الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    قلق متزايد بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال بعد توقيفه في الجزائر    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !        الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممثلا أرباب العمل في المغرب والجزائر يعلنان إعداد مقترحات تكامل عملي

عبر ممثلو أرباب العمل في كل من المغرب والجزائر عن مواقف متطابقة تقوم على إعطاء العلاقات الاقتصادية فرصة الانتعاش والتطور، بعيدا عن خيارات السياسيين، وتدعو إلى وضع برامج عمل قطاعية خاضعة للمواكبة المستمرة ، وتؤكد القناعة الراسخة بأن المغرب والجزائر قادران على أن يتحولا إلى دول منبثقة، لأن مجرد فتح الحدود البرية والتخلي عن عرقلة الاستثمار والمبادلات، يمكن أن يرفع معدل النمو الداخلي لكل دولة بما بين 2% و 4% ، وأن يرفع الحجم الإجمالي للمبادلات من 1 مليار إلى حوالي 7 أو 8 ملايير دولار.
في اللقاء الذي أجريناه مع رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل بوعلام مراكش ، مباشرة بعد وصوله إلى الدار البيضاء للمشاركة في منتدى الشراكة المغربي الجزائري الذي سينعقد يومه الخميس ولحضور الجمع العام الانتخابي للاتحاد العام لمقاولات المغرب المقرر عقده بعد زوال أمس الأربعاء، بادر المسؤول الجزائري إلى التأكيد على أن الفاعلين الاقتصاديين يريدون أن تكون علاقاتهم جيدة في كل البلدان المغاربية، وهذه الإرادة نابعة من كون العالم يتغير في اتجاه تحسين العلاقات الاقتصادية، ولذلك وجب القول إن الجانب السياسي لا يهمنا، لأن لنا الكثير مما نعمله في الجانب الاقتصادي.
عند تعرضه للخطوات العملية التي ستكون موضوع مباحثات ثنائية في المنتدى، استحضر السيد مراكش تأسيس اتحاد رجال الأعمال المغاربيين بتاريخ 17 فبراير 2007 وذكر برمزية عقد اللقاء في نفس الطاولة التي احتضنت التوقيع على اتفاقية المغرب العربي، وأوضح أن رئيس الحكومة أحمد أويحيى التقى حينها بالرئيس الجزائري ، وبحضور ممثلي أرباب العمل أدلى بتصريح دعا فيه إلى بناء الجزائر من خلال بناء المغرب العربي، ثم خلص إلى أن المهم هو التقدم سويا اعتمادا على ما هو متوفر، وبالنسبة للاقتصاد فإنه بين أيدي رجال الأعمال الذين يتوفرون على مؤهلات وإمكانيات بناء الوطن وصرح المغرب العربي.
بالنسبة للعلاقات مع السلطات العمومية، أوضح السيد مراكش أن رجال الأعمال في الجزائر ليست لهم أية مشاكل تحول دون الرفع من مستوى المبادلات، وعبر عن اعتقاده بأن نفس الوضع ينطبق على الجانب المغربي، ولاحظ أن الظرفية ملائمة وأن المبادلات ستكون مربحة لكل الأطراف، غير أنه نبه إلى أن هذه الوضعية سوف لن تتكرر بعد 3 أو 4 سنوات، لأن أوربا تعاني من أزمة مالية وأزمة نقدية وأزمة نمو اقتصادي ، ولأن معاناة أوربا تمس الجزائر على مستوى تحديد اسعار البترول وتهم المغرب على عدة مستويات من بينها السياحة، وتهم كذلك تونس وليبيا وموريتانيا، فكل التحاليل والملفات المتوفرة تؤكد أن إقامة اتحاد اقتصادي بالمغرب العربي يساعد على رفع معدلات النمو بما بين 2% و 4% وعلى خلق 1 مليون منصب شغل، وفي ظل الأزمة العالمية، فإن كل طرف سيضطر إلى التعامل مع جيرانه.
