أغلقت المحلات التجارية بالأسواق المحيطة بجامع صباح يوم الثلاثاء 12 يونيو 2012 أبوابها، احتجاجا على تدهور الأوضاع بالساحة وسيادة التسيب بها وتفاقم المظاهر التي تشكل تهديدا مباشرا للمحلات التجارية بها ، كذا تلك المسيئة لسمعتها . وأغلقت متاجر أسواق البهجة والحفرة والسوق الجديد والبرانس أبوابها بموازاة وقفة احتجاجية شارك فيها حوالي 450 من تجار ومهنيي الساحة بفضاء عرصة البيلك ، للتعبير عن استنكارهم لتفاقم مظاهر احتلال الملك العمومي بساحة جامع الفنا من قبل الفراشة الذين يمثلون خنقا مباشرا للمتاجر المتواجدة بالأسواق المذكورة، مهددة إياها بالكساد والإفلاس . كما احتجوا على غياب الأمن بالساحة الأسطورية واستفحال مظاهر الجريمة واللصوصية التي تستهدف زوار الساحة ومهنييها، إضافة إلى غياب البنية التحتية. وعبر المحتجون عن امتعاضهم من سلوكات المرشدين السياحيين الذين يتهمونهم بتهريب الوفود السياحية من الساحة في اتجاه محلات أخرى خارجها، بناء على عمولات وإتاوات معلومة . واستنكر تجار الساحة التنامي المقلق لظاهرة المتسولين والمتشردين التي تمس سمعة الساحة وتشوش على صورتها الحضارية . وأطرت الاحتجاج حركة 25 ماي من أجل رد الاعتبار والكرامة لجميع تجار ومهنيي جامع الفنا وفضاءاتها ، والتي عبرت عن إدانتها الشديدة لتجاهل وتماطل الجهات المسؤولة لمطالب التجار التي تتركز في تنظيم الساحة ومكافحة مظاهر التسيب بها . وهدد المحتجون بمواصلة الاعتصامات في حالة عدم تجاوب السلطة مع مطالبهم، خاصة وأنه قد سبق لهم إطلاق إنذار للسلطة بالتدخل العاجل لحل المعضلات التي تتخبط فيها الساحة . وكان تجار ساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة قد توعدوا السلطات المعنية بالتصعيد، باللجوء إلى مسيرة في اتجاه الرباط إذا لم يتحرك المسؤولون لحل المعضلات التي تتخبط فيها الساحة والتي انعكست أوضاعها على التجار الناشطين بالمنطقة بشكل سلبي . واتهم عدد منهم مسؤولين بضلوعهم في التزايد المقلق للفراشة الذين أحكموا طوقهم على الساحة، مستغلين الملك العمومي بدون سند قانوني . وأوضحوا أن هناك مافيات تشتغل متضامنة في هذا المجال محققة مداخيل خيالية، دون أن تستفيد منها خزينة الدولة بسنتيم واحد. تستغل هذه المافيات فقر الأطفال وتشغلهم كباعة بأجور جد هزيلة . وكل ذلك دون أن تحرك السلطات المسؤولة أدنى ساكن. في وقت أضحى التجار أرباب المحلات يواجهون كسادا حقيقيا يهددهم بالإفلاس بعد تراجع نشاطهم التجاري بفعل اشتداد الحصار الذي يباشره الفراشة حولهم، مع العلم أن هؤلاء التجار لهم التزامات يومية، حيث يؤدون واجبات الكراء والماء والكهرباء والضريبة . و توقف ممثلو الجمعيات الناشطة في أسواق جامع الفنا عند تفاقم ظاهرة التوسل التي أضحت أشبه بسحابة كثيفة تغطي فضاء الساحة وتسيء لسمعته وتقلق راحة زواره . ورغم التكاثر الشديد لنشطاء هذه الظاهرة والتباس التسول فيها بالسرقة والابتزاز في أحيان كثيرة، إلا أن الجهات المعنية لا تتدخل تاركة الأمور تزداد سوءا . وطالبت هذه الجمعيات بفتح تحقيق نزيه للكشف عن الجهات المسؤولة عن المؤامرة الكارثية التي تعيشها ساحة جامع الفنا، وتفعيل مبدأ الحكامة الجيدة بخصوص القرارات الصادرة عن المجلس الجماعي التي لها صبغة سياسية تخدم مصالح انتخابية في الظرف الراهن ، مع ضرورة توفير الأمن الكافي و التصدي لكل أشكال الفوضى والتسيب التي تعيشها الساحة والفضاءات المحيطة بها. الوفد المذكور طلب من الشباب مهلة حتى مساء اليوم لتسوية الامر مع السلطات الجزائرية. وأطلق سلمة نيرانا من النقد الساخر على مسؤولي البوليساريو، قائلا: «إن سلطة تستأسد على اللاجئين الصحراويين منذ قرابة أربعة عقود، تستجدي واليا في أقصى نقطة حدودية من الجنوب الغربي الجزائري، لجدير بها أن تخجل من ادعائها لتمثيل الشعب الصحراوي».