شهدت عملية شتاء 2012 الخاصة بالأشخاص دون مأوى من المشردين، الذين يعيشون بالشارع العام، والتي انطلقت تفاصيلها في 12 دجنبر2011، وكان من المفروض أن تنتهي رسميا في 31 يناير 2012، إحالة 879 مشردا على المركز الاجتماعي تيط مليل، وذلك إلى حدود يوم الاثنين 20 فبراير الجاري، وهي العملية التي لاتزال متواصلة على اعتبار أن فترة البرد القارس لهذه السنة جاءت طويلة أكثر من المعتاد، وزادت قساوتها قلة الأمطار، مما جعل إدارة المركز ، بمعية السلطات المحلية على صعيد ولاية الدارالبيضاء الكبرى، تواصل عمل وحدات المساعدة الاجتماعية التي تقوم بجمع من لامأوى لهم وإحالتهم على المركز «من أجل العناية والاهتمام بهم، وتقديم الخدمات الطبية لمن هم في حاجة إليها ، على أنهم يبقون بعد الاستحمام، والاستفادة من الملبس والمأكل والمشرب، والمبيت، أحرارا في اتخاذ قرار المكوث بالمركز أو مغادرة أسواره»، في حين لاتشمل الحملة السيدات/المتسولات اللائي يكن مرفوقات بأطفال، وذلك «من أجل سلامة هؤلاء الأطفال التي تتطلب معايير ومواصفات خاصة، والحوامل، والأشخاص الذين تحمل أجسامهم تداعيات خضوعهم لعمليات جراحية كمن خضع لزرع معدات حديدية ، على سبيل المثال». المركب الاجتماعي الجهوي دار الخير تيط مليل المتواجد بالجماعة القروية سيدي حجاج وادي حصار بعمالة إقليم مديونة، استقبل خلال هذه المدة 810 من الذكور، مقابل 68 من النساء وطفل واحد، واحتلت عمالة آنفا المرتبة الأولى بإحالتها لأكبر عدد من المشردين والمتمثل في 332 ذكرا، 35 أنثى، والطفل الوحيد الذي أحيل على المركز، متبوعة بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، ب 291 مشردا، و12 مشردة، فعمالة مقاطعة الحي الحسني التي أحالت وحداتها الاجتماعية 119 مشردا ذكرا، وتسع إناث، في حين جاءت عمالة مقاطعة عين الشق في آخر القائمة بإحالتها لثمانين مشردا ضمنهم 12 مشردة أنثى. وفي السياق ذاته تمكنت إدارة المركز الاجتماعي تيط مليل، ومن خلال الوسيطات الاجتماعيات، من إدماج 540 حالة بوسطها الأسري بعد القيام بعمليات للاتصال والتواصل المكثفة مع عائلات عدد ممن يبيتون في العراء، والتي أثمرت عودتهم إلى حضن أسرهم . وتعرف فترة الشتاء من كل سنة، تساقط عدد من المشردين في الشارع العام بفعل برودة الطقس والوهن، الذين يلقون حتفهم عند هذه الناصية أو ذاك الملتقى، وعلى جنبات خط السكة الحديدية، والذين يفضل عدد منهم تجاهل اليد الممدودة التي توجهها لهم السلطات المحلية من اجل نقلهم إلى المركز، وذلك لكون أغلبهم يفضل الجلسات الخاصة مع باقي المشردين التي تؤثثها جرعات الكحول الحارق و «الشيفونات» المدهونة باللصاق، أو تلك المستنشقة عن طريق الأكياس البلاستيكية، ولفافات السجائر الرخيصة، التي تزيد من تأزيم وضعيتهم، حيث تجدهم منتشين بها ولايبغون عنها بديلا!؟