السيد مراكش نفى وجود أية مشاكل بين المغرب والجزائر وسجل تعبئة كل رجال الأعمال بدليل حضوره للمغرب، فأهمية الموضوع تفرض تبادل الرأي حول الجيد والسيء والنقاش المثمر ، كما تفرض عقد لقاءات منتظمة، وهذا في حد ذاته يفرض خلق إطار منظم، إنها فرصة وحيدة بفعل الظرفية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية.
انطلاقا من معرفته الجيدة بوضعية الصين والبرازيل في السبعينيات، قارن السيد مراكش وضعيتهما آنذاك بالوضعية الراهنة في المنطقة المغاربية ، وخلص إلى ان المغرب والجزائر يمكنهما، وبدون صعوبة، وفي ظرف وجيز، التحول إلى دول منبثقة، وما دام ان كل الدراسات التي أنجزت من طرف خبراء البلدين ومن طرف خبراء المنظمات الدولية، تصل إلى نفس النتيجة، فإنه لم يعد لنا الحق في الانتظار.
على ضوء ما سبق، ذكر المسؤول الجزائري بأن اللقاء الأول لرجال الأعمال المغاربيين انعقد في الجزائر وأن الثاني انعقد في تونس ومن المفروض أن ينعقد اللقاء الثالث في مراكش، وهذه من بين النقط التي ستعرض للدرس في المنتدى الحالي، فبعد ضياع ما يكفي من الوقت صار من الواجب عدم ضياع المزيد خاصة ان كل المعطيات الحقيقية تفرض نفسها بإلحاح، فالمهم هو البحث عن حلول ملائمة، وبالنسبة لأرباب العمل الجزائريين فإنهم جاهزون لبحث مسلسل التعاون والسلطات العمومية الجزائرية تدعم هذا الخيار بشكل علني «فهذا واجبنا، وهذا ما نحن ملتزمون به تجاه أبنائنا وتجاه الأجيال المقبلة وعلينا ألا نضيع الأمل وألا نستسلم».
على المستوى العملي، أكد السيد مراكش انه سيقترح على نظرائه المغاربة قطاعات وأنشطة محددة، وخلق مراكز قرار للعمل بشكل جدي من أجل الوصول إلى إعطاء علامة «صنع في المغرب العربي» قيمتها الصناعية والتجارية المستحقة. وبالمناسبة ذكر بالمؤهلات المتوفرة بما فيها الطريق السيار الجاهز للربط مع المغرب والربط المشترك للشبكة الكهربائية، كما أنه سيطالب بخلق شركة مشتركة في إطار طلبات العروض للقيام بالربط، والمهم هو انه يجب بناء المستقبل ، لأنه حتى الدول التي عاشت حروبا دامت حوالي 30 سنة، تجمعت بعد أن وجدت في الجانب الاقتصادي الحل الملائم لمشاكلها
نفس التوجهات لمسناها في تصريحات نائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين محمد سعدي الذي ذكر بأن حجم المبادلات مع الجزائر البالغ حوالي 7 ملايير درهم في السنة قابل للمضاعفة من 1 مليار دولار إلى 7 أو 8 ملايير دولار، ثم لاحظ أن الصادرات الجزائرية تمثل حوالي 70% من هذا المجموع ، وبالنسبة إليه، فإن جمود العلاقات بين البلدين يضيع على كل منهما على الأقل نقطة واحدة من الناتج الداخلي الخام ، أما جمود العلاقات على مستوى المغرب العربي فيضيع حوالي 3 نقط من معدل النمو لكل دولة، علما بأن كل نقطة تعادل خلق 25 ألف منصب شغل.
بالنسبة لمنتدى رجال الأعمال المغربي الجزائري أوضح السيد سعدي أنه وضع على مستويين ، الأول يهتم بالشراكة التي يراد العمل بها بمفهومها الواسع الذي ينطلق من المغرب والجزائر ليشمل باقي البلدان المغاربية ويقوم على تعميم علاقات الشراكة في كل من المغرب وتونس لتشمل الشراكات البينية ولتتسع إلى إفريقيا والأسواق الكبرى التي تربطها علاقات شراكة مع المغرب، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، فضلا عن كندا التي يتم التفاوض معها حول إقامة علاقة شراكة.
