في خطوة لافتة ومحملة بالكثير من الدلالات، طالب شيعة طنجة، في بيان صادر عن هيئتهم بالمدينة، حكومة عبد الإله بنكيران باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية قبور معتنقي المذهب الشيعي بالمغرب مما يعتبرونه تهديدات من المحسوبين على التيار السلفي بالاعتداء على قبورهم، وأكد البيان أنه زوال يوم الإثنين الماضي وأثناء مراسيم تشييع جثمان الإمام عبد الله الدهدوه بمقبرة طنجة البالية، تم تسجيل معلومات تفيد بتواجد أحد أعضاء التيار السلفي الذي هدد بإحراق قبور الشيعة بالمدينة، وهو ما اعتبره البيان محاولة إيقاظ فتنة طائفية بين المشيعين الذين لم يلتفتوا إلى تهديداته لكنه أضاعوا فرصة اعتقاله وتسليمه للسلطات المختصة. يذكر أن معتنقي المذهب الشيعي بمدينة طنجة قد شيعوا بأعداد غفيرة زوال يوم الإثنين الماضي جثمان الإمام عبد الله الدهدوه، إمام مسجد الرضا بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، الذي لقي حتفه في عملية إحراق المسجد نفذها أحد المحسوبين على التيار السلفي، انتقاما منه على ما اعتبره اعتداءات النظام السوري ضد المسلمين السنة. مراسيم الجنازة، التي حظيت بمتابعة دقيقة من مختلف الأجهزة الأمنية، اعتبرها بعض المراقبين أول ظهور علني منظم لمعتنقي المذهب الشيعي بمدينة طنجة، التي تعتبر أهم معقل لمعتنقي هذا المذهب بالمملكة، حيث اقتصر نشاطهم منذ سنتين على بوابتهم الإلكترونية التي أعلنوا من خلالها عن تأسيس إطارهم «هيئة شيعة طنجة». وعن أسباب التواجد الكثيف لمعتنقي المذهب الشيعي بمدينة طنجة، أكد ذات المراقبين أن ذلك مرتبط بتواجد جالية طنجاوية كبرى بالديار البلجيكية المعروفة بتغلغل المذهب الشيعي بين المسلمين القاطنين هناك، وهو ما ساهم في تزايد المتأثرين بهذا المذهب، يضاف إلى ذلك التحولات السياسية التي عرفها العالم الإسلامي خلال العقدين الأخيرين منذ غزو العراق، وحرب لبنان التي شنها الكيان الصهيوني ، والصورة التي ترسخت في ذهن المسلمين عن المقاومة التي قادها حزب الله اللبناني، وختمت مصادرنا تصريحها للجريدة، بضرورة التعاطي مع هاته التحولات التي تشهدها بلادنا بكثير من اليقظة والحكمة والتبصر.