في الأمس القريب كان في كل حي من أحياء المدن فتوة، عادة ما يتصف بالقوة الجسمانية ، والخارقة أحيانا .هذه القوة وحدها تؤهله ليكون سيد الميدان بعد خوض معاركة ضارية مع من يضاهيه شراسة ، وعنفا . يظل يختبر جسده في مبارزة أقرانه إلى أن يهزم، فينسحب من الفتوة بشرف ليعود إلى وضعه الطبيعي، معتبرا كل الذي كان طيشا، وعنفوان شباب. لم يكن فتوة الأمس لصا، ولا قاطع طريق ، بل برغم ما أوتي من قوة ، فهو يعتبر نفسه حامي الساكنة ، والويل لمن تجرأ من الأحياء الأخرى على الاعتداء على أحد أبناء الحي . كان في وضع الأخ الروحي. لذا تجد الناس يحترمونه ،لأنه لا يضمر شرا أبدا . لا ينشغل إلا بمن يتحداه فتوة . ساعتها يرغد، ويزبد، ويتحول إلى وحش آدمي. هؤلاء الفتوات بعد رحيل زمنهم أصبحوا جزءا لا يتجزأ من ذاكرة مدنهم ، دخلوا زمن الحكي ، كي يروى الأجداد ، والآباء للأحفاد مغامراتهم ، مع ما يكفي من التوابل جعلت منهم أبطالا خارقين.