تراقب الأوساط الإعلامية البريطانية العرض، الذي قدمته شبكة «الجزيرة» الرياضية، المملوكة لدولة قطر، من أجل الحصول على حقوق بث مباريات الدوري الانكليزي تلفزيونيا. وكان اتحاد كرة القدم الانكليزي أعلن عن فتح الباب لاستقبال عروض البث، حيث تقدمت جهات متعددة أبرزها شبكة «سكاي» وشركة «أسبن» الأميركية و«الجزيرة» القطرية. وتحدث الإعلام البريطاني عن قوة تنافسية قناة «الجزيرة» الرياضية بسبب الدعم غير المحدود من قبل ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي يقف بقوة وراء انتزاع بعض من حقوق البث لإحدى الحزم السبع المطروحة للبيع. وكان القطريون قد فازوا بحقوق بث الدوري الفرنسي بالتعاون مع «كانال بلوس». ولاحظ إعلاميون بريطانيون أن الاتحاد الانكليزي طرح سبع حزم من المباريات وليس خمس، كما كانت في التنافسية السابقة، مما يشير إلى احتمال فوز «سكاي» بخمس حزم وفوز أحد المتنافسين الآخرين بحزمتين. وينتظر العديد من المراقبين انسحاب شبكة «أسبن» الأميركية، وانحصار التنافس بين «سكاي» و«الجزيرة». وأصبح دخول «الجزيرة» التنافس القوي على حقوق بث المباريات الرياضية البريطانية محل تندر وسخرية لدى بعض الصحف البريطانية، حيث توقعت مجلة «برايف أي» أن تبث الجزيرة في حال فوزها بإحدى الحزم أو كلها رسالة لأحد قادة القاعدة بين شوطي المباراة. وتأتي المنافسة القطرية في ظل معاناة روبيرت مردوخ، المالك لشبكة «سكاي نيوز» من قضايا صحيفته «نيوز أو ذا وورلد» حول تجسس موظفيها على هواتف بعض المشاهير في بريطانيا. وستزيد المنافسة القطرية معاناة إمبراطور الإعلام مردوخ أكثر، ويستبعد كثيرون قيام أي تحالف بين الطرفين. وسيكون لما ستسفر عنه المنافسة الوشيكة مغزى كبير لمقدمي العروض وأندية الدوري الممتاز الانكليزي، التي جنت ملايين الاسترليني من بيع حقوق بث مبارياتها. واستحوذت «بي. سكاي. بي»، التي يمتلك الحصة الأكبر فيها روبيرت مردوخ، على نصيب الأسد من حقوق بث الدوري الانكليزي منذ انطلاق المنافسة بنظامها الحالي قبل عقدين، ما جعل مسؤولا تنفيذيا سابقا في «سكاي» يصف العلاقة بين شركته والدوري الانكليزي بأنها «واحدة من أفضل قصص الحب بين الشركات في عصرنا الحالي». لكنه ليس حبا بلا مقابل. ودفعت «بي. سكاي. بي» 1.6 مليار استرليني (2.6 مليار دولار) في اتفاق لمدة ثلاث سنوات في 2010، يتيح لها بث 115 مباراة بثا مباشرا في بريطانيا كل موسم. ودفعت شركة البث الأميركية «إي.اس.بي.ان» نحو 180 مليون استرليني لإذاعة 23 مباراة على الهواء سنويا.