أعلن البيت الأبيض مساء أول أمس الاثنين عزمه نشر بعض الوثائق التي تمت مصادرتها من المنزل الذي قتل فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان العام الماضي على الإنترنت، وتظهر أن بن لادن كان يعتقد أن القاعدة تتعرض لكارثة تلو الأخرى. وقال كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما، بشأن مكافحة الإرهاب جون برينان في خطاب في مركز وودرو ويلسون في واشنطن إن مركز مكافحة الإرهاب في كلية ويست بوينت العسكرية سينشر على الإنترنت بعض الوثائق التي تمت مصادرتها من منزل بن لادن في مدينة إبت آباد قرب إسلام آباد. وأشار إلى أن زعيم القاعدة الراحل كان يشتكي من تراجع معنويات أتباعه وأن المنظمة كانت تتعرض لكارثة تلو أخرى، مؤكدا أن بن لادن كان قلقا من صعود قادة لا يتمتعون بالقدر نفسه من الخبرة لأن ذلك سيؤدي إلى ارتكاب أخطاء. وأضاف أن مقتل بن لادن لم يقض على تنظيم القاعدة، ولكن مقتله وعددًا من مساعديه جعل الولاياتالمتحدة أكثر أمناً. وأشار إلى حملة الغارات الجوية بواسطة طائرات من دون طيار التي أسفرت عن مقتل العديد من كوادر القاعدة خلال الأعوام الأخيرة، وخصوصًا في باكستان، وأكد أنه "مع فقدانها قادتها الأكثر تدريبًا والأكثر خبرة بهذه السرعة، فإن القاعدة تواجه صعوبة في إيجاد من يخلفهم". وأكد برينان أن قادة القاعدة لايزالون يواجهون صعوبات في التواصل مع العناصر التابعين لهم والمجموعات المرتبطة بهم، وأن المعنويات تراجعت. وتم العثور على الوثائق، التي تخص بن لادن وعدد من أعضاء تنظيم القاعدة وتتضمن يوميات الزعيم السابق، بعد عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في مدينة «أبوت أباد» الباكستانية حيث كان يختبئ بن لادن في مجمع سكني هناك. وأوضح برينان خلال مؤتمر أقيم بمركز «وودرو ويلسون» في العاصمة واشنطن أن الوثائق سيتم نشرها لأول مرة بواسطة وحدة «ويست بوينت» العسكرية لمكافحة الإرهاب، ويمكن مطالعتها عبر شبكة الإنترنت. وأبرز أن الوثائق تكشف أن فقدان القادة المخضرمين في القاعدة نتيجة للعمليات التي كانت تشنها القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية كان يمثل قلقا كبيرا بالنسبة لبن لادن ومشكلة لقيادات تنظيمه. يشار إلى أن بن لادن كان مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لأكثر الإرهابيين المطلوبين منذ عام 1999 ، وذلك بعد عام على اتهامه بالمسئولية عن مقتل أكثر من 200 شخص في هجومين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. ويُنظر إلى بن لادن باعتباره مدبر الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بالولاياتالمتحدة واستهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل بجانب آلاف الجرحى. ... كان قلقاً بشأن.. صورة القاعدة وشعبيتها وحسب معطيات نشرتها الصحافة الامريكية فإن حسب الوثائق التي تمت مصادرتها فإن أسامة بن لادن كان قلقاً بأيامه الأخيرة على الصورة التي يظهر فيها تنظيم القاعدة وسعى إلى الحدّ من الهجمات بدول إسلامية واستهداف المدنيين فيها للحافظ على شعبية التنظيم. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤولين اطلعوا على الوثائق إن بن لادن عارض بشدة فكرة تم تداولها على المواقع الجهادية حول ربط شفرات حادة بشاحنة صغيرة وإقحامها وسط حشود، وقال مسؤول استخباراتي سابق إن بن لادن "استاء" من الفكرة، واعتبر أنها "تتناقض مع رؤيته لما يجب أن تكون عليه القاعدة". وأظهرت الوثائق أن بن لادن كان متردداً تجاه مساعده أيمن الظواهري، ويميل أكثر إلى عطية عبد الرحمن وهو أحد الجهاديين الذين برزوا في الجزائر في التسعينات، والذي بدعم من بن لادن بدأ في وضع قواعد سلوك للقاعدة والجماعات المرتبطة بها محذراً من أن قتل المسلمين الأبرياء سيؤذي المنظمة وينتهك الشريعة، غير أن قتل الأميركيين حتى من غير المقاتلين سيبقى مسموحاً به وحتى أنه ملزم. وقال جاريت براشمان، وهو كاتب ومستشار حول تنظيم القاعدة لصالح وكالات الحكومة الأميركية إن "عطية استمر بمحاولة كبح الهجمات داخل الشرق الأوسط"، وقال إنه وبن لان استمرا في بغضهما للغرب "ولكن شعرا أن الهجمات في داخل الدول الإسلامية كانت سيئة للصورة العامة". وعلى الرغم من العزلة التي كان يعيشها بن لادن، قال بروس رايديل وهو مسؤول سابق بمجال مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأميركية إنه كانت يتصرف "كمدير تنفيذي لمنظمة إرهابية دولية". وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تظهر بن لادن على أنه مهووس بنقاوة عقيدته فيما كان يسعى لإدارة عناصر الشبكة المشتيين والذين تراجعت معنوياتهم وخسارته عدد من مساعديه في الغارات الأميركية.