هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس منظمة الشعوب الإفريقية الأسيوية، حلمي حديدي ل»الاتحاد الاشتراكي»: المغرب يعد نموذجا يحتذى به في تحقيق الديمقراطية

- انتخبتم رئيساً لمنظمة الشعوب الإفريقية الأسيوية، في اجتماع للسكرتارية العامة مؤخرا بالقاهرة بحضور تسع دول منها المغرب، ما هي أجندتكم الجديدة في تسيير هذه المنظمة، في أفق الانفتاح الذي أشرتم إليه بعد انتخابكم، والذي اعتمد في كلمتكم التركيز على منظمة الأفروأسيوية جديدة تتماشي مع التحديات المطروحة في كل ساحة على حدة، ومنها الساحة العربية والحراك؟
- بداية أريد أن أشير إلى أن الآلية الأساسية هي إعادة إنشاء اللجان الوطنية، في كل الدول وخاصة اللجن العربية التي كانت متصلة بالنظام السابق، وانتهت بقيام الثورة. ولهذا لابد من إعادة إنشائها في ظل النظام الجديد بعد الثورة. وهذا ينطبق على ليبيا وتونس، وعلى اليمن، وسوريا أيضا، ومصر ثابتة لا تتغير.
وتفكيرنا في هذه المرحلة لا يعتمد على الشعارات القديمة التي كانت مهمة في فترة من فترات النضال الوطني ولكنها الآن تغيرت وأصبحت تتجه إلى الفكرة العملية الواقعية، والمشاركة الفعالة مع الدول، وهذا ما أسمعه في كل الدول الإفريقية، ودول الربيع العربي، لأن الحديث أصبح اليوم عن الجديد في المنظمة والآليات التي وضعت في ظل التغييرات العالمية والتحديات المطروحة، وأذكر في هذا الجانب ما طرحه عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي، وهو سفير زيمبابوي في القاهرة، قال ماذا ستعمل المنظمة، نحن لنا مياه كثيرة وأراضي شاسعة وزعت على المواطنين، ولكننا لا نعرف كيفية زرعها، إننا نريد خبراء، يساعدوننا على ذلك، من أجل الزراعة والاستفادة من المياه، ومن الطاقة الشمسية وغيرها.
إن الاتجاه اليوم هو اتجاه براغماتي نفعي، ومصالح مشتركة، وهذه هي الآلية التي يجب أن نتبناها في المرحلة القادمة.
* طيب سيد حملي، شهدت القاهرة في الاسبوع الأول من شهر أبريل لهذه السنة، اجتماعا موسعا للسكرتارية الأفروأسيوية، ومن بين النقط الهامة التي أثيرت في هذا الاجتماع، هو التفكير في إنشاء اتحادات إقليمية وجهوية، ما هو التصور العام لهذه الاتحادات، وهل الأمر يتعلق بآسيا فقط، أم أنه سيعني جميع الساحات.
- هذا أمر ليس جديداً، بل هو امتداد لمفهوم اللجن، كما هو الشأن بالنسبة للجن التجمع العربي...
- (مقاطعة)...، أنا أقصد الاتحادات بآليات جديدة مؤسساتية.
= إن تجمع اللجان العربية كان صورة من صور التجمع الإقليمي، ونحن في اجتماع حيدرأباد في المؤتمر الأخير، اتفقنا على تأسيس تجمعات للجان في مراكز متوسطة، للتحفيز وتشجيع وتنشيط اللجان الوطنية في الساحات الأفروأسيوية، والتصور ليس قاصرا على أسيا، ولكنه سيشمل آسيا وإفريقيا. وهذه الأخيرة لا ينظر إليها كساحات جامدة، ففي إفريقيا هناك مناطق شمالية وغربية وجنوبية وشرقية...إلخ، وهذه المناطق تحتاج إلى نوع من الائتلاف في ما بينها، والتجمع يشمل هذه اللجن المختلفة. هذا التصور نحاول تحقيقه في كل الساحات، والبداية كانت من آسيا، بالموافقة على أساس أن تكون النيبال تجمعا لشرق آسيا. وغرب أفريقيا الساحلية، وهذه المنطقة لابد أن تكون قائمة بذاتها، ولها مركزها. وكذلك شرق إفريقيا، ومنطقة القرن الإفريقي، وجنوب الصحراء، وشمال إفريقيا وكل هذه المناطق لابد أن تفعل، وهذا الموضوع سنخوض في دراسته، وستصدر فيه قرارات لتشجيع تكوين هذه المراكز.
