عرفت ندوة «الفضاء المغاربي في ضوء الربيع العربي» التي نظمها مركز محمد بنسعيد آيت إيدر للأبحاث والدراسات أمس بمدينة الدارالبيضاء، حضوراً وازناً لشخصيات مغاربية وعربية من جيل الرواد والمقاومة والمؤرخين لحقبة من الكفاح من أجل الاستقلال، ومن أجل بناء الكيان العربي. التدخلات وقفت في الفترة الصباحية على التذكير بأهم المحطات لبلورة فكرة المغرب العربي قبل الاستعمار وتطورها داخل الحقبة الاستعمارية، وانكشاف تطور فكرة القطرية بعد الاستقلال، حيث أشارت المداخلات الى فكرة الاتحاد الفيدرالي كمشروع سياسي جاء به مؤتمر طنجة ووقف عند حدود الإعلان لاغير ثم تجربة الاندماج الاقتصادي، حيث ظلت الفكرة حبيسة الاجتماعات وصولا إلى دورة تونس 1994، والتي أعلنت موت الاتحاد المغاربي ولم تتم الانطلاقة أبداً، حسب المتدخلين، وخلصت المداخلات الى أن عوامل الدين والتاريخ واللغة لم تعد كافية لبناء المغرب العربي، فلابد من المأسسة والديمقراطية. المتدخلون من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ولبنان وغيرها، أكدوا على دور الشباب والمجتمع المدني اليوم في بناء المغرب العربي والحفاظ عليه، ما يعني حسب المتدخلين، أن مغرب الشعوب يجب أن يتحقق وبضمانات المجتمع المدني والشباب. وأشارت إحدى المداخلات إلى الدور الكبير الذي لعبه قادة كبار من أمثال المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري ومحمد بن سعيد أيت إيدر، ودورهم الكبير في التلاقي المغاربي والعربي ودعم كل أشكال الوحدة. وتأسف المتدخل، لأن تدخل المهدي لدى عبد الناصر من أجل المصالحة مع حزب البعث آنذاك، كان سيساهم في الوحدة العربية مبكراً، لكن جهود المصالحة لم تنجح. وأشار ذات المتدخل إلى أن المغرب أول من سير المسيرات المليونية، دعماً للشعب الفلسطيني قبل أن يأتي بها اليوم الربيع العربي. الندوة التي تستمر، حسب برنامجها، حتى مساء أمس بمداخلات أخرى لعدد من الفعاليات، جاءت حسب أرضيتها، بعدما أصبح المغرب الكبير في صلب الانشغالات الفكرية والمعرفية للباحثين والأكاديميين والمهتمين بقضايا المواطنة على حد سواء لإعادة التفكير والتأهيل في موضوعه بمقاربات جديدة وفق زوايا نظر ومرجعيات مختلفة، وشددت الأرضية على أنه بعد الحرب الباردة أصبح التموقع في كيانات جهوية وإقليميةوطفت فكرة المغرب العربي على السطح، ولكنها أضحت مجرد سراب وذكرى. وأكدت أرضية الندوة على أن الغرض منها هو الإسهام في تدشين نقاش علمي رصين وفتح حوار بين الأجيال المغاربية... كما تنشد الندوة رصد وتحليل أثر المتغيرات المغاربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا والأزمةالاقتصادية العالمية على مستقبل البناء المشترك للمغرب العربي.