عبر يوسف فرتوت مدرب فريق رجاء بني ملال، الصاعد حديثا لحضيرة البطولة الاحترافية، في حوار لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، عن مدى سعادته البالغة بعد تحقيقه الصعود هذا الموسم، معرجا على عدة مواضيع أبرزها وجهة نظره حول الإطار الأجنبي داخل البطولة الوطنية، وكذلك بعض النقائص التي يعاني منها القسم الوطني الثاني، مختتما فصول الحوار بالتحدث عن مصيره رفقة الفريق الملالي... حققت الصعود رفقة فريق بني ملال، ماذا شكل لك هذا الإنجاز؟ الحمد لله، لقد تمكنت من تحقيق ما يحلم به أي مدرب في بداية مشواره، بل أكثر من هذا فقد تأكدت من مدى صواب الأمور التي آمنت وتحدثت عنها خلال تحليلاتي على شاشة التلفاز، أو عبر الحوارات والتصريحات سواء للصحافة المكتوبة أوالمسموعة. حققت أندية أولمبيك مراكش، الاتحاد الإسلامي الوجدي، النهضة البركانية ورجاء بني ملال الصعود للأقسام الموالية، فيما انتزع المغرب التطواني ذرع البطولة الوطنية، العامل المشترك بين هاته الانجازات هو الإطار الوطني المغربي، ما هو تعليقك؟ نعم، وكذلك لا يجب إغفال الإطار جمال السلامي رفقة الفتح الرباطي، الذي بصم على موسم استثنائي، وهذا يدل على أن المدرب المغربي أصبح معادلة صعبة وضرورية ضمن واقع كرة القدم الوطنية، وبات يستحق مكانة أحسن من التي يحتلها الإطار الأجنبي. وقد تطرقت لهذا الأمر في عدة مناسبات، وكنت دائما أقول إن هناك أطرا أجنبية لا تستفيد منها كرتنا، بل تأتي من أجل السياحة والاستجمام. خضت تجربة القسم الوطني الثاني، ماهي النقائص التي تحيط بهذا القسم؟ الملاعب بالدرجة الأولى، فأغلبها لا يتوفر على المرافق الضرورية، كمستودعات الملابس ورشاشات الاستحمام والمراحيض إلى غير ذلك. بل إن هناك بعض المستودعات تتسع فقط لعشرة لاعبين، في حين نكون في بعض الأحيان ثلاثين فردا، وهناك أمر هام، يتجلى في غياب الأمن في معظم الملاعب، ولولا الألطاف الإلهية لعاينا ضحايا بالجملة، لا على مستوى اللاعبين أو حتى الجماهير. هناك شكوك حول استجابة فريق الرجاء الملالي لشروط دفتر التحملات، التي تضعها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كيف ترى الأمر؟ أعتقد على أن رأيي ليس له أهمية، مقارنة مع مسؤولي الفريق، لكن حسب وعودهم لي، فالمكتب المسير على وعي تام بالأمور الضرورية، التي تستوجب الحفاظ على استقرار الفريق، ومن ضمنها توفير الأمور المادية واللوجيستيكية. وللإشارة فالوضع يستلزم من المسيرين التعجيل بترجمة الوعود لأرض الواقع، حتى يتسنى لي تحديد زمن بداية الاستعدادات وكذا الانتدابات التي سنعزز بها الفريق. ولحد الساعة لم أتوصل بموعد محدد حول وقت جاهزية الملعب والسيولة المالية التي سيتوفر عليها الفريق. في ذات السياق، كم عدد اللاعبين الذين تضعهم في مفكرتك للالتحاق بالفريق؟ الأمر مرتبط بالجلسة أوالاجتماع مع المكتب المسير، وكما سبق وذكرت، فهذا الاجتماع سيكون لتوضيح الأمور والوقوف على مدى قيمة الأمور المادية واللوجيستيكية المتوفرة. وبالنسبة للاعبين المغادرين؟ نفس الشيء، فإذا لمست أي إكراهات مادية ستعوق الفريق، فإنني سأحتفظ ببعض هؤلاء اللاعبين، والتعامل وفق الظرف المفروض. ماصحة الأخبار المتداولة حول مغادرة يوسف فرتوت لفريق رجاء بني ملال؟ سأقول لك دائما بأن الأمر مرتبط بنتائج الاجتماع الذي سيجمعني بمسيري الفريق الملالي، وأنا كنت دائما صريحا مع الجماهير الملالية، بحيث إذا توفرت ظروف اشتغالي وأحسست بأني قادر على كسب الرهانات سأستمر، وإذا كان العكس فالأكيد أني سأغادر فريق رجاء بني ملال. ماهو تقييمك للبطولة الاحترافية في نسختها الأولى؟ في الحقيقة النقطة التي لفتت انتباهي، هي ضعف التحكيم، وكذا تواضع أداء بعض الفرق. وبالنسبة لي يبقى الأمر عاديا، لأننا في مرحلة المخاض، التي نتمنى أن لا تطول، حتى نقف إنشاء الله على مولود كروي مغربي جيد ومتكامل يضاهي أحسن البطولات العالمية. كلمة أخيرة؟ أتمنى مسارا جيدا لكرة القدم الوطنية، التي لا يمكن لها أن تتطور إلا بقبول الانتقاد، فعندما نقوم بتقديم ملاحظاتنا، فإن البعض يخيل إليه أننا لا نحب الخير لهذا البلد، ولكن هذا خطأ، فأنا أحب أن تكون الملاحظات متبادلة، وأن يكون النقد بناء، لأن في ذلك تطورا لرياضتنا بصفة عامة.