أضحت العديد من الأسواق التجارية الكبرى بالعاصمة الاقتصادية ، بين الفينة والأخرى، مسرحا للفوضى والعربدة، سواء داخل ردهات السوق ، حيث الأروقة المختلفة أو بموقف السيارات، وهي المشاحنات التي تختلف دوافعها ، والتي قد تندلع أحيانا لأتفه الأسباب، والتي تتجاوز تلك التي تكون بعض الأزقة الشعبية أو الشارع العام عموما مسرحا لها، والبعض منها يرجع إلى محاولة السرقة لمختلف المواد المعروضة أو لتلك المتواجدة برواق الخمور على وجه التحديد، أو سرقة من يغادرونها محملين بقنينات من الخمر ، كما هو الحال بالنسبة لجريمة قتل دارت أطوارها بمنطقة الحي الحسني. زبناء السوق التجاري الكائن بدرب السلطان بأحد الأيام من منتصف الشهر الجاري، وقفوا عند مشاهد من «حرب» اندلعت ودارت رحاها داخل السوق دون أن يعرفوا لها سببا، لكن البعض منهم أبى إلا أن يقف على حقيقة الأمر قبل العودة إلى منزله، فخرج برواية تفيد بأن شخصا كان رفقة زوجته وابن شقيقه ومرافق رابع، عندما قام شخص آخر بالتحرش بزوجته، فلما عاتبه على فعلته تمادى في غيه وشرع في إهانته ، ولم يكتف بذلك، بل عمل أيضا على توجيه لكمة له، ولما قاومه وجه إليه طعنات بواسطة سكين على مستوى الصدر، في حين أقدم رفيق المتحرش، وفقا لرواية الزوج ومن معه، على رميهم بقنينات المربى المعروضة للبيع! تفاصيل «الاعتداء» على أبناء «بن امسيك» ، بالنظر إلى خصوصيتها وحساسيتها، فقد استنكرها الحاضرون، وأبدى بعضهم تعاطفهم معهم، إلا أن هذا التعاطف لم يستمر، بعدما حلت عناصر الأمن بمكان الحادث والتي استمعت لرواية أخرى مغايرة من الشخصين اللذين يمثلان الطرف الثاني في هذه النازلة، حيث أكد أحدهما أنه بالفعل اصطدم بمُرافقة الأشخاص الثلاثة واعتذر لها بشكل عفوي عن خطوة لم ينتبه إليها فإذا بمرافقيها الثلاثة يهاجمونه ويسددون له وابلا من اللكمات، وعندما تدخل صديقه تعرض بدوره لاعتداء، ولم تنته تفاصيل هذا الاعتداء بتدخل حراس الأمن الخاص للسوق، إذ ما أن أدخلوهم جميعا إلى إحدى الغرف الخاصة، حتى قام زوج السيدة بنزع قميصه ووجه ضربات بواسطة سكين يخصه نحو صدره من أجل توريط الضحيتين، وتعرض من جديد للضرب من طرف أحدهم !؟ رواية أكدها رفيق المعتدى عليه ، الذي نفى أن يكون سدد أية قنينات للمربى في اتجاه أي كان، وهي التفاصيل التي أكدتها هذه المرة التكنولوجيا المعلوماتية، وذلك بالعودة إلى التسجيلات بالكاميرا التي أظهرت تعريض زوج السيدة نفسه للجروح بواسطة السكين الذي تم حجزه، والاعتداء على المتهم بالتحرش بداية الأمر في حين لم تبدر منه ولامن زميله أية رد فعل عدوانية، فتمت إحالة القضية على أنظار فرقة الشرطة القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها بعد إسعاف الجميع بمستعجلات الملازم مستشفى محمد بوافي، لينتهي بهم الأمر بمقر الدائرة الأمنية في وقت كان من المفروض أن يتبضعوا أو يتجولوا ويعودوا أدراجهم إلى ديارهم!