أعلنت مصالح الإدارة الترابية على صعيد العاصمة الاقتصادية ابتداء من يوم الاثنين 12 دجنبر الجاري، عن انطلاقة عملية الأشخاص بدون مأوى لشتاء 2011 2012، تزامنا وموجة البرد التي تشهدها بلادنا، وهي الحملة/المبادرة التي ستمتد إلى غاية يوم الثلاثاء 31 يناير المقبل. وتستهدف هذه الخطوة التي تتم بتنسيق بين السلطات المحلية ووحدات المساعدة الاجتماعية، جمع الأشخاص المشردين ومن لامأوى لهم ممن يتخذون من الشارع العام مسكنا لهم بهدف نقلهم صوب مقر مأوى المركز الاجتماعي دار الخير بتيط مليل ، من أجل تقديم الرعاية لهم وحتى يحظوا بالعناية اللازمة، بالنظر إلى الظروف المناخية المتميزة بقساوتها والتي تشكل خطرا على حياة هذه الفئة من المواطنين من الجنسين ومن مختلف الأعمار. سقوط المشردين خلال فصلي الخريف والشتاء من كل سنة كما هو سقوط أوراق الأشجار الصفراء أرضا، أصبح أمرا معتادا، بل أنه ، وبمرارة مطلقة، أضحى لايحرك أية مشاعر للرأفة والشفقة لدى البعض، وبات تجاوز أجساد المتسكعين المتكومين تحت بطانيات رثة وقطع «الكارطون» عند هذه الناصية أو تلك، شأنا مألوفا، وذلك بالنظر لأعدادهم المتزايدة بالمساحات الخضراء، وعلى طول خط السكة الحديدية، وبالعنق والممر تحت ارضي ل «الكرة الأرضية»، وكذا على امتداد جنبات المحطة الطرقية لاولاد زيان .. وغيرها من المواقع والفضاءات، التي أصبحت مؤثثة بهذه الشريحة، التي منها من يرفض أن يغادر هذه الأمكنة العامة صوب مركز تيط مليل رغم المجهودات المبذولة من طرف الجهات المعنية لسبب ذاتي مرده إلى الوحشة التي قد يحس بها هناك، في حين أن البعض يرده إلى تعامل قد يكون لاإنسانيا ويتميز بالقسوة من طرف بعض القائمين، وآخرون يرون بأن مصيرهم سيكون الطرد بمجرد ولوجهم أسوار المركز! الوضعية الصحية المتردية لأعداد المشردين التي تؤثث تراب وأحياء العاصمة الاقتصادية، وإدمان بعضهم على الكحول الحارق، والأسمال التي يرتدونها مقابل الطعام الهزيل، كلها عوامل تجعل من استمرار حضورهم في الشارع العام أمرا غير مقبول ويتطلب اتخاذ تدابير إجرائية إدارية وإنسانية من أجل احترام آدميتهم وضمان حقهم في الحياة والعيش الكريم، والتي تشكل الحملة الحالية ركنا من أركانها، والتي تبقى ظرفية وفي حاجة إلى معالجة شمولية.