- في نفس الاجتماع، طرحت الفيتنام، مسألة أساسية وجوهرية، وهي كيفية تعامل المنظمة الأفروآسيوية مع القضايا الإقليمية والجهوية، وقضايا النزاعات. نحن في المغرب يهمنا هذا الموضوع بالذات. كيف ستتعامل المنظمة في إطار السكرتارية العامة، مع قضايا النزاعات في الدول الأفروآسيوية؟
- مهمتنا أولا هي محاولة دراسة هذه القضايا الإقليمية، وإصدار بيانات لتأييد الطرف المظلوم أو المجني عليه في هذا النزاع، ولكن الأساسي عندنا هو تشجيع الحوارات البينية، والطرق السلمية، في حل النزاعات. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه أي تصور من المنظمة. المشاكل كثيرة وعديدة وأعتقد أن فكرة التركيز، وتكوين مراكز ستساعد كثيراً، لكي نخلق أطراً قادرة على دراسة المشاكل من داخل المنظمة، بل كذلك لكي تعطي هذه الأطر رأي نبني عليه توجها في محاولة مساعدة الدول المظلومة في حل هذه النزاعات.
- السيد حلمي حديدي، في اجتماع سوريا في عهد فقيد المنظمة السيد أحمد حمروش، اتخذت المنظمة موقف جريئا، بدعم الحكم الذاتي في الصحراء، لحل هذه القضية التي تجاوزت ثلاثة عقود، وهو المشروع الذي طرحه المغرب من أجل حل هذا النزاع. أنا أسألك السيد الرئيس، في إطار الاستراتيجية الجديدة للمنظمة، ما هو تصوركم لهذا النزاع، وهل ستبقون على نفس الموقف؟
- قضية الصحراء قضية قديمة جداً، وهناك خلافات شديدة في الموضوع، وصعوبة هذا الأخير، أن الدول المتنازعة كلها عضو في المنظمة، بل إن كل الآراء المختلفة موجودة في »APPSO« العربية والإفريقية.
والحل لا زال عندنا هو المفاوضات السلمية. لكن بعض الأطراف ترفض ذلك ولا تدخل فيها. والسؤال هو كيف سيتم علاج ذلك؟
أما بخصوص ما اتخذته المنظمة من قرارات في لقاء سوريا، فنحن ملتزمون بكل ما اتخذته المنظمة سابقا، فلن نغير شيئا بما في ذلك دعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء...
ولكننا سنتوجه من جديد لدراسة الأمور ونتخذ المواقف المناسبة التي تنطلق من أرضية اشتغالنا في الدعوة إلى الحوار والسلم والبحث عن الحلول الممكنة في أفق حل النزاع بتوافق جميع الأطراف.
- أريد أن أعرج بك السيد حلمي إلى أسئلة أخرى، فأنتم الآن ستسافرون إلى الهند، وتفكرون في إحياء اتحاد كتاب الأفروأسيويين، نريد منك أن تعطينا التصور الجديد في إحياء هذا الاتحاد، بآليات أخرى مغايرة؟
- فعلا هذا الاتحاد كان قائما، ولكنه كان مبنيا على أفكار فردية، لهذا عندما مات المسؤول نامت الفكرة، ومنذ مدة وأنا أحاول إعادة إحياء هذا الاتحاد، وقد قدمنا إجراءات كثيرة في هذا الصدد، وتكونت له لجنة تأسيسية مؤقتة الآن، ودستور معد سيقدم للمؤتمر العام الذي ننوي عقده في أواخر هذه السنة، وهو مؤتمر اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، وذلك بالقاهرة.
- ننتقل السيد حلمي إلى الساحة المصرية، فهذه الأخيرة عاشت حراكا ثوريا، بطاقات شابة تطالب بالعدالة الاجتماعية، والحرية والكرامة، وأسقطت النظام. وهذا الحراك في مساره أظهر أن الأمور مازالت تعرف تعقيدات بصعود المد الأصولي إلى الواجهة السياسية، في حين وحسب المراقبين أن الحراك قام به مصريون ليس بالضرورة أن يكونوا إسلاميين أو مسيحيين أو تقليديين أو حداثيين، فكيف تتصور أفق اللعبة السياسية خصوصا وأن مصر على أبواب الانتخابات الرئاسية؟
- هذا سؤال صعب جداً، وحتى السياسي لا يستطيع أن يتحدث عن هذه الأفق في الظرف الحالي.
