في محنته الصحية التي يمر بها ، ندعو له بالشفاء وبأن يستعيد عافيته ويصدح صوته من جديد في رحاب الجامعات، في حواراته المثيرة وفي صفحات الكتب التي دأبعلى تأليفها في الفكر والسياسة والعولمة و...المستقبليات. إنه الدكتور المهدي المنجرة . من صفحات جريدة ««الاتحاد الاشتراكي» «أطل المنجرة على المغاربة ليقدم طروحاته ويشرح مواقفه، ويجادل في آراء وسياسات وتوجهات . وبطريقته المنهجية المعهودة فيه، كان المنجرة يركز على الافكار في نقده دون المس بالأشخاص. ومن خلال «إيطو» ، الاسم الذي أطلقه على حاسوبه منذ ربع قرن، كان يصيغ مقالاته وتنبؤاته لمستقبل المغرب والمنطقة المغاربية بل والعالم . فالرجل اعتمد لغة العلم والارقام ليرسم في بداية الثمانينات حالة المغرب العربي في سنة 2000.ولينذرنا مما ستؤول إليه أحوال العالم من فقر وتدهور بيئي وصراعات، وشكلت وثائقه مرجعية للباحثين في آفاق تطورات الجغرافيا البشرية والموارد البشرية والطبيعية. حواراته كانت تشكل حدثا ولاتزال حين نشرها . ونذكر في الجريدة أنه كان حريصا على تدقيق أفكاره ومواقفه وأرقامه ومصطلحاته . وهنا لابد من الاشارة إلى تلك السلسلة التي نشرتها الاتحاد الاشتراكي تحت عنوان ««مسار فكر» «والتي حاور فيها الأخ محمد بهجاجي الدكتور المنجرة حول السيرة الذاتية لهذا المفكر الذي ذاع صيته من أقصى العالم إلى أقصاه ، فهو أشهر من نار على علم في اليابان وأوروبا وكندا وأوروبا والولايات المتحدةالامريكية، حيث ترجمت كتبه إلى العديد من اللغات. عرفت المهدي المنجرة أكثر وعن قرب حين التحضير لتأسيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان، حيث جمعتنا لجنة المتابعة وبعدها أول مجلس وطني لهذه المنظمة التي بلغت من العمر اليوم ربع قرن. ووفاء له بعث مؤتمرها الوطني في الجمعة الماضي تحية له مع الدعاء له بالشفاء. خاض المنجرة ومعه المنظمة في بداياتها حربا ضروسا ضد أطراف لم يعجبهم أن تنتمي كفاءة دولية لتنظيم حقوقي . واستعملت هذه الاطراف كل الوسائل للحيلولة دون أن يترأس المنظمة كما كان متفقا عليه. ولم يجد المؤتمر التأسيسي من صيغة لوضع نجم عشية 10 دجنبر 1988 سوى تسمية المنجرة رئيسا مؤسسا. تعددت مسؤوليات الرجل منذ استقلال المغرب ، لقد أنيطت به إدارة الاذاعة الوطنية، ودوليا كان خبيرا في العديد من المنظمات مثل الاممالمتحدة واليونسكو ... ولم يبخل يوما عن جمعية مغربية في تلبية دعوتها لإلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة. وفي كل مناسبة من مناسبات توقيع كتبه، كان يسافر بالحاضرين إلى مجالات فكرية رحبة بطريقة تشد الانتباه. أيها المفكر الذي حمل المغرب إلى مستقبله، وأنطقت كتبه صمم الحاضر، وفتحت أعين أجيال على صورة الغد . لك كل المتمنيات والدعاء بالشفاء .