فمن مهام المنتدى تقديم ورقة عمل للحكومتين وإقناعهما بضرورة قلب المعادلة والإقرار بأن اقتصاد المنطقة هو ورقة طريقها، وهذا في حد ذاته يقتضي التوصل في أقرب الآجال لحل يفضي إلى فتح الحدود وإلى إحياء المغرب العربي والتعاون من أجل التوجه سويا للبلدان الإفريقية ولباقي الأسواق العالمية الكبرى ، فالمنطقة المغاربية قادرة على حل مشاكلها، وهي في موقف قوة وليست في موقف ضعف، ولكن إبقاء الوضع على ما هو عليه يضر بمصالح الجميع.
المستوى الثاني يهم التكامل ، ذلك أن اقتصادَيْ المغرب والجزائر متكاملان وليسا تنافسيين، ذلك أن الجزائر تنتج البترول والغاز والحديد والصناعات الثقيلة في حين ان المغرب ينتج الصناعات التحويلية واكتسب فيها معرفة تؤهله لأن يكون دولة منبثقة، فهناك حاجة إلى وضع خارطة للمنتجات التي تشمل بالنسبة للمغرب السماد والأسمدة الجديدة التي تتطلب استيراد الأمونياك والكبريت المتوفرين في الجزائر، فكون المغرب أقام بالجرف الأصفر علاقات شراكة مع باكستان وروسيا فإنه لا شيء يمنع من إقامتها مع الجزائر لنتحول معا إلى اكبر منتج للسماد.
الأهمية التي يوليها الطرفان للرقي بالعلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستواها الطبيعي، كانت وراء حضور كل الهيئات الممثلة لأرباب العمل الجزائريين إلى منتدى الدار البيضاء وحضور الجمعية الجزائرية للمصدرين بهدف إبرام اتفاقية تقوم على ورقة عمل شاملة للمقترحات التي ستحال على السلطات العمومية في كلا البلدين.
ومن بين النقط المرتقب تناولها حالة البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الذي يصل رأسماله إلى 500 مليون درهم والذي تبينت الحاجة إلى إخراجه من الجمود عبر تغيير مقره الذي يوجد في تونس وعبر تغيير مديره العام، فهناك إمكانية رفع رأس ماله إلى 1 مليار دولار.
بالنسبة لصندوق الاستثمار فإنه قد يكون ثنائيا او مغاربيا بهدف مساعدة الشركات المختلطة على الإنشاء والاستمرارية.
إن الحاضرين في المنتدى يريدون من القطاع الخاص أن يجتمع ويتباحث في المواضيع المشتركة دون تدخل السلطات العمومية، انطلاقا من كون إكراهات الأزمة الجهوية وإكراهات الحركات الاجتماعية، تفرض على الجميع الانطلاق الفعلي في العمل المشترك، لأن ذلك هو السبيل إلى حل المشاكل الحالية والمستقبلية.
وأثار اتهام الفريق بالتهويل، حينما حذر من بين سيناريو تراجع مجموعة من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، أما ثاني المؤشرات فيتعلق بنسبة نمو الناتج الداخلي الخام الذي تراجع إلى 2,2% خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2012، هي أدنى سنة تسجل منذ عشر سنوات، ما يعني أن وتيرة خلق الثروة خلال هذه السنة لن تتعدى نصف ما كان يتحقق سنويا منذ سنة 2002.