لكن الحقيقة أن الثورة التي قامت في مصر، كانت ثورة سلمية بيضاء، لم تسقط النظام، ولكنها أسقطت رئيس النظام. ولكن النظام ظل كما هو. والإدارة التي كانت في ظل الرئيس السابق هي التي استمرت، تمارس العمل بعد الثورة، ورئيس الوزراء الحالي، كان رئيس الوزراء قبل ذلك في أيام الرئيس مبارك. والنظام أقول، لا زال راسخا يعمل بكل قوة لإسقاط الثورة، والبعض من القوى السياسية استغلت الثورة وركبت الموجة، ووجهت السفينة إلى مصالحها الخاصة. وأجريت انتخابات بدون دستور، وأعني انتخابات مجلس الشعب، ومجلس الشورى، ونجح فريق بأغلبية ساحقة، وأعني الفريق الإسلامي، معتمدا على ثلاثة أشياء، أن الشعب المصري متدين بطبيعة الحال واستغلال الدين في العمل السياسي وهي مسألة ضد القانون وضد المبادئ، ثم أنه في غياب الدستور، أقاموا الانتخابات ولا نعرف إلى أي دستور ينتمي مجلس الشعب والشورى، وهذا خطأ جسيم، إضافة أن القوى الثورية لم تعطاها فرصة لتكوين وترسيخ قواعدها بين الجماهير، والمسألة من هذا المنطلق كانت سريعة جداً، فكان الأقدر والأقوى هم الإخوة المسلمين الذين كانوا يشتغلون عن قرب مع الشعب، وهم موجودون منذ 80 سنة في ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي والديني أيضا داخل مصر. كل هذه الأمور جعلت السفينة تمشي في اتجاه التيار الديني وهذا ما يرفضه الثوار، لأن هدف الثورة هو المواطنة وهو الدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
فأين هذا كله. إننا نفتقد ذلك. إذا سألتني عن الثورة، فأقول لك إنها غير موجودة الآن، ونحن في حاجة أن يعود الشباب مرى أخرى، إشعال جدوة الثورة الحقيقية، يحقق الأهداف التي من أجلها قامت الثورة في مصر.
اللعبة السياسية كما وصفتها، أقول أنا أكره أن أسميها اللعبة، لأن مصائر الشعوب ليست لعبة، فالمسرح السياسي هو نوع من المسرح الفلكلوري، والكل فيه يلعب مسرحية بإشراك الجمهور، وهذا هو الواقع المصري. وأنت الآن في مصر وتلاحظين من يتقدم للرئاسة في، مصر فالإخوة المسلمون يرشحون واحدا والآخر احتياطي، والتيارات الإسلامية الأخرى ترشح أعدادا كبيرة من قلاعها، واليوم يوجد أربع تيارات جديدة إسلامية هي السلفية وغيرها، والنظام القديم يرشح، والسيد عمر سليمان كان واحدا من النظام، وكان نائبا للرئيس السابق منذ 20 سنة. وهو الذي سيتقدم في الصفوف الأولى للانتخابات.
- هل هو مرشح الجيش للانتخابات؟
- لا ليس مرشحا للجيش ولكنه أصلا هو عسكري، والحقيقة أن الجيش ليس له مرشح معين، أو حتى الآن لم يظهر له مرشح، وربما يبدو هذا في المستقبل القريب، ولكن حتى الآن الجيش في موقف حياد، وهناك ثلاثة مرشحين أصلهم من الجيش، لكنهم خلعوا الرداء العسكري، وأصبحوا مدنيين.
الأمور حتى الآن فيها ضبابية شديدة، وغموض شديد، والقضاء لم يقل كلمته بعد، أي من هو الذي قدم أوراق الترشيح سليمة وتنطبق عليه الشروط. وأنت تعلمين أن واحدا من هؤلاء المرشحين رفض، وهو حازم أبو إسماعيل، وماذا سيحدث بعد ذلك، لا أعلم، الأمر الأهم، أن الرئيس يرشح نفسه ولا يعرف ما هي صلاحيته وقدراته، بمعنى أنه ليس هناك دستور يحدد نظام البلد، هل هو رئاسي أم برلماني، أم برلماني رئاسي. وهذا هو العبث: «كيف أرشح نفسي لمنصب لا أعرف صلاحياتي فيه؟»، وهذه من الأخطاء الكبيرة التي أخطأناها...
