معروفا بأنه من أغنياء الرباط ومن الداعمين لكل الأعمال الإجتماعية والخيرية وخاصة الموجهة للطبقات الفقيرة ، وكان بيته عبارة عن قصر فاخر بقبابه وقرميده الأخضر وصالوناته الواسعة وغرفه العديدة ، ويقع في حي ( ديور الجامع ) . ومساء اليوم المحدد جاءنا إبن أخته السيد أنيس الجزولي الذي تربّى عنده ? حيث لم يرزق الحاج البحراوي بأبناء - وحمل إسمه حتى لا يعرفه الناس الا باسم انيس البحراوي . جاء واصطحبنا مع بعض مسؤولي الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إلى القصر ، حيث أقيمت لنا وليمة فاخرة . وبعد انتهاء العشاء تحدث الحاج البحراوي جملا قليلة أعلن فيها أنه سيتبرع بقصره ليكون مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية في المغرب . وقد مرت أسابيع وأشهر بعد ذلك دون أن تنتقل ملكية القصر إلى منظمة التحرير ، إلى أن سمعنا في نشرات الأخبار بأن بيت الحاج البحراوي قد أصبح مقرا لمدرسة ( دارالحديث الحسنية ) التابعة لجامعة القرويين . وبعدها بمدة قصيرة توفي الحاج البحراوي دون أن نعرف كيف تمت هذه العملية وما هي أسرارها ومن كان وراءها . وذات يوم حضرت إلى مكتبي سيدة كبيرة في السن يظهر من لباسها أنها فقيرة ، وأخبرتني أنها تريد أن تتبرع بمنزلها لصالح فلسطين ، وطلبت أن أرافقها لمعاينة المنزل الكائن في ( دوار الحاجة ) أحد أكبرالأحياء الصفيحية بحي اليوسفية . كان معي في المكتب الأخ علي عامر / أبو يوسف الذي كان يومها لا زال طالبا وتفرّغ لاحقا للعمل في مكتب المنظمة ، وأشهد أنه واحد من أكثر الناس الذين عرفتهم إخلاصا وتفانيا في العمل ومحبة للآخرين ، إلى جانب حبه للدعابة والمقالب البريئة . فذهبت معه برفقة تلك السيدة إلى حيث يوجد منزلها . وجدناه عبارة عن قرابة مئة مترمربع من الأرض تقوم عليها ما يشبه الغرف القصديرية ، تصل إليه بصعوبة بالغة حيث يتواجد على سفح ما يشبه تلة صغيرة ، ليس فيه طرقات معبّدة ولايتوفرعلى ماء ولا كهرباء ولا قنوات للصرف الصحي ، وزاد من صعوبة مهمتنا أن الفصل كان شتاء والأرض موحلة وخطر الإنزلاق عليها كبير . رغم حالة المنزل البائسة ، إضطررنا أمام إلحاح صاحبته لقبول هبتها ، واتفقنا على أن تأتي في الغد لنذهب معها إلى مكتب ( العدول ) الذين يتولون عادة تسجيل العقود الشرعية لتسجيل المنزل . جاءت المراة في الغد ورافقناها إلى منطقة ( باب الحد ) حيث تتواجد مكاتب العدول ، فوجدنا المكاتب كلها مغلقة حيث صادف أن كان ذلك اليوم يوم جمعة حيث لا يعمل فيه العدول لكونه عيد المسلمين ، واتفقنا على أن تاتينا يوم الإثنين لإتمام العملية . لم تأت السيدة أيام الأثنين والثلاثاء والأربعاء ، فذهبت والأخ أبو يوسف إلى دوار الحاجة لنسأل عن السيدة ، فقيل لنا بأنها توفيت وتم دفنها قبل يومين . وهمس في آذاننا أحد أبناء الحي الذي لم يكن يعرفنا ، بأن المرحومة كانت ستتبرع بمنزلها لفلسطين ، وبما أنه ليس لها أولاد وأن من يرثها هم أبناء أخيها الذين علموا بما ستفعله ، فقاموا بخنقها وقالوا أنها ماتت ميتة طبيعية ودفنوها ، والله أعلم .