من خلال نبرات صوته الشجي، ولكنته البهجاوية المثيرة والأنيقة، وحسه الرفيع في الوصف والتعليق والحكي، ترتسم ملامح شخصيته، الزميل الإعلامي المراكشي المولد والنشأة محجوب التايكي.. صوته لا يختلف عن صورته، طيبوبة ورقة، وابتسامة وتفاؤل، وكرم وسخاء المراكشيين.. وأنت تستمع لصوته ذي اللون الخمري لون بشرته عبر إذاعة إم ف م، تستشعر بدفء تلك التربة الحمراء النقية ذات العبق التاريخي والتراثي لعاصمة النخيل. في الحوار التالي، يحكي الزميل محجوب التايكي عن الصحافة الرياضية، عن الإعلام الجهوي، عن إم ف م، وعن كمال لحلو ومحمد أبو السهل: { محجوب التايكي، صوتا وصورة؟ أبلغ من العمر 43 سنة، متزوج، أمتهن الصحافة منذ زمن لم أعد أتذكر بداياته. أشتغل في مجموعة إم ف م منذ سنة 2006 ، وأعتقد أنني عازم على الاستمرار ومواصلة الطريق في هذه الإذاعة إلى أن يحكم الله بما يشاء.. هي بيتي وهي مدرستي التي ما زلت أتعلم داخلها وأنهل منها علوم الصحافة والإعلام.. في مجموعة إ م ف م، كل الشروط متوفرة للاشتغال على أعلى مستوى، والروح الرياضية حاضرة ترسم لنا نحن المنتسبين لهذه الإذاعة خيوط المودة والثقة المتبادلة.. وهنا لابد أن أستحضر هرمين في الصحافة الرياضية المغربية هما كمال لحلو المدير العام، ومحمد أبو السهل رئيس القسم الرياضي، ليست مجاملة، فالأكيد أن الإسمين معا كانا دافعا محفزا لنا كصحفيين لبذل كل العطاء وللبحث عن تطوير ما نقدمه.. { تشتغلون تحت إدارة كمال لحلو رجل الرياضة والصحافة الذي يحمل منهما تجربة واسعة، ألا يشكل لكم ذلك ضغطا أو ارتباكا في العمل؟ بالعكس تماما، يجب أن ننظر للموضوع من زاوية أخرى، تخيل صحافي رياضي يشتغل تحت إشراف مسؤول إداري لا يفقه شيئا لا في الرياضة ولا في الصحافة الرياضية، أكيد أن الأمور لن تستقيم على النحو الجيد، لكن إذا كان المسؤول ذا شخصية رياضية يعشق المجال ويشتغل وسطه كمسؤول، ويحمل إلى جانب ذلك خبرة واسعة في ميدان الإعلام الرياضي كما هو الحال عند كمال لحلو مديرنا العام، فمن المؤكد أن مجال حرية الإبداع سيكون أرحب، وإذا أضفنا إلى كل ذلك وجود صحافي من قيمة محمد أبو السهل بلمساته المبدعة، فالنجاح سيكون حتميا ولا يحتمل ولو بذرة شك.. كمال لحلو لا يفوت أي فرصة لمتابعة برامج إم ف م الرياضية، يستمع للصحافيين وللمتعاونين وللمراسلين وللمستمعين في البرامج المفتوحة لتلقي آراءهم، يتابع بأذن المتلقي العارف والخبير، ونحن سعداء بالاشتغال وسط هذه الأجواء المفعمة بالتفاهم والمودة والروح الرياضية. { تشرفون على محطة مراكش، كيف يتم التنسيق مع المحطة المركزية بالدارالبيضاء؟ في مجموعات إم ف م، تتوزع العديد من المحطات والمكاتب الجهوية عبر جهات المملكة، في وجدة، في العيون، في تطوان، أكادير، فاسومراكش، هي محطات تعتمد على القرب وعلى خصوصيات الجهة والمنطقة. في محطتنا مثلا، نستهدف المستمعين في حوض مراكش، وهو حوض يمتد لمساحات شاسعة تصل لحدود منطقة الشاوية ورديغة، سطات وخريبكة، وكذا لحدود جهة سوس وتارودانت وآسفي والجديدة، ونراعي تبعا لذلك العمل على وضع برامج تناسب وتلائم حوض الاستماع. في محطتنا بمراكش، نشتغل نحن خمسة صحافيين وثلاثة تقنيين تحت إشراف مدير يقوم بدور التنسيق مع الإذاعة المركزية الأم. أتكلف بالإشراف على القسم الرياضي، وهي مهمة تتطلب التركيز والاجتهاد فمراكش كما تعلمون أصبحت قبلة للأنشطة وللتظاهرات الرياضية، وفي كل يوم، هناك الكثير من الأخبار ومن الأحداث الرياضية يجب تغطيتها والوقوف عندها. يبدأ عملنا في محطة مراكش على الساعة السابعة صباحا ويمكن أن يمتد لساعات اليوم كله، ليس هناك توقيت محدد للعمل، نصبح ونمسى ونعيش كل ثانية وكل ساعة ونتنفس الرياضة والخبر الرياضي. ولنا مواعيد رياضية قارة، فمثلا كل يوم اثنين، نقدم برنامج (إم ف م سبور) وهو برنامج يبث من الثالثة والنصف إلى الرابعة والنصف بعد الزوال، ونتناول فيه كل تفاصيل الشأن الرياضي في حوض مراكش. وكل يوم أربعاء، وفي نفس التوقيت، نقدم برنامج (وجها لوجه)، وهو برنامج في الترفيه الرياضي ويعتمد أسلوب طرح سؤال في الرياضة. وفي يومي السبت والأحد، نلتحق بالزميل محمد أبو السهل لمشاركته في جولاته في برنامج (من الملاعب الرياضية)، وفي برنامج (الملف الرياضي) كل صباح يوم الأحد. هذا إلى جانب حضور محطتنا في النشرات الإخبارية التي تبثها إم ف م الرئيسية بالدارالبيضاء، وبرامج الأخبار (صباح الرياضة، دنيا الرياضة والموجز الرياضي) ثم نشرات الرياضة في الأخبار الرئيسية كل يوم على الساعة الواحدة زوالا. { كيف كان التحاقك بإذاعة إم ف م؟ كنت من بين المحظوظين الذين وقع عليهم اختيار كمال لحلو وهو يقوم بانتقاء مجموعة من الصحافيين لإلحاقهم بإذاعته وهو يفتتح محطاتها الجهوية. من قبل، كنت أشتغل متعاونا مع الإذاعة الوطنية من مراكش، في نفس ذاك الوقت، كنت متعاونا مع القناتين الأولى والثانية، وكذا في القناة «المغربية» التي كنت أقدم فيها برنامج «على السلامة» رفقة الزميل هشام لمغاري، ورفقته أيضا كنت أقدم برنامج «صباح الخير مراكش» و«الأحد لكم» عبر الإذاعة الجهوية. في بداية التحاقي بإذاعة إم ف م، اشتغلت صحفيا في كل الأجناس وكل القطاعات والأقسام، في القسم السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي، والرياضي، قبل أن أستقر في التخصص الرياضي. { هل تواجه مشاكل أو عراقيل في إنجاز عملك الصحفي؟ أعتقد أن الإذاعة توفر لنا كل شروط العمل المناسبة والجيدة، وكل وسائل العمل متاحة وموجودة، نشتغل في أجواء مريحة مهنيا وماديا والحمد لله. ولا أواجه أية مشاكل وأنا أنتقل للملاعب لتغطية مختلف الأنشطة الرياضية، والواقع أن الصحفي الذي يحترم مهنته ويحترم مستمعيه ومتلقيه، ويعتمد في ذلك على الصدق والوضوح، سينال حتما نفس الاحترام والتقدير.. والأهم هو اختيار الأسلوب الأمثل في التواصل. في هذا السياق لابد أن أشير إلى أن علاقة صداقة تربطني مع كل مكونات الحقل الرياضي في مراكش، لكن ذلك لا يؤثر أبدا على مجال اشتغالي الصحفي، والجميع يحترمني على ذلك، وأنا شديد الإيمان في هذا الإطار بمقولة (الخبر مقدس والتعليق حر). { هل تعرضت للمساومة ومحاولة إرشائك أو تعرضت للترهيب والتهديد؟ أبدا، ولماذا أتعرض لمثل تلك الأساليب وأنا والحمد لله نجحت في رسم شخصية الصحفي الملتزم الصدوق الذي لا يترك المجال أبدا للغير في مساومته على مبادئه، ولا يخلق العداوات ليتلقى التهديد أو الترهيب.. نجحت والحمد لله بعد مسار مهني طويل، في أن أنال احترام المتلقي والرياضي. { والطرائف؟ لا تعد ولا تحصى، وأي صحفي حتما سيكون قد تعرض لموقف مفاجئ أو غريب، يتذكره فيما بعد كإحدى الطرائف. أتذكر والفترة ليست طويلة، وتحديدا أثناء تغطيتنا لنهائيات المنتخبات الأولمبية الإفريقية المؤهلة للأولمبياد القادم، أنه تأخرت تشكيلة منتخب افريقي عن الوصول لنا نحن الصحفيين، وعندما توصلت بها وكنت على الهواء مباشرة، انطلقت في تلاوة أسماء اللاعبين الأفارقة وكأنني أحفظها عن ظهر قلب، لم أتلعثم.. عندما انتهيت وفي الكواليس، اتصل بي الزميل أبو السهل وسألني كيف تلوت تلك الأسماء بطلاقة دون تلعثم، كان ردي واضحا ومضحكا في نفس الوقت: لقد قرأت الأسماء بطريقة الارتجال وأغلبها لم يكن نطقي لها صحيحا.. الأهم أني أنقذت الموقف وفي المراسلة الموالية سأعالج الأمر. { ما رأيك في تعدد المحطات الإذاعية؟ أعتقد أن تعدد المحطات الإذاعية بالمغرب، هي ظاهرة صحية فنحن بلد التعددية، أضف إلى ذلك، التعددية هي في نهاية الأمر في صالح المتلقي والمستمع المغربي. لكني أؤاخذ على الجيل الشاب الذي يشتغل في بعض المحطات الإذاعية الجديدة، تسرعه وعدم تريثه في بث المعلومة.. بدأنا للأسف نسمع كل الكلام الذي لا يقول كل الكلام.. وللأسف هناك من يعتقد أن كل الكلام مباح، وهناك من يلجأ للخصوصيات ويبتعد عن الشموليات والعموميات.. أظن أن الجيل الصاعد من الصحفيين الشباب تلزمه التجربة وشيء من التواضع للتعلم فالصحافة علم وبحر نتعلم ونستمر ونواصل التعلم إلى ما لا نهاية.