من بروكسيل إلى طنجة، وصل جثمان الإمام الشيعي «عبد الله الدهدوه»، ليوارى الثرى بعد ظهر أمس الإثنين، بمسقط رأسه ، بعد أداء صلاة الجنازة عليه بساحة ملعب الحي لكرة القدم، حين اصطف حوالي 70 شخصا أمام الصندوق الذي يحمل جثة الإمام، في أجواء شيعية مميزة باللباس الأسود الذي كان يرتديه جل الحاضرين. قبل موعد الدفن، الذي تأخر إلى غاية حوالي الساعة الثالثة من بعد زوال أمس. كان الحديث بمقبرة حي طنجة «الباليا»، وهو الحي الذي يوجد به منزل والد الراحل، عن رفض بعض ساكنة المنطقة دفن الإمام الشيعي بمقبرتهم، كما تم اكتشاف حسب شهادة بعض أفراد عائلته تعرض قبره للهدم ليلة أول أمس، حيث أعيد طمر حفرته، قبل أن يتم حفر القبر من جديد صبيحة أمس ، إلا أن بعض المصادر استبعدت أن يكون هذا العمل مدبرا. عناصر أمنية تنتمي إلى مختلف أجهزة الاستعلامات، كانت حاضرة خلال هذه الجنازة، وصوبت أنظارها نحو كافة الأشخاص المشاركين في تشييع جثمان الراحل ، باعتبار هذه المناسبة فرصة للتعرف على الوجوه المغربية المعتنقة للمذهب الشيعي، وإن كان أغلب الشيعيين الذين حضروا عملية الدفن من أنصاره المقيمين بالديار البلجيكية، إلى جانب مجموعة من شيعة طنجة التي يمثلها المحامي عصام حمدان. جثة الراحل كانت قد حطت بمطار «ابن بطوطة» بطنجة عند حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف من ليلة أول أمس ، قادمة في رحلة جوية من مطار العاصمة البلجيكية بروكسيل، رفقة ما يقارب 50 شخصا من أقارب الفقيد وأصدقائه، وكان في استقبال الجثة مجموعة من أهله، الذين تسلموها وتوجهوا بها إلى المنزل الذي يملكه الهالك بحي الإدريسية. المعني بالأمر وهو من مواليد سنة 1965 بمدينة طنجة ، أب لأربعة أبناء، درس بالحوزة الدينية في مدينة قم الإيرانية، وكان قيد حياته إماما لمسجد «الرضا» ببلدية أندرلخت، أحد أكبر المساجد الشيعية ببلجيكا، قبل أن يقتل في حادث الاعتداء الذي تعرض له نفس المسجد يوم 12 مارس الجاري، حين تم إحراقه من قبل أحد الأشخاص بدوافع مذهبية وفق التحقيق الجاري حول هذه القضية. وزوال أول أمس الأحد، وبمدينة أندرلخت البلجيكية، شارك أكثر من ألفي شخص في مسيرة بيضاء تنديدا باغتيال إمام مسجد «الرضا» يوم الثلاثاء الماضي. وقالت صحيفة «لوسوار» البلجيكية، إن مالا يقل عن ألفي مشارك(3000)حسب المنظمين و2100حسب رجال الأمن)، قطعوا مسافات طويلة خلال هذه المسيرة البيضاء.. رافعين العلمين البلجيكي والمغربي، في جو ساده الصمت والإدانة.. أما الشعارات التي رددها المشاركون وكتبوها على لافتاتهم، فطالبت بعدم تكرار ما حدث و بلجيكا ليست بلد الحقد، وأن البلجيكيين سيظلون متحدين من أجل أمن بلدهم. وأضافت الصحيفة البلجيكية أن المسيرة البيضاء عرفت مشاركة أسماء عديدة من المجتمع البلجيكي، كما كانت مناسبة لتجمع مشاركين شيعة آخرين قدموا من فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد... ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين قائلا: «لقد فقدوا أستاذهم، أباهم»، كما وصف المتهم بأنه «أحمق أضرم النار في مدرستهم» كناية عن مسجد «الرضا»، حيث لقي الإمام الشيعي مصرعه. محمد كويمن