استبشر سكان أبي الجعد والدائرة خيرا، أواخر التسعينيات من القرن الماضي ، بافتتاح مستشفى محمد السادس المتعدد التخصصات، لأنه سيعفيهم من التنقل باستمرار إلى مستشفى الحسن الثاني بخريبكة أو مستشفى محمد الخامس بوادي زم أو في الغالب إلى الدارالبيضاء أو الرباط. لكن هؤلاء السكان سرعان ما استيقظوا على كابوس صحي مرعب حينما اكتشفوا أن البناية الأنيقة التي تتسرب الشقوق يوميا إلى جدرانها، هي فضاء شبح تسبب لهم في الكثير من المعاناة الصحية والنفسية بسبب استفحال هذه الأوضاع بشكل أصبح روتينيا في غياب الحكامة المقترنة بالمحاسبة: - فإجراء تحاليل الدم أو البول تصطدم بشكل شبه يومي بالانقطاع المزمن للتيار الكهربائي بسبب الخلل في المحول الكهربائي الرئيسي لهذا المستشفى الواقع في المدخل الرئيسي للمدينة.. - «سيروا لخريبكة معندنا مانديرو ليكوم..» هذا هو الخطاب الذي يصدر يوميا عن إدارة المستشفى إذا تعلق الأمر بحادثة سير أو بحالات الولادة أو بلسعات العقارب، مما يؤدي إلى حالات وفاة بسبب الإهمال.. - مستشفى متعدد الاختصاصات وبدون تخصصات، لأن الوزارة، لحد الآن، لم تغط الخصاص في الأطر الطبية المختصة، ذلك أن الأطباء المختصين الذين عينوا بها سرعان ما يبحثون عن طرق للانتقال إلى المركز ، أي الرباط أو الدارالبيضاء أو مراكش، تاركين مرضى المنطقة يواجهون مصيرهم بأيديهم خصوصا وان الأغلبية المطلقة منهم تعاني الفقر المدقع. - غياب الخدمات الإنسانية البسيطة جراء سوء معاملة المرضى واستفزازهم وأحيانا الطرد من المكاتب وبشكل مباشر من طرف الطبيب الحاضر الغائب بين مقر عمله بأبي الجعد واستقراره بخريبكة، أمام صمت مدير هذا المستشفى وصمت المندوب الإقليمي.. - إغلاق الباب الرئيسي أمام الحالات المستعجلة وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول من يعطي الأمر بإغلاقها أمام المواطنين وهو ما يتناقض مع تنزيل الدستور الجديد الذي يروم تعميم الخدمات الصحية؟ -الفقر المدقع في الأدوية والتجهيزات والموارد البشرية لساكنة تتجاوز 90 ألف نسمة .. كما أن جل الأطباء من المتدربين . -الغياب الدائم للطبيبة المكلفة بالترويض مما يخل بالمواعيد التي تعطيها للمرضى وترهق نفسيتهم من خلال طول فترات الانتظار! مراسلة خاصة