انعقد يوم السبت31 مارس بالمقر المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل أشغال المجلس الوطني الموسع للنقابة الديمقراطية للتجهيز، في البداية تناول الأخ مصطفى بلمقدم باسم المكتب الوطني للنقابة الكلمة مرحبا بالأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني، وبالأخوين العربي الحبشي وعبد الواحد بنشريفة ممثلي المكتب المركزي وبعد ذلك أعطيت الكلمة للأخ العربي الحبشي لإلقاء كلمة المكتب المركزي الفدرالي مبلغا الجميع تحية الكاتب العام للمنظمة الأخ عبد الرحمان العزوزي الذي كان بوده حضور أشغال المجلس لولا وجوده بمصر لترأس الوفد العمالي المغربي ضمن المؤتمر العمل العربي بالقاهرة، وبعد تذكيره بالسياق العام الدولي المتسم بالأزمة المالية الخطيرة التي تهدد العدد من الدول الأوربية والتي تسجل أدنى نسب النمو تصل إلى -1,5% مما جعل موجة الغضب والإضرابات ترتفع بإسبانيا وإيطاليا، واليونان المهدد اقتصادها بالانهيار التام واستمرار الأزمة الخانقة في البناء، ايرلندا وإضراب قطاع النقل الجوي، رومانيا، هنغاريا...الخ، وانعكاسات ذلك على جلب الاستثمارات الأوربية مما يتطلب البحث عن أسواق جديدة للتصدير، وكذا تراجع العائدات المالية للمهاجرين المغاربة بالخارج وانخفاض أرباح ومداخل القطاع السياحي، كما أشار إلى المعدلات المتدنية لمؤشر تنقيط المغرب في العديد من التقارير الدولية، ووقف بالتحليل على الانعكاسات الايجابية للحراك العربي، وسجل الاستجابة الملكية للمطالب الشعبية من خلال خطاب 09 مارس الذي مهد لخلق دستور شكل نقلة نوعية للمسار السياسي لبلادنا وتضمن ترسانة أساسية من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والرهان معقود على حسن تنزيل الدستور الحالي والتصدي لكل القوى الرجعية المحافظة التي أتبثت التجارب التاريخية تحالفها مع الرأسمال ضد الطبقة العاملة، وعلى المستوى الوطني سجل بأسف عميق هشاشة المشروع المالي البعيد عن الواقعية وتبني الحكومة للكثير من القرارات اللاشعبية ودعا إلى خلق جبهة قوية لحماية الحقوق الاجتماعية وحيا التنسيق الدائم والمستمر مع الحلفاء النقابيين، واعتبر الحضور الكثيف للأخوات والإخوة شغيلة القطاع - حوالي 150 مناضل ومناضلة- مؤشر قوي على نجاح أشغال المجلس الوطني الاستثنائي بكل المقاييس وشبهه بمؤتمر استثنائي سوف تنبثق عنه أجهزة تنفيذية جديدة، ودعا لرفع التحدي الثاني الذي يكمن في إنجاح محطة الانتخابات المهنية حتى يتبوأ القطاع المكانة التي تخول لكم التفاوض والحوار مع الوزارة الوصية يقول الأخ العربي الحبشي. وبعد ذلك تناول الكلمة الأخ عبد الجليل البوسوني، لتلاوة التقرير الأدبي الذي تحدث عن الظروف الدقيقة التي يشهدها العالم وضمنها العالم العربي ورياح هزت أركان العديد من الأنظمة الشمولية والاستبدادية هذه الرياح التي لم تستني بلادنا التي شكلت نموذجا فريدا في التعامل مع المطالب الشعبية المشروعة من قبيل استآصال جذور الفساد والتصدي لكل المعضلات والأزمات الاجتماعية وفي مقدمتها البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار كما رفعت من خلال مسيرات شعبية ضخمة تضمنت مطالب سياسية واجتماعية في مقدمتها إسقاط كل أشكال الفساد ومحاربة اقتصاد الريع بكل أنواعه والمطالبة بملكية برلمانية تفرز فيها السلط وإقرار دستور جديد للبلاد، ولا ننسى أن المجهودات التي بدلت في مجال حقوق الإنسان منذ سنة 1998 جعلت بلادنا تنخرط في مرحلة الانتقال الديمقراطي بسلاسة تميزت عن باقي الأنظمة العربية. أما بالنسبة لقطاع التجهيز والنقل الذي توصف الوزارة الوصية عليه بوزارة البر والبحر والجو فإن وضعية العاملين فيه جد متدهورة سواء من الناحية المادية