- يمكن اعتبار ذلك مسألة انتقالية نحو الديمقراطية؟
- أنا أكره جملة «الانتقال نحو الديمقراطية»، فإما أن تسير على طريق، أو أنك بعيدة عن الطريق، فإذا مشيت في طريق خطأ لا يوصل إلى الديمقراطية لا يمكن أن تكوني على طريق الديمقراطية.
أنا أتصور أن الطريق نحو الديمقراطية، هو البداية، والبداية هنا في مصر غير ديمقراطية بكل المعاني، أي أن هناك إعلان دستوري من جانب واحد، يفرض على الشعب أشياء لم يأخذ رأيهم فيها. فأين هي الديمقراطية، لا توجد، كل هذا يدفعني إلى القول أن الأمور ضبابية، والمرحلة التي يسمونها انتقالية هي مرحلة امتداد للنظام السابق.
- أعتقد أن هناك الكثير من مظاهر الحداثة في مصر، بل إن مصر. إن شئت هي القلب النابض للحداثة، في مظاهرها الثقافية والاجتماعية، والسياحية...إلخ، وبرغم كل المشاكل وبؤر الفساد الذي لا يختلف على بؤر الفساد العربي، الذي خلق فوارق طبقية تكاد تكون لاإنسانية. أنا أسألك أين هو تيار الحداثة في مصر، أين اختفى ليترك الممر للإخوة المسلمين كي يتربعوا على عرش البرلمان المصري بصورة فاضحة، وغير مترجمة للمظاهر التي أشرت إليها؟ أم أن التيار الحداثي انتهى ودمر بشكل أو بآخر؟
- لقد لمست في سؤالك عدة قضايا متداخلة فيما بينها.
- بشكل مباشر أين التيار الحداثي؟
- تيار الحداثة موجود ولم ينته أبداً، فقد يخمد، قد ينام، قد تعطله المعطلات لفترة، لكن لم ينته من مصر إطلاقا، فمصر دائما وأبداً وحتى في أسوأ العصور، كان تيار الحداثة يحركها من تحت الرماد، ويسير بها وينقذها، ويحولها بسرعة إلى الطريق المستقيم. فمن هذه الناحية أنا لا أخاف على تيار الحداثة. وما دمنا بلد وسط، ونتطلع دائما إلى الشمال بحكم الحياة، وأخذ منه العلم والتقنيات الجديدة والأفكار الحديثة والرؤى الجديدة التي تحمل الشعب، أو على الأقل النخب الجديدة إلى المستقبل. فالتيار الحداثي لا خوف عليه إطلاقا. وهو ضعيف الآن، لأننا مررنا فعلا بسنوات عجاف، شديدة الضغط، ولم يسمح لنا بممارسة ما نراه بكل حرية، في الوقت نفسه كان التيار الديني يشتغل من التحت، وهو المصرح له بالعمل، وهذه هي المعادلة الصعبة. وأنت تتصورين أن التيار الأصولي بزغ، هو لم يبزغ بعد، هو فقط ظاهر على السطح، لكنه في الممارسة الحقيقية لا يوجد.
- نتمنى أن يكون تيار الحداثة في مصر خامد ولم يمت, لكني أريد أن أسألك سؤالا دقيقا جداً، عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعثر التيار الحداثي وضرب التقدمية في مصر، هل الأمر يرجع إلى النظام السابق؟
- هذا الأمر لا يرجع إلى النظام السابق، بل الأمر يعود إلى سنة 1952...
