لم يخيب فريق المغرب التطواني آمال الآلاف من جماهيره، سواء ممن تحملوا عناء مرافقته للدار البيضاء أوالذين بقوا مشدودين لشاشات التلفاز، وهم يتابعون بشغف تلك المباراة المصيرية لفريقهم أمام فريق الرجاء البيضاوي، برسم الدورة 26 من البطولة الاحترافية. لقد كان الوضع شبيها بيوم مباراة ريال مدريد وخصمه البارصا، حيث كانت الشوارع شبه فارغة والجميع أمام الشاشات سواء بالمنازل أو المقاهي، قبل أن يتغير المشهد بعد المباراة مباشرة، وبانتصار ثمين جدا لفريق الحمامة البيضاء، الذي قلب الموازين ليصبح متزعما للترتيب ويحقق واحدا من أحلام الجمهور التطواني العريض. لم يمنع الوقت المتأخر من الليل الذي انتهت فيه المباراة، الآلاف من العودة للشارع مجددا، حيث أصبح وسط المدينة تجمعا لروافد المدينة. فالوفود جاءت من كل الأحياء أعلاها وأدناها جغرافيا، حاملين الطبول والمزامير وشعارات الفريق وهم يهتفون في فرح كبير قل نظيره، مسيرات بالمئات من مختلف الأحياء انطلقت لتتجمع بوسط المدينة وبعضها تشكلت في أحياء أخرى، بل حتى المدن المجاورة فرحت لهذا الإنجاز كحال مرتيل، المضيق والفنيدق. فرحة الجمهور شملت الجميع بمن فيهم الأطفال والنساء أيضا، الذين كن يزغردن من الشرفات ويحيين المسيرات التي كانت تعبر حيهم بين الفينة والأخرى. عدد من المشاركين عبروا في تصريحات متفرقة عن فرحتهم العارمة بهذا الانتصار، الذي يعتبرونه بادرة خير في اتجاه تحقيق الحلم التطواني بكسب البطولة، والفوز بها لأول مرة في تاريخ الفريق العريق، وكذلك لتكون مناسبة لمطالبة المسؤولين بالاهتمام بالفريق والبنيات التحتية الرياضية للمدينة، التي أثبت شباباها قدرة عطائهم. ومن المفارقات التي حملتها مباراة المغرب التطواني والرجاء، الروح الرياضية العالية التي تميز بها جمهور الفريقين، فقد أكدت مصادر من عين المكان، عدم حدوث أي احتكاكات أو مشاداة بينهما، بل إن بعضا من الجمهور الرجاوي حيا بحرارة اللاعبين التطوانيين وشجعهم في بعض أطوار المباراة، معترفا بمستوى لعبهم وكذلك قدراتهم، رغم أن جلهم من الشباب الباحث عن التألق.