اندلع، صباح الأحد الماضي، حريق مهول بأحد متاجر بيع الأثاث المنزلي بحي المرينة (قرب الدائرة الأولى للشرطة)، وأتت ألسنة اللهب، التي نشبت في البدء في إحدى الاسفنجات، على المحل بأكمله وانتقلت إلى الطابقين العلويين، مهددة سكانها وسكان الدور المجاورة ومحلات بيع الأثاث المنزلي، وزاد من حدتها تأخر رجال الوقاية المدنية لأكثر من ساعة بعد إخبارهم بالحادث. ونتج عن الحريق، الذي ظلت أسبابه مجهولة، حسب شهود عيان، خسائر مادية، وتصدعات وشقوق في البناية، ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية للسكان. واستنكر أصحاب المحل المحترق ومحلات بيع الأثاث المجاورة والدور السكنية تأخر رجال الإطفاء، موجهين لهم انتقادات لاذعة، مشيرين إلى أن الحريق كان من السهل السيطرة عليه في مرحلته الأولى، دون أن يخلف خسائر مادية كبيرة لأصحابه، وحالات الهلع، التي سادت المكان. يقول أحد العاملين بالمتجر المحترق:" اشتعلت النار منذ التاسعة صباحا، ولم يحضر رجال الوقاية المدنية إلا بعد مرور ساعة ونصف الساعة، اتصلنا بها هاتفيا في المرة الأولى، ولم تحضر، ذهبنا إلى المقر، فأخبرونا أن رجال الإطفاء في مكان الحادث، لكن عند عودتنا لم نجد لهم أثرا، فقط وجدنا ألسنة اللهب حاصرت البناية بأكملها بعد أن كانت في الطابق الأرضي"، وخلال تلك المدة، قام السكان بمحاولات لإطفاء النار بخراطيم المياه المنزلية، وإجلاء سكان البناية إلى الخارج، ومطالبة سكان الحي بقطع التيار الكهربائي، وإغلاق قارورات الغاز، تضيف إحدى سكان الحي:" خرجنا من بيوتنا وأغلقت المتاجر أبوابها وحتى السيارات التي تركها أصحابها أمام المحل، قام الشباب بحملها بالأيادي إلى مكان أبعد، كي لا تنتقل النار إليها"، ولم تنفع المحاولات في إخماد النار إلا بعد وصول رجال الوقاية المدنية في آخر لحظة.