وذكر أننا « ننتظر مع الرأي العام الوطني أن تكون الجلسة التي خصصت لمساءلة رئيس الحكومة يوم الاثنين الماضي، مناسبة لمصارحة الرأي العام حول هذه المؤشرات، وأخرى أساسية بالنسبة للشعب المغربي لكن مع الأسف لم نسمع ولو رقما واحدا أو مؤشرا صدر عن رئيس الحكومة، كما لم نسمع أي إجراء عملي أساسي من شأنه طمأنة أطراف الانتاج، فمرة أخرى يرى العبودي «يتم تغييب التشخيص الحقيقي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولا نجد كمعارضة أساسا مرقما لمقاربة الأداء الحكومي، أو إجراء شجاعا نسنده وندعمه. وأكيد أننا لن نجد في المحطة المقبلة أساسا معطيات مرقمة لتقييم الأداء الحكومي، فحينما تحدثنا في الفريق الاشتراكي عن النزعة الانفرادية في علاقة الحكومة بالشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، لم نكن نتحدث من فراغ، فبعد أن رفضت الحكومة 83 تعديلا من أصل 85 تقدمت به المعارضة على مشروع القانون المالي، هاهي تخرق القانون بالأمس في مجلس المستشارين، حيث تحاملت على تعديل اجتماعي جوهري تقدم به الفريق الفيدرالي بالغرفة الثانية بشأن تضريب الثروة تمت المصادقة عليه في اللجنة، وطبقت الحكومة بشأنه مسطرة غريبة ليتم سحبه من التعديلات المعروضة على الجلسة العامة. وهو ما يؤكد مرة أخرى الاستخفاف الحكومي بالمعارضة وبالشركاء الاجتماعيين، ويؤكد انعدام النزعة التشاركية لدى الحكومة، وعبر عن تبني تعديلات الفريقين الاشتراكي والفيدرالي بمجلس المستشارين. كما ثمن توجههما الى المحكمة الدستورية للطعن في عدم دستورية عدد من الإجراءات المتعلقة بمسطرة المصادقة على القانون المالي. وشدد في كلمته بالتأكيد على «أننا حينما نتحدث عن المقاربة التشاركية لا نطلب صدقة من الحكومة وإننا نؤكد على حقوق المعارضة المنصوص عليها في دستور 2011»، مشيرا في كلمته إلى أن الحكومة أثبتت في مجموع مسلسل المصادقة على مشروع القانون المالي تملصا واضحا لأحزاب الأغلبية الحكومية من التزاماتها ونقضا صارخا لوعودها الانتخابية في ما يخص تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وإعمال مبادئ الإنصاف، حيث رفضت جميع تعديلاتنا في مجلس النواب كما في مجل المستشارين الرامية الى تحسين أوضاع الفئات والمجالات المهمشة.
إذ هناك على مكاتب الوزراء، يقول، ملفات لا تحتاج الى تأجيل ولا إلى إمكانيات مالية كبرى، وإنما إلى الجرأة السياسية. وكانت مناسبة مناقشة القانون المالي فرصة للحكومة لترسل بشأنها رسائل إيجابية إلى الجميع، كما ذكر العبودي باستمرار صمت الحكومة في ملف صناديق التقاعد التي تؤشر أوضاعها المالية على كارثة وطنية فقد تتحول إلى صراع بين الدولة والمجتمع، كما لا يفهم تردد الحكومة في إعلان رؤية واضحة لإصلاح نظام الموازنة، وتخبطها في ما يخص مكافحة الريع والفساد. إذ أن مكافحة الريع والفساد مهمة أنبل من أن تختزل في تصريحات وإعلان نوايا، فالأمر مرتبط بسياسات مبنية على رؤى واضحة تتم بالجرأة والإرادة السياسية ولا تكبلها حسابات الحفاظ على الائتلاف الحكومي من التصدع إذا مست مصالح أحد أطرافه. فالأمر يقول عبد العزيز العبودي يتعلق بسياسات وبعمليات جراحية مؤلمة ولكنها ضرورية في عدد من القطاعات لتخليصها من الأمراض المزمنة التي تعيق تطورها كما رصد في تدخله استمرار الحكومة في ذات السلوكات، وغياب اجراءات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعلنا مرة أخرى نؤكدعلى أن هذه المعالجة تكون بالسياسات والإجراءات والقرارات، وليس بالكلام والخطابات.
