يبدو أن سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس من قبل المغرب مؤخرا، في انتظار الرد الرسمي من قبل منظمة الأممالمتحدة في هذه القضية، فرض على الآلة الدبلوماسية المغربية أن تتحرك على أكثر من صعيد من أجل التعريف بوجهة نظرها ،وكذلك المحافظة على الحلفاء الطبيعيين سواء في الدول الأوربية أو الإفريقية في قضية الصحراء. وهذا ما تأكد من خلال حضور سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون في اليوم الاحتفالي بإفريقيا أمس بالرباط، المتزامن مع الذكرى التأسيسية لمنظمة الوحدة الإفريقية، إذ قال سعد الدين العثماني إن المغرب مستعد لأن يرجع إلى الاتحاد الإفريقي إذا ما توفرت أحد الشروط الأساسية، في تفاعل مع الدعوة التي وجها سفير إفريقيا الوسطى وعميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بالرباط للمغرب، حول رجوعه إلى الاتحاد الإفريقي باعتبار أن المغرب أحد المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، والبلد الإفريقي الذي قدم ويقدم خدمات وتضحيات جليلة في سبيل تطور إفريقيا وتنميتها. وكان ذلك خلال اليوم الإفريقي الذي حضرته أكثر من أربعين دولة إفريقية ممثلة بالسفراء والقائمين بأعمال السفارة بالرباط، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وفي رد على سؤال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول ماهية الشرط الأساسي للرجوع ليستعيد المغرب مكانته داخل الاتحاد الافريقي، خلال الندوة الصحفية التي عقدها سعد الدين العثماني على هامش هذا اللقاء، قال العثماني بأن المغرب لا يقبل أن يجلس في منظمة افريقية مع جمهورية وهمية، وغير عضو بمنظمة الأممالمتحدة. وأضاف العثماني في معرض جوابه أيضا عن سؤال للصحافة حول المتعين والمطلوب من دول إفريقيا، العضوة في الاتحاد الإفريقي، خاصة أن المغرب يؤكد أن هناك أكثر من أربعين دولة لا تعترف بالبوليساريو، ولماذا لم يتم طردها من الاتحاد الإفريقي؟ أضاف أن هناك نقاشا جاريا في هذا الإطار والسؤال كذلك مطروح بشدة وبإلحاح على هذه الدول. وكان العثماني قد أوضح أن المغرب يعتبر البلد الثاني بعد جنوب إفريقيا من ناحية حجم الاستثمارات بالقارة الإفريقية، وهذا دليل قاطع على أن المغرب له إرادة سياسية وقوية في دعم الاندماج الإفريقي وتقويته وتطويره، كما أنه عمل في إطار نجاعة هذا الاندماج ودعم التعاون الإفريقي بوضع إطار قانوني يشتمل على أكثر من 500 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات التي تعكس الإرادة المشتركة لشركائه الأفارقة.