سيكون برشلونة الإسباني أمام مفترق طرق ستحدد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه تشلسي الانكليزي يومه الثلاثاء، على ملعب «كامب نو» في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويدخل النادي الكاتالوني إلى هذه المواجهة، وهو يسعى إلى تعويض خسارته ذهابا في «ستامفورد بريدج» بهدف سجله الإيفواي ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه، بعد فقدانهم الأمل «منطقيا» في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي، بخسارتهم يوم السبت أمام الغريم الأزلي ريال مدريد (1 - 2) في أرضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط. وستكون مواجهة اليوم بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني، لأن تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل فترة انحدار، خصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب غوارديولا، الذي قاد «بلاوغرانا» إلى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008. وتشير بعض التقارير إلى أن غوارديولا مرشح لاستلام الاشراف على تشلسي بالذات، إلا أنه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الأخبار من «نسج الخيال». وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي، مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من أجل اقناع «بيب» بمواصلة المشوار، وأبرز هذه الأصوات من اللاعبين أنفسهم، وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قال مؤخرا: «نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا». ومن المؤكد أن تخطي عقبة تشلسي ووصول النادي الكاتالوني إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرة الخامسة، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه، أما الخروج على يد النادي اللندني فقد يسهل من عملية الطلاق. ويطمح برشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات 15 الأخيرة على الصعيد القاري، إلى أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الإيطالي عامي 1989 و 1990، وذلك بعد أن أصبح أول فريق يتأهل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية، منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992 - 1993، لكنه يصطدم بطموح تشلسي الساعي إلى تحقيق ثأره من النادي الكاتالوني، الذي كان أطاح به من نصف نهائي موسم 2008 - 2009. ويأمل تشلسي أن يواصل انتفاضته مع مدربه المؤقت، الإيطالي روبرتو دي ماتيو، الذي حل بدلا من البرتغالي اندريه فياش بواش، وتحقيق ثأره من مضيفه من أجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008، حين خسر امام مواطنه مانشستر يونايتد، على أمل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي إبراموفيتش. ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في المباراة، بعد أن غاب عن مواجهة أرسنال (0 - 0) يوم السبت في الدوري المحلي. وفي المقابل، سيكون نجم برشلونة ميسي، صاحب 63 هدفا في 53 مباراة هذا الموسم، أمام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد، وهو أكبر عدد من الأهداف في المسابقة القارية الأولى في موسم واحد، والذي يتقاسمه راهنا مع الايطالي-البرازيلي جوزيه ألتافيني، صاحب 14 هدفا لميلان الايطالي في موسم 1962 - 1963.