أصبحت كلمة عاهرات لصيقة بكل الفنانات اللواتي لا يسايرن صورة بعض الفقهاء من الذين جاؤوا لملء الحياة الوطنية. بدأت القصة بالسيد أمين بوخبزة، الذي لم يتردد على مرأى و مسمع من الناخبين والناخبات، والحاضرين من سكان تطوان، من اعتبار مهرجان المدينة مهرجانا للعاهرات. وبعد ذلك، سمعنا من جديد نفس الأسطوانة، من لدن رجل آخر يقول عن نفسه أنه فقيه، وأنه حسب تقارير صحافية لم يتم تكذيبها، قريب من حركة التوحيد والإصلاح، عبد الله نهاري.. صرح بدوره أن ممثلة المغرب، والشابات اللواتي يصلن إلى استديو دوزيم عاهرات. أولا، يصر كل هؤلاء على تتفيه الفنون، وكل ما يرتبط بها هو في عداد الانحلال الأخلاقي، كما يراه دعاة المواجهة العنيفة والتتفيهية للفن. كل امرأة تغني أو كل امرأة تصعد إلى خشبة مسرح، لا بد وأنها فاسقة وفاجرة وأنها .. تستحق إقامة الحد الذي يقام على العاهرات والزانيات. وإذا حدث ووجدنا الفتوى، القتل بكل بساطة. إن هناك مسؤولية أخلاقية في هذا الهجوم اللاأخلاقي باسم الأخلاق. دنيا باطما سليلة عائلة لها في قلوب المغاربة موضع خاص. هذه العائلة التي تشتم اليوم في شخص دنياها ودنيانا، تلخص مجدا فنيا مغربيا، من العربي، رحمه الله، إلى السي محمد، إلى حميد، و اليوم باطما دنيا والخنساء... السيد الفقيه، الذي يشتغل في مسجد لوزارة الأوقاف تنبأ لنا بسقوط البلاد، كما سقطت الأندلس، لأن دنيا باطما «تشبه كوادالوبي»، والتي وصفها بالعاهرة، والفاجرة والزانية وكل ما تشتهيه جهنم!! لأن دنيا باطما شعرها عريان، فإن المغرب سيصبح مثل الأندلس، وسيسقط، كما سقطت بلاد الأندلس، لأن «الخمر والبذخ والعري والغناء دخل قصور الأمراء». هذه شابة مغربية، ذهبت من الحي المحمدي مباشرة إلى الشهرة، وهي تستحقها، والفقيه يعدنا بسقوط البلاد، لأن الشابة تثير إعجاب العرب كلهم والمسلمين من كل الدول... لكي نصبح مهددين بالخراب، ومهددين بنهاية العالم.. الفقيه، الذي بدأ يشتهر هو الآخر، بناء على جولات، وبناء على مواقع إلكترونية، يتعامل مع دنيا وكأنها منافسة كبرى على قلوب المغاربة... لم يتحرك الفقهاء عندما اغتصبت فتاة وانتحرت، لأنهم يعتبرون أن الغطاء الشرعي للانتحار أو للقتل الذاتي بالتحديد موجود. والفتاة، التي انتحرت لا تلبس السروال المزير وشعرها ليس عريانا... الفقهاء يعتبرون بأن الأمور سليمة لأنهم نجحوا في إقناعنا بأن الزواج لم يعد هو طلب يد الفتاة بل طلب.. فرجها !!!!