البروفيسور هشام بنيعيش رئيس معهد الطب الشرعي بابن رشد انتقل صحبة مبعوثي المجلس الوطني لحقوق الانسان لمنزل «الضحية «وتم نقله الى المركز الاستشفائي محمد الخامس للقيام بفحوصات مدققة، خصوصا وأنه يعاني من آلام مبرحة على مستوى الظهر والعمود الفقري، ولا يستطيع التحرك وجدعه مستقيم ..ناهيك عن صعوبة في الكلام وفي النطق بمخارج الحروف .
الكشف الأولي حسب مصادر طبية، أفاد بأن هذه المضاعفات الصحية هي نتيجة معاملة قاسية وعنف تعرض له المهيلي على أيدي معذبيه ..فيما استقت الجريدة من بعض أعضاء اللجنة المذكورة أن مقاربة جبر الضرر الصحي والنفسي استقر عليها الرأي داخل المجلس الوطني ، قبل المقاربة القانونية .
وفي السياق نفسه قال رئيس اللجنة مصطفى لعريصة للجريدة أن السياق الوطني يقتضي التفعيل السليم، والتطبيق الديمقراطي لبعض فصول الوثيقة الدستورية، خاصة في ما يتعلق منها بالحقوق والحريات، قائلا أنهم يجمعون كل أطراف هذا الملف الحقوقي بامتياز في الشق الطبي أولا ..ثم بعده سيأتي ترتيب المسؤوليات وتفريد الجزاءات ..ولكل حادث حديث .......»
موضوع التعذيب في اسفي الذي انفجر مؤخرا دخل الى البرلمان من باب غرفته الثانية ،حيث تقدم محمد ادعيدعة عن الفريق الفيدرالي ب»احاطة المجلس علما «أول أمس الثلاثاء تمحورت حول وضعية حقوق الانسان ببلادنا ،ساردا الفصل 22 من الدستور الذي يمنع صراحة ويعتبر أن «ممارسة التعذيب بكافة أشكاله ،ومن قبل أي أحد، جريمة يعاقب عليها القانون «.
وقال دعيدعة إن حالة معتقلي أحداث فاتح غشت باسفي ماهي إلا نموذج للعديد من الحالات التي تعرضت للتعذيب داخل مخافر الشرطة ودهاليز الاجهزة المعلومة ..التي يحن بعضها الى ممارسات الماضي الأليم بشكل يناقض المقتضيات الدستورية الجديدة ،منبها الحكومة في نفس «الاحاطة علما» الى حجم التراجعات التي تعرفها البلاد في مجال الحريات العامة، مطالبا وزارة العدل والمؤسسات المعنية بحماية حقوق الانسان بالتحرك الفوري طبقا للدستور .
إحاطة الفريق الفيدرالي بالمستشارين دعت الى الكشف أيضا عن مآل البحث والتحقيق في ملفات ضحايا العنف المفرط للقوات العمومية في مناطق اسفي، الناضور، الحسيمة، تازة، مراكش، خريبكة.
في المقابل بعث إلينا كريم غلاب، وزير النقل السابق ببيان ننشر ما جاء فيه ضمن هذه المراسلة. يقول بيان حقيقة وزير النقل السابق:
« جوابا على المقال المنشور بالصفحة الأولى لجريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 10089 ليومي السبت / الاحد 12 و13 ماي 2012 تحت عنوان «»كريم غلاب رخص لزميله محمد سعد العلمي بجرف 400 ألف متر مكعب من الرمال سنويا من مصب وادي سبو«، وتوضيحا للرأي العام الوطني حول المعلومات الواردة في المقال المذكور« ،أتشرف بإخبار الرأي العام الوطني بالتوضيحات التالية:
إن شركة ايكسبورسا تم الترخيص لها لاستغلال رمال وادي أبي رقراق قبل أن أتولى مسؤولية وزير التجهيز والنقل، وقد قامت الوزارة آنذاك بفسخ الترخيص مع هذه الشركة لأسباب إدارية تقدمت على إثره الشركة المذكورة بطلب للتعويض عن الخسائر الناجمة عن هذا الفسخ الأحادي الجانب من طرف الوزارة، والتي تهم مبالغ الاستثمار والآليات التي قامت الشركة المذكورة بتوظيفها في إطار استغلال رمال وادي أبي رقراق.
