لم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إخماد النيران التي شبت صباح الخميس الفارط في محل لتخزين المواد الجلدية بدرب المتر الزنقة 1 رقم 63 بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، كما أشرنا إلى ذلك في مقال يوم الجمعة الأخير، إلا في حدود الثالثة زوالا، ثم عادت لتندلع من جديد فجر اليوم الموالي وإن بشكل طفيف تم إخماده بسرعة، هذا في الوقت الذي وجد فيه سكان الشقق التي تتواجد فوق البناية التي تحتضن إلى جانب المخزن محلا للمطالة، أنفسهم يبيتون في العراء شيبا وشباب، إناثا وذكورا من مختلف الأعمار، في حين تم تدبر أمر المبيت للمسنين المرضى منهم وللأطفال غير القادرين على تحمل البرد وأجواء الشارع العام، وذلك بعدما تدخلت السلطة المحلية لتأمر بنزع خيمة تم نصبها بهدف إيوائهم، رافضة الترخيص بذلك وتاركة إياهم في العراء، أو الانتقال إلى مطرح للنفايات بنفس الزقاق من أجل الإقامة فيه!؟ وعبر السكان المتضررون الذين افترشوا الأرض عن استنكارهم خلال زيارة «الاتحاد الاشتراكي» لهم، منتقدين تصرف السلطة المحلية ببوشنتوف معهم، في الوقت الذي عبّر فيه صاحب مخزن المواد الجلدية المحترق والذي يتوفر على الشروط القانونية، والمؤمن منذ 3 سنوات ضد كل المشاكل المحتملة كالسرقة، التسربات والحرائق بالاضافة إلى العقارات التي توجد بنفس البناية، عن استعداده لمباشرة كافة الإصلاحات للشقق وحتى توفير الفراش لها كي تكون جاهزة للسكن فيها ، مشاطرا المتضررين آلامهم، الذين بدورهم اعتزوا بهذا التضامن وعبروا عن مطلبهم الملّح والاستعجالي في عودتهم إلى مساكنهم، ودعوا إلى تمكين صاحب المحل من التراخيص القانونية لمباشرة الإصلاحات، سيما أن شهر رمضان على الأبواب، وهم لايستطيعون الاستمرار في البقاء بالشارع العام، «راه ولاّ عندنا مشكل في المرحاض مع ولادنا وبناتنا، وولينا بحال اللاجئين» يقول أحد المتضررين. عائلات كالعقاد، ومحجر التي تضم فردان يعانيان من مرض عقلي، واللائحة طويلة التي يوجد بها حوالي 40 شخصا يشكلون 9 عائلات، من الذين تضرروا بشكل مباشر وآخرين بشكل غير مباشر بعدما تصدعت جدران المنازل المجاورة للمحل الذي اندلعت فيه النيران، دون إغفال الشقق التي أتت ألسنة اللهب على كل محتوياتها من أثاث ومتاع، لامطلب لهم غير الحفاظ على كرامتهم والعودة إلى غرفهم التي تركوها مضطرين بعدما نجوا من موت محقق، ولايطالبون من أية جهة أمرا فيه إعجاز بقدر ما يطالبون بمنحهم الترخيص بإصلاح ديارهم، عوض العسكرة الأمنية بجانبها والحط من كرامتهم!