- الأنظمة السابقة، إن شئت؟
- أعني حكم ثورة 1952، الذي مازال قائما إلى حدود الآن. يعني أن من ضرب اليسار ليس نظاما أو حكما، اليسار ركز كل قوته في الاتحاد السوفياتي، معتمداً على السند، وعندما انتهى الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة، وروسيا انكمشت على نفسها، انتهى السند الكبير لهذا التيار، وضعف، إضافة إلى أن التيار الحداثي اعتمد على الشعارات والأحلام، ولم ينزل إلى أرض الواقع، ولم يعمل على ثقافة القرب. فتوجهت الناس إلى الآخر الذي يقترب منها، ويقدم لها الخدمات الاجتماعية، بمزيد من الإغراءات المادية. ولكن لا يزال في مصر النخبة لا أقول فقط اليسارية، بل النخبة الحداثية، المتطورة التي تتطلع للمستقبل، وهذا ما يعطيني أنا شخصيا بعض الأمل في المستقبل.
- طيب السيد حلمي حديدي، سيكون يوم 30 ماي اجتماع للجن العربية بالقاهرة، سيقدم فيه المغرب ولبنان والعراق أوراقا استراتيجية لعمل المنظمة، على ماذا تراهنون كقيادة جديدة في هذه الأوراق؟
- نحن الآن مهتمون بسؤال: «ما هو الطريق للغد؟» وفي الاجتماع الماضي الذي حضره المغرب ركزنا على ذلك، وكلفنا العراق، والمغرب، ولبنان، لوضع تصورات لهذا الغد، وسنناقشها في اجتماع 30 ماي. ونحن في انتظار ذلك، وعندما تعرض هذه الأوراق، سنتناقش في كل مستوياتها وسنأخذ منها ما يتجاوب والطرح الجديد.
- قرر في هذا الاجتماع كذلك، أن يكون اجتماع للجن العربية، في أكتوبر في المغرب، وأشار البيان الأخير الصادر عن اجتماع السكرتارية العامة في الأسبوع الأول من أبريل 2012 إلى أن لقاء المغرب سيكون مصحوبا كذلك باجتماع السكرتارية العامة للأفروأسوية. ما هي الأفكار الجديدة التي ستحملونها إلى لقاء المغرب في أكتوبر المقبل باعتبارك رئيسا جديدا للمنظمة؟
أولا أود أن تجتمع لجان التضامن في المغرب بإذن الله في شهر أكتوبر، وهو موعد طال انتظاره لأنه تأجل بسبب ثورات الحراك العربي، وكان مقرراً أن يعقد في العام الماضي في دجنبر، لكن إذا عقد، وأرجو أن يعقد، فقد ستكون خطوة جميلة. إضافة إلى أننا سنقدم اقتراحات للمجموعة العربية لدول اللجان العربية مبنية على الأفكار المطروحة التي ستتقدم بها اللجنة المشكلة من المغرب والعراق ولبنان. وكذلك الدراسة التي ستتقدم بها السكرتارية الدائمة، وهناك دراسات بخصوص إفريقيا، على أن يكون تجمعها في المغرب وسنتفق في هذا المجال. وأتوقع أن يقوم المغرب بدور كبير في حث جيرانه على التمركز حوله في العمل الإفريقي خاصة، وهذا ما سأسعى إليه مع الأطراف المعنية داخل المنظمة. وهناك مسألة أخرى أن المنظمة ستحث على التواصل المتبادل بين السكرتارية الدائمة واللجن المختلفة، إلى جانب التواصل بين اللجان بعضها البعض، لأني لاحظت أن هذا التواصل يكاد يكون منعدما. وأنا أريد أن أركز على ذلك، وأخيراً هناك نقطة حساسة، أني أريد للمنظمة أن تعمل، ولا يمكن العمل بدون تمويل، والتمويل يأتي من اشتراكات اللجن في كل الساحات وبغير ذلك لا يمكن للمنظمة أن تعمل. وهذه نقطة من النقط التي ستقدم في لقاء المغرب. وأرجو أن ننجح في ذلك في حث كل اللجان على المساهمة، بالفكر والرأي وبالدعم المادي.
- كلمة أخيرة.
- أحيي أهل المغرب جميعا، لأني أحس أن المغرب في وضعه الحالي الجديد، وما علمته من تطور ديمقراطي يجري هناك، يعد نموذجا وذو دور كبير في المحطات القادمة.
كما أتمنى أن تكون المنظمة الأفروأسيوية هي بيت كل العالم، بمعنى أننا نفتح الباب لكل الآراء والسياسات الدولية، مهما كان التوجه، فلن نقصي أحداً ولن نمنع أحداً،ولن نتبنى أيديولوجية معينة، ستكون «APPSO» فضاء لتدبير الاختلاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.