بحضور المكتب السياسي للحزب في شخص الأخ فتح الله ولعلو والكتابة الجهوية ممثلة في الأخت فتيحة سداس، سجل اجتماع المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد يوم الأحد 10 يونيو 2010 بمقر الحزب بسلا، جملة خلاصات وتوصيات سياسية وتنظيمية هامة، ستؤرخ لانطلاقة حزبية جديدة محليا وإقليميا وجهويا. في بداية الاجتماع الإقليمي، نوهت فتيحة سداس بالمجهودات المبذولة حزبيا على المستوى المحلي، كما ذكرت بأهمية هذا اللقاء المزمع أن يخرج بجملة خلاصات وتوصيات، تقدم دفعة جديدة للحزب محليا وجهويا ووطنيا، باعتبار سلا مدينة كانت ولاتزال دائما رائدة في الاقتراح والمبادرة.. ومباشرة، قدم الأخ فتح الله ولعلو عرضا سياسيا مهما عن مستجدات المرحلة الراهنة، توقف من خلاله عند الواقع السياسي للمرحلة وعند الوضعية الحالية للحزب جهويا ومحليا. وشدد فتح الله ولعلو، منذ البداية، على ضرورة ربط الاتحاديين لتأملاتهم حول التطورات السياسية لبلادنا، في علاقة بما دولي وعلى مستوى المنطقة العربية وعلى المستوى المغاربي. ونبه الى أهمية ربط تأملاتنا أيضا بوجود تكتلات وقوى ثلاثة في المحيط القريب بعد أحداث الربيع العربي: قوى الجمود، قوى التراجع والماضي، ثم قوى التغيير والديمقراطية والحداثة التي يمثلها حزبنا بفخر واعتزاز. بالموازاة ألح فتح الله على ضرورة استحضار حقائق ما يجري في أوروبا خاصة وأن بلادنا مرتبطة بالقارة العجوز اقتصاديا، حيث أن قطاعات وطنية كبرى مرتهنة بأداء قطاعات مثل السياحة، التبادل التجاري وتحويلات المغاربة بالخارج.. وفي معرض تحليله للمعطيات ومستجدات الحكومة الحالية، من برامج بعيدة كل البعد عن الوعود الانتخابية، أشار إلى الصدمة التي حصلت لجميع المغاربة. ففي وقت انتظر فيه المغاربة وفاء حزب الأغلبية عبر الحكومة بما أعلنه خلال حملته الانتخابية، مثلا في ما تعلق بنسبة نمو سنوي تم التصريح بأنها ستصل إلى 7%، جاءت الحصيلة الفعلية مخيبة للآمال، حيث قدمت للشعب المغربي عرضا مغايرا بدأته ب 5,5 في البرنامج الحكومي ثم انتقل إلى 4,3 وسرعان ما تحول إلى 2,8. فضلا عن ذلك حاولت الحكومة من خلال قانون التعيين في المؤسسات الاستراتيجية للدولة أن تتراجع وتتنازل عن اختصاصاتها، مخيبة آمال تأويل ديمقراطي للدستور وتنزيل الدستور تنزيلا ديمقراطيا. وكما انطلقت الحكومة الحالية بالخيبات استمرت في الخيبات، فعلى مستوى قضايا النساء والشباب لم تأت بجديد جدي متميز، فامرأة واحدة في الحكومة، وامرأة واحدة في لائحة الولاة والعمال، وامرأة واحدة في عدد من المسؤوليات. وعلى مستوى الزيادات الأخيرة في الأسعار، والتي شكلت فجيعة مؤلمة للمغاربة، مرة أخرى تقدم الحكومة عرضا سياسيا بعيدا عن انتظارات المغاربة. عرض غير شعبي لا يراعي الحفاظ على القوة الشرائية للأغلبية المغلوب على أمرها، كما لا يراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية لعموم المغاربة، في وقت يمكن تقديم اقتراحات وبدائل سبقتنا إليها تجارب الأمم والشعوب، ولعل الحل الدولي المتداول في الموضوع «حل لولا»، الذي يفتح آفاقا جديرة بالتنفيذ، في سياق حل شامل يتضمن حزمة خدمات مرتبطة بما تعليمي وصحي. ولم يتوقف الأخ فتح الله ولعلو عن استقراء الوضعية الدولية والوطنية ومستجدات النقاش السياسي العمومي الوطني، بل أشاد أيضا بالفريق البرلماني الاتحادي وقدراته الحالية في تتبع وتقويم التجربة الحكومية، وإظهار ثغراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما تحدث فتح الله ولعلو عن رهانات الحزب القادمة، خاصة ما تعلق بالمؤتمر الوطني القادم، والتحضيرات الجارية والدينامية المفترض خلقها على هامش هذا الاستحقاق الداخلي الكبير. وبهذه المناسبة فصل الحديث عن الأداة الحزبية، وطرح أهم الإشكالات الفكرية والسياسية المزمع الإجابة عنها، من قبيل: سؤال الهوية، سؤال الأداة الحزبية، وسؤال المغرب الذي نريد، وسؤال شكل التنظيم الحزبي، وشدد على أن الاتحاديين يريدون مؤتمرا حزبيا عاديا عل مستوى التنظيم ومؤتمرا حزبيا استثنائيا في الروح والجوهر والمواضيع والنقاش. من هنا، أكد فتح الله ولعلو على أهمية هيكلة الجهات والأقاليم، وضرورة انطلاق الاستعداد، وفتح ورشات تفكير جماعية على جميع المستويات. وبدوره قام المجلس الإقليمي بمناقشة دقيقة لجملة المحاور السابقة، وتوقف النقاش الحزبي بين المناضلين على محاور أهمها: * أهمية الانكباب على القضايا السياسية الوطنية والجهوية بالقدر نفسه الذي ننكب فيه على معالجة المشاكل التنظيمية الحزبية. * ضرورة تقوية المعارضة الاتحادية باقتراح بدائل حقيقية للمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشعب المغربي. * ضرورة التفكير في تشبيب النخب القيادية بالحزب على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي. * اعتبار مدينة سلا حالة تنظيمية صعبة ومعقدة، وأهمية الاهتمام بها ومعالجتها وإيجاد حلول عاجلة وصيغ جديدة للمعضلات التنظيمية المزمنة. * استغلال الفرص المتاحة ضمن المرحلة الراهنة، وتوسيع فسحة الأمل التي خلقها تواجد الحزب في صفوف المعارضة. * الاهتمام بمسألة القرب وقضايا التعبئة والاستقطاب والانفتاح على طاقات المجتمع الخلاقة، من أجل تقوية الصفوف الحزبية. وانتهى اللقاء الحزبي بجملة توصيات أهمها: عقد لقاء حزبي محلي في القريب العاجل، يطرح أرضية عمل تهم المرحلة القادمة.