أبدى يوسف فرتوت، مدرب فريق رجاء بني ملال لكرة القدم، سعادته الكبيرة بالنتيجة التي حققها فريقه أمام نهضة بركان، بهدف لصفر، والتي منحت فريقه ثلاث نقاط ثمينة، وعرفت حضورا جماهيريا كبيرا، حرص فرتوت على شكره، على المساندة التي قدمها للاعبي الرجاء الملالي. واعترف فرتوت في حوار أجرته معه «المساء»، أنه لم يكن يتوقع سيناريو أن يصبح رجاء بني ملال، يحتل هذه المرتبة، على مستوى صدارة ترتيب البطولة الوطنية للقسم الوطني، مؤكدا أن المكتب المسير للرجاء الملالي، قد تعاقد معه بهدف وحيد هو احتلال الصف العاشر، بيد أن العمل المتواصل يثمر أحيانا أهدافا، لا يكون مخططا لها في وقت سابق. وأكد فرتوت، أن المستوى الكروي في بطولة القسم الوطني الثاني، في تحسن مستمر، وأن العائق الكبير هو وضعية أرضية بعض الملاعب السيئة. - بداية كيف تقرأ مسار رجاء بني ملال خلال منافسات بطولة هذا الموسم؟ لقد حققنا انتصارا جديدا على حساب فريق حقق نتائج جيدة خلال منافسات هذا الموسم، بالرغم من تأخر الهدف، الذي جاء بعد مجموعة من التغييرات تم إحداثها على مستوى التشكيلة البشرية، وعلى مستوى التكتيك، خلال الجولة الثانية من المباراة، وبفضل مساندة الجماهير الملالية، التي حضرت بكثرة، والتي أشكرها بالمناسبة على الدعم الكبير الذي قدمته لفريقها، والذي يرجع لها الفضل الأول، في تحقيق هذه النتائج الإيجابية للفريق، خصوصا داخل الميدان. مباراة النهضة البركانية منحتنا ثلاث نقاط إضافية ثمينة، بالرغم من الفوز الصغير بهدف لصفر، لأن هذا الهدف لا يعكس وجه المباراة الحقيقي، حيث كان بإمكان لاعبي الرجاء الملالي، الخروج بأكثرمن هذه الحصة. - هل كنت تتوقع سيناريو التربع على صدارة الترتيب عندما التحقت بفريق رجاء بني ملال؟ أصدقك القول، أنه لا أحد كان يستحضرإمكانية احتلال فريق رجاء بني ملال لهذه المراتب المتقدمة على مستوى بطولة القسم الوطني الثاني، ولكنني في المقابل كنت واثقا أنه بإمكان الفريق احتلال المركز الخامس أو الرابع على مستوى ترتيب بطولة القسم الوطني الثاني. عندما التحقت بفريق رجاء بني ملال، كان مسؤولو الفريق قد طلبوا مني العمل فقط من أجل أن يحتل الفريق الملالي مرتبة آمنة على مستوى الترتيب، وتحديدا المركز العاشر. وعندما قلت لهم أننا سنكون من بين الفرق الخمسة الأولى، لم يصدقوا كلامي، واعتبروه مجرد كلام للبداية، واتفقت معهم على سلم متحرك للحوافز المالية الخاصة باللاعبين، متى وصل الفريق لهذا المستوى المتقدم على النتائج. لقد كنت أومن جيدا بأن العمل المتواصل بإخلاص وانضباط، لابد أن يثمر نتائج طيبة، وهو ما تمكن الفريق الملالي من تحقيقه والوصول إليه، ليس بفضل المدرب فرتوت وحده، بل لقد تداخلت مجهودات كل من المكتب المسيرللرجاء، والجمهوروالطاقم التقني، وأولا وأخيرا اللاعبون، الذين أشكرهم بالمناسبة على رجوليتهم وقتاليتهم. - كيف ستدبرون المرحلة المقبلة من أجل تحقيق الصعود؟ أولا لم يسبق لي بتاتا أن تحدثت عن صعود الفريق الملالي للقسم الوطني الثاني، ولو كمطمح مشروع، يمكن أن أتحدث عنه، لكن الظروف الحالية فرضت علي أن أجدد كلامي الصريح، دون مناورة أو ديماغوجية، فريق الرجاء الملالي لا يلعب من أجل العودة للقسم الوطني الأول، بالرغم من أنه يمثل مدينة جميلة برصيد تاريخي كبير، ببساطة لأن الفريق لا يتوفر على الإمكانيات المالية الكفيلة بتحقيق هذا المطلب المشروع لجميع مكونات الفريق الملالي. - الصعود لم يكن مخططا له، لكنه بات على مرمى حجر، ألا يمكن العمل من أجل الوصول لتحقيق آمال ساكنة بني ملال؟ خلال المباريات المتبقية، لابد من مضاعفة الجهود من أجل تحفيز اللاعبين، وتخصيص منح مالية مضاعفة لهم من أجل العطاء والإصرارعلى تحقيق الهدف المأمول، وهو ما لن يستطع المكتب المسير لفريق رجاء بني ملال، على الأقل في المرحلة الراهنة توفيره، لأنه لاحول له ولا قوة، ويتخبط في العديد من المشاكل المالية، قد تعوق مسار الفريق، وأعتقد أن عامل إقليمبني ملال ووالي جهة تادلا أزيلال، لن يدخر جهدا في تقديم العون للرجاء الملالي، كما سبق وأن ساند ودعم فريق شباب قصبة تادلة. - إذن المكتب المسير لرجاء بني ملال لم يف بوعوده على مستوى السلم المتحرك للمنح؟ ببساطة لأن مسؤولي الرجاء الملالي لم يكونوا يتوقعوا، أن يحقق الرجاء الملالي هذه النتائج، ويحتل هذه المراكز. عندما كنت أقول لهم هذا الكلام حول المنح والحوافزالخاصة باللاعبين، كانوا يردون علي بالإيجاب، من أجل إرضائي فقط، لكنهم لم يكونوا يتوقعون أن الرجاء سينجح في تحقيق نتائج باهرة. الآن اللاعبون الملاليون لازالوا ينتظرون صرف أربع منح، ضمن مستحقاتهم المالية للإدارة الملالية. وأعرف جيدا أن المكتب المسير للفريق، يعمل كل مافي حهده، من أجل توفيرمبلغ مالي كفيل بحل المشاكل الراهنة، لكن لا حول له ولا قوة، لذلك وجب تدخل جميع أبناء مدينة بني ملال، وفعالياتها ومختلف مؤسساتها، من أجل استغلال هذه الفرصة الاستثنائية من أجل استعادة ذلك التاريخ الجميل لرجاء بني ملال المتوج بلقب البطولة المغربية سابقا، وليس ذلك ببعيد عن رجالات مدينة بني ملال ومحبيها الشرفاء، خصوصا أن الرجاء الملالي ليس ملكا لفرتوت أو للمكتب المسير الحالي أو لرئيسه، بل هو ملك لمدينة « المياه العذبة» عين أسردون مثلها مثل ساكنتها الطيبة. - ماهي أهم الإكراهات التي واجهت فرتوت مدربا لرجاء بني ملال؟ عندما تعمل وتثابروتجتهد وتنجح، يظهر أعداء النجاح، وهؤلاء ملح الطعام، وضرورة داخل المسار، يزيدون من إصرارك وصمودك وتحديك للمصاعب. وهذه بديهيات داخل كل عمل بشري. لقد تعرضت للعديد من المشاكل والإكراهات في البداية، لكن المكتب المسيركان مؤمنا وواثقا بالعمل الذي أقوم به، ساندني على تجاوز العديد من المطبات وأيضا الجمهور الملالي بصفة عامة ساندني ودعمني، ومن حقه أن يحتج علي مع عثرات البداية، لكنني في المقابل أعترف بالدور الكبير الذي لعبه خلال مسار الرجاء هذا الموسم. لكن وبكل صراحة هذه أمور عادية في مسار كل مدرب، لكن الشيء غير العادي والذي بات لزاما على الصحافيين النزهاء والشرفاء، أن ينبروا له بشدة، هو وجود بعض الأقلام المأجورة داخل المشهد الصحافي المغربي، تبيع نفسها وقلمها بثمن بخس جدا، يجب محاربتها والكشف عن أسمائها، بغية إبعادها عن ميدان الصحافة التي تسمى صاحبة الجلالة. لم يكن يدر بخلدي بتاتا أن بعض المشتغلين في قطاع الإعلام يتحولون إلى طرف يساندون هذه الجهة ضد تلك، في حين أن وظيفة الصحافي هي نقل الحقيقة وآراء الآخرين وليس الانتصار لهذا الطرف، وإبداء المواقف الشخصية. لكن ما يسعد الفرد في هذا المغرب الحبيب، هو أن هناك صحافيون شرفاء، لايبيعون أقلامهم ولا يرتزقون بها. - ختاما كيف تقيم مستوى بطولة القسم الوطني الثاني؟ المستوى في تحسن مستمر، وهناك مدربون كبار يشتغلون الآن بالقسم الوطني الثاني، ناهيك عن لاعبين وأسماء وازنة، تمارس بالقسم الثاني، لكن الإكراه الوحيد والكبير، هو أرضية الملاعب الوطنية للعديد من الفرق الممارسة بالقسم الوطني الثاني، والتي تشكل عائقا كبيرا أمام الممارسة الكروية الجيدة، لكن مع تطبيق الرخصة الاحترافية الخاصة بالقسم الوطني الثاني، خلال السنتين القادمتين، يبدو أن الأمور ستتحسن بشكل أفضل. - لكن في المقابل هناك بعض المدربين الذين يقولون إن رجاء بني ملال يستفيد من أرضية الملعب الشرفي السيئة، والتي استأنس بها لاعبوه؟ هذا كلام غير صحيح بتاتا، لأن فريق رجاء بني ملال يحقق نتائج إيجابية حتى خارج الميدان، وإذا كان البعض يقول بأن فريق رجاء بني ملال يستفيد من سوء أرضية الملعب التي استفاد منها الفريق، فكيف ننتصر خارج الميدان، وكيف يعقل أن يلعب لاعبو الرجاء كرة في الأرض، بعيدا عن الكرات الهوائية. هجوم فريق رجاء بني ملال يتوفر على لاعبين بتقنيات عالية، كما الفريق الملالي بكامله، كلما تم إشراك لاعب جديد، قدم مردودا طيبا، فمستوى اللاعبين جد متقارب. وهذه هي نقطة قوة الرجاء الملالي.