ويسألونك عن الأعطاب بمستشفى محمد السادس ؟ «سيرو اليوم مكايناش التحاليل را الضوء مقطوع»، «غدا رجع تدير ليكوغرافي معندناش الضو اليوم»، «الراديو واقف راه الضو مكاينش» بهذه العبارات يواجه المواطنون الوافدون يوميا على مستشفى محمد السادس وأغلبهم قطع مسافات طويلة من بادية أبي الجعد، مشكل المحول الكهربائي لازال قائما منذ افتتاح هذه المؤسسة الصحية بالمنطقة والتي تنعدم إلى ابسط الخدمات الصحية لأزيد من 100.000 ألف من السكان: فالموارد البشرية تكاد تكون منعدمة وقد تتفاقم بعد قرب تقاعد مجموعة منها، وانعدام أيضا شبه كلي للأطباء الاختصاصيين، أما واقع البناية فحدث ولا حرج: جدران تتآكل يوميا مع تسربات مسترسلة للماء وأشياء أخرى، أبواب خشبية بدأت تفقد لونها رغم حداثة البناية إضافة إلى واقع المرافق الصحية التي هي في وضع غير صحي... النساء في وضعية الولادة والأطفال المهددون بلسعات ولدغات العقارب والأفاعي يعرفون ميسبقا بأنهم مجبرون على تقبل جملة «سيروا لخريبكة» فإذا كان الوضع كذلك لماذا لا تغلق وزارة الصحة هذا المستشفى وتضع فوقه لافتة سيروا لخريبكة. مستوصفات أطلال تتشكل دائرة أبي الجعد من ثمانية جماعات قروية يتوفر جلها على مستوصفات وأطباء يقطنون في البيضاءوخريبكة و..ولا يكلفون أنفسهم عناء الانتقال والاستقرار قرب مقرات عملهم احتراما لقسم المهنة الذي أدوه عند تخرجهم: عند زيارة المريض القادم من الدواوير القاصية على رجليه أو مستعينا بالدواب لأحد هذه المستوصفات لن يجد إلا الممرض أما الطبيب فقد أوصى بالاتصال به عبر الهاتف إذا حضر مسؤول من الصحة أو الداخلية، كما يوصي كذلك بنقل الحالات المستعصية إلى آبي الجعد أو خريبكة. وبعض هؤلاء الأطباء لا يحضرون إلى مستوصفاتهم بالمرة وان حضروا يكون ذلك خلال التدشينات الرسمية أو خلال الأسواق الأسبوعية وكذا عند نهاية كل شهر في انتظار المهية بلغة إخواننا المصريين... فلا دواء ولا علاج ولا اطر مما حول هذه المستوصفات إلى أطلال في انتظار تدخل الوزارة الوصية التي ذهبت كل الصيحات إليها في واد.