اختمت مساء أول أمس السبت بقاعة سينما الأهرام، فعاليات المهرجان الوطني السادس لفيلم الهواة بسطات المنظم من طرف جمعية الفن السابع بشراكة مع المركز السينمائي المغربي. وقد أعلن المخرج حسن بنجلون، بصفته رئيسا للجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنان الحاج بونس، والفنانة نعيمة إلياس والأستاذ الباحث أيوب بوحو والصحافي لمحجوب فريات، عن الفائزين الثلاثة في هذا المهرجان، حيث آلت الرتبة الأولى للمخرج عبد الإله العلوي من العيون عن فيلمه «الطابق السابع» الذي يتحدث عن شخص بمظهره المتشرد، إذ لا يخفي هذا الشاب مسار حياة تغير إيقاعها على وتيرة التعاطي للمخدرات. إذ نراه في هذا الفيلم بمبنى مهجور صحبه نصف جسد بلاستيكي يمثل أمرأه يحاول تزيينه دون جدوى، لأن الفتاة الحقيقية التي كان يعرفها قد فارقت الحياة على يده، كانت تريد استمرار الحياة لها في أحشائها، أما الجائزة الثانية فعادة للمخرج نبيل لمعلم من الدروة إقليمبرشيد عن فيلمه «من القمامة»، يتحدث هذا الشريط عن أناس يعيشون من القمامة، حيث توفر لهم شغلا ويبحثون عن أشياء تخلى عنها آخرون، لكنها صالحة للاستعمال بشيء قليل من العناية، وقد تجد من يشتريها، منهم من مازال يجد بعض السعادة في ترديد إبيات من الشعر العربي الفصيح ومنهم من يلهو بأغاني إيطالية بقيت له في رأس من تجربة قاسية لا يخفيها. في حين عادت الجائزة الثالثة للمخرج محمد مونة من الدارالبيضاء عن فيلمه «إنها تدور»، ويحكي فيه المخرج عن أوجه الحياة اليومية في أحياء كثيرة من الدارالبيضاء «الغول» الدارالبيضاء، إذ لابد من خيط رابط كي لا «نتلف» بين مسالكها وتصرفات شبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها، مخدرات، دعارة، سرقة، فقر، رياضة، سينما كلها قضايا أصبحت تفرض نفسها بعد أن أصبحت آلة، ولابد من مشاهدتها كما هي، لكن يعين الشباب ولغته. وأكد بنجلون في كلمته أن لجنة التحكيم تفاجأت بمستوى إبداع المشاركين الذين وصل عددهم 30 مشاركا، ورغم أنهم هواة، إلا أن أعمالهم ذات صبغة احترافية، وقد أوصى بنجلون بالأعمال الفائزة، والأخرى بالمشهود بها من أجل أن شارك في مهرجانات أخرى داخل المغرب وخارجه. الفنانة نعيمة إلياس التي احتضنها الجمهور كبارا وصغارا وشبابا، أكدت في كلمتها أن المشاركين في مهرجان سطات سيرفعون مشعل السينما المغربية، وتفاجأت بمستوى الأفلام المعروضة، مؤكدة أن هؤلاء المشاركين الشباب كلهم طموح، مشيرة إلى أن السينما المغربية في حاجة إلى رؤية جديدة، وهو ما جسدته الأعمال المشاركة. الفنان الحاج يونس، هو الآخر تفاجأ للأعمال الفنية المعروضة في هذه الدورة.. هذا، وكان حضور نعيمة إلياس والحاج يونس محط إشادة من طرف إدارة المهرجان الذي أعطت نفسا جديدا لهذه الدورة، وهو ما شدد عليه مدير المهرجان ضمير الياقوتي إذ أكد أيضا أن المهرجان تطور من دورة إلى أخرى، ضاربا الموعد لاحتضان سطات الدورة السابعة، التي ستكرس التطوير والتجديد، وشدد على أن الأفلام المبرمجة يمكن أن تطرق باب الاحتراف. في حين نوهت لجنة التحكيم بفيلم «الحب الأسود» لمخرجه نبيل أهطار لاحترافية العمل وبذله مجهود كبير اعتمادا على ممثلين محترفين، وفيلم «بالأبيض والأسود» لصاحبه إلياس سباعي لتميز جميع ممثلي الفيلم وشجاعة المخرج لاستعماله التصوير بالأبيض والأسود، وفيلم فوق السحاب للمخرجة ليلى الناصري للتأطير الجيد للصورة وللدور المتميز للطفلة بطلة الفيلم، وكذلك التنويه بفيلم «أحلام وردية» لإدريس الباين، نظرا لأهمية الموضوع. وفيلم اللعبة لندير بغداد لسلاسة تناول الموضوع وللإدارة الجيدة للممثلين الأطفال كما تم التنويه بالمخرج طارق بوبكر لقدرته على الانتقال من المتخيل إلى الوثائقي.