تعرض أحد الفنادق بفاس، مؤخرا، إلى هجوم شرس من طرف مجهولين، حيث تم تكسير ممتلكات الفندق وجميع مرافقه، بالإضافة إلى السيارات التي كانت في محطة الوقوف أو بجنبات الأرصفة المحيطة بالفندق. وتعود هذه العملية -حسب مصادر مقربة- لكون صاحب الفندق امتنع عن تقديم الإتاوة لأفراد العصابة الذين يهددون كل من لايدفع لهم أتاوات مقابل عدم الاعتداء عليه وعلى ممتلكاته!... هذا الوضع الشاذ والغريب عن مجتمعنا، جعل صاحب إحدى الحانات بفاس (حانة المدغري) يفضل بيعها عوض أن يدفع أموالا إضافية للذين يأتون كل يوم من أجل استخلاص إتاوات يومية، وكأنهم أصحاب المحل، بل أكثر من ذلك، أصبحوا يطالبون ببيع سلعهم أولا، ثم بيع بضاعت صاحب الحانة ثانيا، الشيء الذي جعله يبيع الحانة بعد تحويلها إلى مكاتب. هذه الحالة الدخيلة على مدينة فاس وعلى باقي المدن المغربية، والتي تذكرنا بعصابات المافيا الإيطالية والصينية والتركية، أصبحت مدينة فاس تعيش، في الأونة الأخيرة، تحت وطأتها، حيث صراع أصحاب محطات وقوف السيارات الذي تطور إلى استعمال السلاح الناري، والهجوم على مواطن أمام المحكمة بالسلاح الأبيض، بل الأخطر سيطرة هؤلاء الأباطرة الجدد على العديد من الواجهات عن طريق العنف والتهديد!... هذا الوضع جعل الحابل يختلط بالنابل ولم يعد المواطن الفاسي يميز بين المسؤولين بهذه المدينة وبين عصاباتها؟!... ولم يعد يعرف من هم المسؤولون عن تسيير الشأن المحلي بهذه المدينة العلمية، حيث يمكن لصاحب سوابق أن يحل مشاكل عديدة إن على مستوى الإدارات أو البلديات أو المقاطعات، بل حتى المحاكم؛ وذلك بفعل قوة نفوذه الذي اكتسبه من مجلس المدينة ومن بعض المسؤولين الفاسدين بهذه المدينة الذين يتعاملون معه!... هذه هي فاس، اليوم، أصبح مسيروها أفراد عصابات وأعيانها ذوو سوابق عدلية ومبحوث عنهم، وأصبحت لهم أراضي وعقارات وحانات لبيع الخمور وتجارة المخدرات واستولوا على محطات وقوف السيارات وكونوا عصابات تجوب المدينة من أجل استخلاص الفديات وفرض الإتاوات. أمام هذا الوضع الذي ينذر بالتسيب والفوضى، وفي انتظار تدخل الجهات المسؤولة والمعنية باستتباب الأمن وحماية المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم، لايسع ساكنة فاس إلا التساؤل عمن أوصل المدينة إلى هذا الوضع ولسان حالها يقول: «الله ينتقم ممن أوصل العاصمة العلمية لهذا»!...