والاجتماعية والقانونية مما عمق معاناتها والحد من طموحاتها والسبب في ذلك السياسات المتبعة في هذا القطاع منذ عقود خلت لم تولي أي اهتمام بالعنصر البشري وجعلت قطاع النقل والتجهيز مرتعا خصبا لاقتصاد الريع نذكر منها المؤدونيات ? الكريمات- المقالع بأنواعها تفويت الملك العمومي خاصة منه البحري، الصفقات الضخمة كتلك المخصصة للطرق السيار والموانئ والمطارات أنهكت كاهل الدولة بصرف آلاف الملايير من ميزانيتها علما أن المستفيد الأكبر من هذه الاستثمارات المقاولات والشركات الخاصة وبعض المحظوظين العاملين بالقطاع الذين راكموا الثروات من المال العام دون وجه حق أصبح اليوم الكثير منهم متابعين بفضل تفعيل تقرير المجلس الأعلى للحسابات، فضلا على كون القطاع أصبح يعرف خصاصا مهولا في الموارد البشرية بسبب سوء التخطيط وهجرة الأطر إلى القطاع الخاص أو إلى المؤسسات العمومية نتيجة انسداد الأفق وتنامي اللوبيات وكذا الطابع النخبوي المتحكم في تسيير القطاع. كما نحيي نضالات جميع الأعضاء المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للتجهيز - وعلى رأسهم الأخ لحسن اليازغي الذي حالت ظروفه الصحية دون الحضور معنا ونتقدم له بالشكر والامتنان ونتمنى له الشفاء العاجل- إخوانكم الذين تصدوا لتعنت الإدارات السابقة ولتصلب مواقفها ونسج خروجنا خاوي الوفاض من لقاءات المتعددة مع المسؤولين، متمسكين جميعا بالشجاعة الكافية سواء من خلال اللقاءات المباشرة أو من خلال البيانات أو البلاغات الصادرة في الصحف الوطنية معبرين عن رفضهم لكل حوار مغشوش، وخلال تنصيب الحكومة الجديدة بادرنا إلى لقاء الوزير الجديد وتقدم إخوانكم بملف مطلبي جاهز وتمت الاستجابة لعدد من النقط المدرجة همت بالخصوص ( الحريات النقابية، الترقيات بشقيها، التعويضات، ظروف العمل، ملف مؤسسة الأعمال الاجتماعية، ...الخ)، ونسجل استمرار جيوب المقاومة الرافضة لكل إصلاح في التحكم في تسيير مختلف المصالح وسنظل في فضح هذه الجيوب ومحاربها حتى استئصالها التام والنهائي، مركزين في ذلك على استخلاص الدروس من الظروف القاهرة الناتجة عن المضايقات التي كانت تمارس على منظمتنا من أجل إخماد قوة الفدرالية بالقطاع لكن صمود إخوانكم وعزيمتهم كسرت شوكة المتآمرين وخرج إخوانكم في النقابة أكثر قوة وعزيمة وخير دليل هو الانخراط المتنامي والنوعي في صفوف منظمتنا من شغيلة القطاع . أخواتي إخواني، إن المهام التي تنتظرنا متعددة وليست بالهينة مما يتطلب منا جميعا تصليب نقابتنا وتصحيح إختلالاتها والعمل على إقرار آليات التواصل أفقيا وعموديا واستغلال الإمكانيات الهائلة والخلاقة التي يتوفر عليها القطاع لكسب الرهانات الكبرى بداية بالاستحقاقات التي تنتظرنا المتمثلة في انتخابات اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء وعلينا استخلاص الدروس من التجارب الماضية والأمل معقود على المستقبل. وفي الأخيرة وبعد المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، تشكلت لجنة يترأسها الأخ عبد الواحد بنشريفة عضو المكتب المركزي للإشراف على تعديل القانون الأساسي لتصبح النقابة تحمل إسم النقابة الديمقراطية للنقل والتجهيز والسهر على انتخاب جهاز تنفيذي جديد المكتب الوطني وقد جاءت تشكيلته كالتالي: الكاتب العام: مصطفى بلمقدم نائب الأول للكاتب: عبد الجليل البوسوني النائب الثاني للكاتب: محمد الأنواري الأمين: بوريسي عبد الإلاه نائب الأول للأمانة: سعيد حجي نائب الثاني للأمانة: بنعمار مصطفى المستشارون: حياة الحيلي، الهاشمي مولاي عبد العزيز، حسن الأزهر، صابر عباس، بوشعيب بلمقدم، حسن بوكريشة، لحسن أوجيل، حسن حركاتي، كراطط مصطفى، الحوات عبد الكريم، إبراهيم البداز.