وتفاديا للجوء الشركة لرفع دعوى قضائية ضد وزارة التجهيز والنقل قد تؤدي إلى الحكم على الوزارة بتعويضات مالية جد باهظة، وبغية إيجاد حل ودي يضمن للشركة استرجاع جزء من هذه الخسائر، تم الترخيص للشركة المذكورة، طبقا للقوانين الجاري بها العمل، بجرف الرمال من مصب وادي سبو. وقد كان لهذا الترخيص فائدتان اثنتان: أولهما أن جرف الرمال من مصب وادي سبو سيساهم في تأمين سيولة حركة البواخر وثانيهما أن هذا الترخيص سيوفر على الدولة مصاريف إضافية لجرف الرمال قصد ضمان هذه السيولة.
وتجدر الإشارة إلى أن الترخيص الذي استفادت منه شركة ايكسبورسا لجرف الرمال من مصب وادي سبو، لم يتم استغلاله أبدا من طرف الشركة المذكورة، لكون القطعة الأرضية المشار إليها في المقال المذكور والتي تقدر مساحتها ب 20 ألف متر مربع والتي كانت ستخصص لتخزين الرمال المجرفة، كانت غير قابلة للاستعمال لكونها كانت تستغل في إطار أوراش مينائية أخرى.
وقبل نهاية أجل الرخصة المذكورة، طلبت شركة ايكسبورسا تجديد رخصتها طبقا للقوانين الجاري بها العمل. وقد تمت الموافقة المبدئية على طلب التجديد هذا، لكن شريطة استكمال بعض الوثائق الإدارية الضرورية للتجديد النهائي للرخصة. غير أن الشركة المذكورة لم تقم بإيداع هذه الوثائق. بناء على ذلك، لم يتم استكمال مسطرة تجديد الرخصة، وتم اعتبار الموافقة المبدئية للتجديد لاغية ولم تجدد الرخصة.
أما عن صاحب أو أصحاب الشركة المذكورة، فإن الترخيص وفق المسطرة الإدارية القانونية، يسلم بناء على معطيات تقنية وإدارية مرتبطة بالشركة كشخصية معنوية وليس بأصحابها وكذا بالنشاط موضوع الترخيص ولا يوجد قانونيا في جميع مراحل المسطرة أي مقتضى يمكن من تسليم أو عدم تسليم الترخيص بناء على هوية مالكي الشركة.
بناء على كل هذه المعطيات، يتبين مايلي:
1 - إن عملية الترخيص لشركة ايكسبورسا لجرف الرمال بمصب واد سبو مرت وفق الشروط الإدارية والقانونية المعمول بها في مجال الترخيص بجرف الرمال وفي احترام تام للمساطر المعتمدة في هذا المجال.
2 - إن الترخيص المذكور، وإن تم في احترام تام للمساطر المعتمدة في هذا المجال، فإنه لم يتم استغلاله نهائيا، حيث لم تتمكن الشركة المذكورة من جرف ولو متر مربع واحد من رمال مصب وادي سبو.
3 - إن طلب الشركة المذكورة بتجديد الرخصة سنة 2009، لم تكتمل شروطه، بسبب عدم استكمال الوثائق الإدارية الضرورية لذلك وبالتالي لم يجدد هذا الترخيص.
4 - إن التراخيص بشأن جرف الرمال تمنح للأشخاص الاعتبارية (الشركات) وليس للأشخاص الطبيعيين، وذلك دون التمييز بين هوية المساهمين في رأسمالها أو أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار في مسطرة الترخيص».
كريم غلاب
ما قاله سعد العلمي
قرر سعد العلمي أن يبهرنا ببيان حقيقة يقدم فيه جوابه على ما نشرناه حول الموضوع أعلاه، عن طريق يومية «أخبار اليوم» قبل أن نتوصل به.
