تعززت المكتبة النقدية بالمغرب بعمل جديد للباحث والناقد الدكتور عبد الرزاق المجدوب حمل عنوان» في حداثة الإبداع المغربي : الحداثة لدى أحمد المجاطي، تصور و إنجاز» . العمل الذي يقع في 164 صفحة من القطع المتوسط يطرح سؤال الحداثة في الشعر العربي الحديث من خلال تجربة شاعر وناقد مغربي جمع بين انشغاله الأكاديمي بمفهوم الحداثة وممارسته إبداعيا . حيث يقر صاحب العمل في كتابه أن هذه الدراسة تهتم بسؤال الحداثة في الإبداع الشعري العربي الحديث من خلال شاعر وناقد مغربي اشتغل على الحداثة بحثا أكاديميا وممارسة، وساهم في تأصيلها ونقدها وفتحها على أفق الشعرية . ويؤكد الباحث عبد الرزاق المجدوب في عمله على راهنية سؤال الحداثة وأهميته وجدواه ، خاصة عندما تتقاطع أسئلة البحث العلمي مع هواجس وانشغالات المجتمع الذي ترتفع فيه أصوات و شعارات الحداثة بقوة وحيوية لتصبح الحداثة مطلبا و أحد المكونات المركزية للمشروع المجتمعي للقوى الحية في المجتمع العربي . ويلح الباحث على أهمية التوجه نحو مساءلة مفهوم الحداثة في المنجز الإبداعي بدل الوقوف عند التصورات وحدها بهدف تحويل المناقشة في الحداثة الشعرية من النقاش النظري الصرف إلى تحليل الإبداع نفسه ،وخلق توازن بين الرؤى والتصورات النظرية من جهة والتجربة الإبداعية من جهة أخرى. وحسب الباحث فالشاعر أحمد المجاطي يحتل مكانة مرموقة في طليعة شعراء الحداثة العرب عامة ويحتفظ بوضع اعتباري مميز ضمن مؤسسي القصيدة المغربية الحداثية على الخصوص .فإذا كان أمرا طبيعيا أن يختلف شعراء الحداثة إيغالا وتطرفا ككل حركة فكرية أو أدبية في التاريخ،فإن الراحل الشاعر المجاطي ينخرط في المجرى المعتدل والملتزم محتفظا بخصوصية شخصيته الشعرية على غرار كبار الشعراء . ويشير الباحث عبد الرزاق المجدوب أن شعر المجاطي يستجيب لكل عناوين الحداثة على مستوى التفكير ووسائل التعبير الفني المعاصر. ينقسم العمل إلى أربعة فصول خصص الأول لعرض الإطار النظري لمفهوم الحداثة والثاني للموقف النقدي للمجاطي من الحداثة والثالث لشعر المعداوي في مرآة النقد والرابع لتجليات الحداثة في شعر المجاطي.