في إطار سلسلة على الطريق، صدر للأستاذ محمد السنوسي معنى، كتاب عن مطبعة دار النشر المغربية في 192 صفحة من الحجم المتوسط. تحت عنوان: «تجربة مجلس الجماعة الحضرية بالدارالبيضاء – عين الذئاب - صمود وإصرار...». تمحور الكتاب حول العمل الجماعي واللامركزية بالمغرب، والتعريف بجماعة عين الذئاب وخصوصيتها، كما تطرق الكتاب إلى منهجية الإشتغال بالمجلس الجماعي عين الذئاب، والمنجزات التي حققها هذا المجلس، والصراعات التي خاضها، من بينها قضايا كبرى وملفات ساخنة. نذكر منها قرار تفويت ملعب حديقة الجامعة العربية (لاكازابلانكيز)، الذي وقع تفويته سنة 1974، لفائدة شركات سياحية، و قطعة أرضية بشاطئ عين الذئاب «الليدو» التي يرجع بدايتها إلى سنة 1966، ثم مشروع تفويت قطعتين أرضيتين بفضاء ساحة محمد الخامس، في عهد مجلس جماعة سيدي بليوط، ومعركة مغرسة الخليفة ابن امسيك، زيادة على ذلك الدفاع عن قضايا أخرى تهم الصالح العام ... جماعة عين الذياب هذه، كان يترأسها الفقيد المرحوم المناضل مصطفى القرشاوي، الذي تم اعتقاله سنة 1981 بتهمة التحريض على الإضراب العام، وبحكم أنه يترأس جماعة غنية، قامت بعض الجهات في المخابرات بإجراء بحث عن رصيده البنكي، فوجدته لا يتعدى مبلغ بسيط. وكان المرحوم عزيز بلال نائبه الأول، المفكر الأممي، الذي فارق الحياة سنة 1982، إثر حريق بفندق هيلتون بشيكاغو بأمريكا، التي زارها بمناسبة توأمتها مع مدينة الدارالبيضاء، رفقة مستشارين آخرين نذكر من بينهم المناضل والمقاوم صلاح سعد الله، والمقاوم الجاج علي المانوزي، والمرحوم عبد الرحمان قانية وآخرون... وكان من بين المستشارين المرحوم الأستاذ محمد الطيب الناصري الذي ودعنا مؤخرا، كمستشار بالمجلس يساند كل المواقف والمشاريع والقرارات التي تم اتخاذها من طرف المجلس.. وكذلك صاحب هذا المؤلف كان هو المقرر العام للميزانية بالمجلس. وللتذكير فإن هذه الجماعة شكلت نوذجا مشرقا في تدبير الشأن المحلي، وهو ما أثار حفيظة قيدوم وزارة الداخلية الراحل ادريس البصري، الذي قرر ألا تتكرر تلك التجربة فمسح إسم تلك الجماعة نهائيا وقسمها إلى جماعتين أنفا وسيدي بليوط.