ولحد كتابة هذه السطور، لم نقرأ جوابا له سوى ما قاله في «كود» وفي «أخبار اليوم»، التي اختارت العنوان الذي يروق لها في الحوار ( وهذا حديث آخر).
وقبل أن نتوصل ببيان حقيقة، نقول ما يلي:
1 أولا لا دخل لقضية عليوة بما نشرناه. واذا كانت «العلم» قد تابعت القضية، فإننا أيضا تابعناها، كما تابعتها جرائد أخرى ، فيها من أصدر الاحكام قبل استكمال التحقيق مع المعني بالأمر، ومنها من وضع صك الاتهام على صدر الصفحات الاولى، ومنها، من اختار، في ولاء مغلف، أن يجعل من اسم خالد عليوة أول مسؤول في طريق محاربة الفساد على الطريقة الاسلامية.
على أي كتبنا في الموضوع رأينا، بلا لف ولا دوران، ويمكن أن نقول إننا نسينا الموضوع ولم نربط بينهما بتاتا.
ثانيا، نحن لم نحك سوى ما وجدناه في الوثائق، ومنها ما هو موقع من طرف السيد كريم غلاب وزير النقل، في إطار قضايا تم بصددها نشر الكثير من المعطيات.
وأصبحنا نستغرب لبعض الزملاء الذين يضعون صفحاتهم رهن المعنيين لكي يردوا على ما ننشره.
( وهذا أيضا موضوع آخر)
ثالثا ليس لدينا أي مركب نقص من أن نقر بخطأ، عوض البحث عن خفايا وأسرار في كل ما ننشره.
وإذا كانت العلم قد تحدثت عن عليوة، بدون أن يدفعه ذلك الى الاستهزاء بقيادة الاستقلال ، فإنه كان على السيد سعد أن يعترف لنا بهكذا حق، ويحدثنا في موضوع ما نشرناه.
ثالثا، سجلنا من الحوار الذي أجراه الوزير السابق المكلف سابقا بالعلاقة مع البرلمان، ثم بالتحديث وما الى ذلك، أن قال ««أنا لم أطلب يوما ترخيصا من احد لأستفيد منه» ومع ذلك هناك اسمه أسود على أبيض.
وماذا يعني أنه لا يريد أن يستفيد وأن يكون اسمه ضمن مؤسسي الشركة وأعضائها؟
لا جواب لدينا.
وما معنى أن يقول «تأسست الشركة في 1998 ، وأنا التحقت بها في ما بعد...» ثم بعيدا في الجواب الثالث يقول: التحقت بها في سنة 1998
أي في نفس السنة..
قال سعد العلمي مرة أخرى «« أنا وجهت بيان حقيقة واذا لم يتم تصحيح الوضع، فأنا سألجأ الى جميع الوسائل للانصاف . لا أقبل مطلقا أن أمس في سمعتي..».
ومثل كل الناس، ونحن لا نسعى - حاشا لله- أن نلطخ سمعة الناس.
وقال إن الشركة لم تشتغل أصلا! وفي هذا المضمار بالذات نحيله على بيان حقيقة الوزير غلاب.
وبخصوص الوثيقة قال العلمي ««المهم أننا لم نتوصل بها ( الوثيقة) ولم نشتغل بناء عليها. لا أستطيع أن أحكم على هذه الوثيقة لأنني لم أرها».
وهي الآن مصورة ونسخة شمسية منها ترافق المقال.
سعد العلمي قال إن غلاب لم يتدخل مطلقا (لحل المشكلة) كما أن الدعوى تم تسجيلها منذ شهور فقط..».
ومرة أخرى نحيله على جواب زميله السابق في الحكومة.
وخوخة القضية أن العلمي قال في الختام بخصوص طرح الموضوع مع الاتحاد الاشتراكي: « مع من سأتكلم في الاتحاد الآن؟ فأوضاعهم في الاتحاد الداخلية متأزمة ويعرفها الجميع.» وفي هذه سيكون لنا رد آخر.
رد لن نتحدث فيه أبدا عن قيادة حزب الاستقلال، حتى ولو كان من ضمنها شباط!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.