يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوم الجمعة بالرباط، إن المغرب يعمل دائما في تعاطيه مع ملف الصحراء بحسن نية وبإيجابية من أجل إيجاد حل سياسي لهذه القضية. وأضاف العمراني، خلال ندوة فكرية نظمتها مؤسسة علال الفاسي في موضوع (الصحراء المغربية : المسار والآفاق)، أن المقترح المغربي بتخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا حظي بتقدير وإشادة البلدان المؤثرة في القرار الدولي، والتي وصفته بÜ «الجيد وذي المصداقية». وذكر بأن سحب المملكة الثقة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، يعزى إلى «الانزلاق الذي عرفه مسار المفاوضات» بشأن هذا الملف، مشيرا إلى أن «المغرب لا يزال منخرطا في المسلسل الأممي، ويشتغل مع الأممالمتحدة ومجلس الأمن». وأعرب العمراني عن أمله في بناء الاتحاد المغاربي الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الشركاء الأوروبيين والأمريكيين يؤكدون على أهمية وحتمية هذا الخيار من أجل مواجهة التحديات الأمنية بالمنطقة، ولاسيما مع تنامي ظاهرة الاتجار في المخدرات والأنشطة الإرهابية. من جهة أخرى، أبرز عدد من الخبراء والأكاديميين المشاركين في هذا اللقاء المجهودات التي بذلها المغرب من أجل إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء، مشيرين بالخصوص إلى مساعي المغرب التي تميزت على الدوام بمرونة دبلوماسية وسياسية في التفاوض حول المقترحات المطروحة لحل هذا النزاع المفتعل. وأكدوا أن تعنت الجزائر والعراقيل التي مافتئت تضعها هي التي تعيق ملف الوحدة الترابية للمملكة، وكل الجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء. على صعيد آخر، أبرز المشاركون في هذه الندوة التطور التاريخي الذي أفرز التجربة الجهوية الإسبانية، والأهمية التي تكتسيها هذه التجربة بالنسبة للمغرب بالنظر إلى وجود خصائص ومقومات مشتركة بين البلدين الجارين، تتمثل بالخصوص في النظام الملكي والتنوع اللغوي والثقافي، معتبرين أن التوفيق بين هذه المقومات أمر ضروري للحفاظ على وحدة الدولة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة ? التي قاربت قضايا مرتبطة على الخصوص بمسار قضية الصحراء المغربية ومستقبل تسويتها في إطار التوازن الإقليمي، تميزت بمشاركة عدد من الخبراء والأساتذة الباحثين من بينهم عبد الكريم غلاب وأحمد السوداني وأحمد السنوسي ومحمد تاج الدين الحسيني، وحسان بوقنطار ومحمد العربي المساري وامحمد بوستة.