أعلن «المجمع الشريف للفوسفاط»، الشريك المتميز للفلاحة المغربية، أن مشاركته في الدورة السابعة من «المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب» هذه السنة ستركز حول «الابتكار والنهج المندمج لخدمة التخصيب المعقلن». حيث ينكب المجمع الشريف على وجه الخصوص على مشاريع البحث والتنمية من خلال التركيز على تقدم «البحث والتطوير» المرتبط ب «المجمع الشريف للفوسفاط» لخدمة الفلاحة، وتحديد مسلسل تصنيع الأسمدة كما ستكون هذه الدورة فرصة يستعرض خلال المجمع تقدم ورش خريطة تخصيب الأراضي وهي آلية مبتكرة أطلقت سنة 2010، وتأخذ شكل قاعدة معلومات علمية لخدمة الفلاحة المعقلنة والإنتاجية. ويعد هذا المشروع ثمرة شراكة بين القطاعين الخاص والعام، يقودها المعهد الوطني للبحث الزراعي، بمساهمة شركاء عدة بغرض تمكين الفلاحين من معرفة جيدة بتربة أراضيهم. كما سيعمل المجمع في السياق ذاته على نقل نجاح تجربة خريطة خصوبة المغرب إلى بلدان أخرى بإفريقيا جنوب الصحراء، عبر الشروع في وضع خريطة خصوبة الأراضي في مالي. وكان مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، قد أعلن خلال الأسبوع الماضي أعلن طموحه في جعل المجمع يلعب دورا رئيسيا في رفع مستوى إنتاجية الأراضي الفلاحية في القارة الإفريقية خلال السنوات القادمة، وإحداث »ثورة خضراء« عبر تشجيع اتفاقيات شراكة في الدول الإفريقية، تربط المؤسسات العمومية بالقطاع الخاص ولم يخف التراب رغبته في أن يقود المجمع الشريف للفوسفاط استراتيجية تطويرية كبرى في القارة الإفريقية، من خلال وضع خريطة خصوبة قارية تؤهله لتلبية الطلب على الأسمدة الفوسفاطية التي يعتبر المجمع أكبر منتج ومصدر لها دوليا . وبالنسبة للمغرب فقد شرع المجمع الشريف للفوسفاط مؤخرا في تصريف استراتيجية تجارية جديدة نحو السوق الداخلي، تهدف إلى الرفع من مستوى استعمال الأسمدة الفلاحية عبر خطة مندمجة تتضمن تشجيع الموزعين والفلاحين على السواء للرفع من نسبة تخصيب الأراضي الفلاحية بالأسمدة الفوسفاطية. وتعتمد الاستراتيجية التجارية الجديدة للمجمع الشريف للفوسفاط على إجراءات تحفيزية لمواكبة الموزعين عبر طرح عقود في شكل »عروض« خاصة بالأسمدة الفوسفاطية. وفي إطار هذه العروض، يقدم المجمع الشريف للفوسفاط للموزعين مكافآت في شكل »منح الإنجاز« بهدف المساهمة في تمويل العمليات التي يقومون بها من أجل التعريف بسبل استعمال الأسمدة والترويج لها، ومكافأتهم على? التقدم الذي يحرزونه في إطار تحقيق الأهداف المنشودة للمخطط. وبناء على هذا المخطط، سيضع المجمع الشريف للفوسفاط عروضا رهن إشارة الموزعين الذين سيتمكنون من الرفع من حجم أنشطتهم التجارية التي تصب في نهاية المطاف في تنمية السوق الوطنية للأسمدة. وبالتالي فإن هذه العروض ستكون مشروطة بكمية الأسمدة الموضوعة رهن إشارة الموزع المستفيد والنتائج التجارية المحققة. وتتم مكافأة تحقيق النتائج المستهدفة من طرف الموزعين في إطار هذه العقود، عبر تقديم منح إنجاز للموزعين المستحقين. ويرصد المجمع الشريف للفوسفاط سنويا غلافا ماليا يتراوح بين 20 و30 مليون درهم لهذه المكافآت. أما الفلاحون المستعملون للأسمدة الفوسفاطية التي ينتجها المجمع، فسيتم تشجيعهم على الزيادة في استعمال هذه الأسمدة عبر خطة مزدوجة يتبناها المجمع في دعمه للتنمية الفلاحية عموما من خلال الصندوق الذي خلقه لهذه الغاية، وكذا من خلال اعتماد البيع بالمقاصة للموزعين على أساس الاسعار الدولية (بواسطة شركة مغرب فوسفور)،? حيث تشكل المساهمة المالية الممنوحة للموزعين من طرف المجمع الشريف للفوسفاط، تعويضا هدفه تغطية الفارق بين الأسعار الدولية التي تؤدى لشركة مغرب فوسفور والأسعار المعتمدة في السوق الوطنية. وتدخل هذه الاستراتيجية الجديدة في سياق انخراط المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنوات الأخيرة من أجل الرفع من استهلاك الأسمدة الفوسفاطية في السوق المحلية، حيث ارتفع حجم تموين المجمع الشريف للفوسفاط للسوق المغربية للأسمدة من 300 ألف طن في 2009 إلى 455 ألف طن في 2011. وكان المجمع الشريف للفوسفاط قد شرع منذ الموسم الفلاحي الماضي في تسويق أصناف جديدة من الأسمدة تتلاءم بشكل أفضل مع طبيعة الأراضي والزراعات في ثلاث مناطق نموذجية هي الغرب/سايس، والشاوية/تادلة ودكالة، في إطار ما سمي بخريطة الخصوبة التي وضعها المجمع من أجل تدبير فلاحي معقلن بشكل أفضل في ما يتعلق بتسميد بعض الزراعات الكبرى، خاصة القمح الذي يمثل 75 في المائة من المساحات المزروعة بالمغرب.