نظمت مجالس الهجرة، حقوق الانسان، ومجلس المنافسة ،وهيئة محاربة الرشوة تكريما للمناضل التونسي والمتوسطي كمال الجندوبي ، بعد 16 من المنفى بفرنسا عاد إلى تونس بعد هروب بنعلي وترأس اللجنة الوطنية التي اشرفت على الانتخابات والي كانت وراء مرور الانتخابات بعد الثورة في ظروف ميزتها الشفافية والثقة .كمال الجندوبي هو أيضا مناضل حقوقي بتونس وبالمنطقة المتوسيطة من خلال انخراطه في العديد من المنظمات بالمنطقة.وقدمه الى الحاضرين إدريس اليومي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان بالقول « انه رفيق الدرب الطويل من اجل الديموقراطية « وجاء هذا التكريم بعد سلسلة من اللقاءات حول الحراك بالمنطقة العربية الذي نظمته المجالس طيلة ايام المعرض الدولي للكتاب حول ليبيا،تونس،سوريا ومصر.من اجل التفكير في التحولات التي تعرفها المنطقة،وحضر هذا الكريم لتونس في شخص كمال الجندوبي مشيل توبيانا رئيس الرابطة الدولية لحقوق الانسان والرئيس الشرفي اليوم، مختار الطريفي، الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، خديجة الشريف رئيسة الجمعية التونسية لديموقراطيات و مهند الحسن ناشط حقوقي سوري ومعتقل سابق. مشيل توبيانا رئيس الرابطة الدولية لحقوق الانسان والرئيس الشرفي اليوم قال في شهادته «لم يكن متوقعا أن أتدخل ،كان بامكاني ان أتكلم تلاثة ساعات مثل كاسترو حول كمال الجندوبي ،انا اليوم في المغرب من اجل لقاء جمعيات المجتمع المدني والسلطات العمومية المغربية ،بصفتي مناضل قديم والتحولات التي وقعت أعطتنا الحق وأنصفتنا ، ما قمنا به هو من اجل الحرية ومن اجل الكرامة كان مفيدا ،كان الشائع ان جنوب المتوسط ليس في حاجة الى نفس الحرية كما في الشمال ، ما وقع في المنطقة ليس له مرجعية ،بل صنع بعين المكان في النضال ضد الديكتاتورية ، ما وقع غير حياتنا وغير حياة اشخاص مثل كمال الجندوبي الذي عاد إلى تونس ،وفي الطريق إليكم في زحمة المواصىلات بالدار البيضاء ،فكرت فيه وفي الكلمة التي أريد قولها في حق كمال ، الكلمة التي فرضت نفسها هي الرابطة بين الرجال ،رابطة بيننا وبين ضفتي المتوسط ويقوينا أن نقبل أننا أنفسنا نكون مرتبطين والشيء الثاني ،في هذه الرابطة هي مفهوم نقل المعرفة والتجارب و هو شيء صعب وكانت له قدرة خارقة تميز بها كمال الجندوبي وطبع بها الفورم المتوسطي .لماذا نناضل ونعاني لكن رؤية شعب يتحرر هي صورة جميلة ،رؤية كمال الجندوبي يعود الى بلده هو شيء جميل وعدد من اللقاءات هي لحظات جميلة أمتعنا بها..» بالنسبة لمختار الطريفي، الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان «كمال الجندوبي هو صديق ،وكل ما يتبع مبني على صداقة وحركة حقوق الانسان بتونس في العشرية الاخيرة لم تكن قادرة على التواصل لولا كمال الجندوبي،عندما خلقة لجنة احترام حقوق الإنسان بتونس لتعريف بقضاينا بالعالم الخارجي بعد خنق هذه المنظمة بالداخل وكان ينقل هذا الصوت الى باقي بلدان العالم ،مؤسسة المتوسطية لحقوق الإنسان قدمت دعما كبير للمنظمات المجتمع التونسي . ،كما لعب دورا كبيرا في هذا التحول ،عاد الى تونس في يناير 2011 بعد 17 سنة من الغياب وكان يوما مشهود لما عاد الى تونس . كما ترأس «الهيئة العليا للانتخابات بتونس» والكثير من الخصوم لم يتوقعوا نجاحه في هذه المهمة ،لكن كمال الجندوبي أمضى ايام صعبة ووجد صعوبة مع التونسيين في طريقة العمل وفيما بعد ،قامت هذه الهيئة بعمل شفاف وكبير وتم نجاح هذه الانتخابات.هناك من الاصدقاء من يقول نجحت الانتخابات لصالح النهضة بسببه وخصومه يقولون لولا هو لكانت النهضة حققت الاغلبية الساحقة وهو ما يعني نجاحه في عمله . وماذا لو لم تستمر لجنة الانتخابات ،لن يمكننا ان نضمن نجاح الانتخابات المقبلة والقانون المنظم لسلط العمومية يطالب بخلق منظمة مستقلة للانتخابات لوجود فراغ تشريعي ووثائق اللجنة لمن ستسلم؟ والحكومة الحالية لا ترغيب في استمراره في رئاسة هذه اللجنة. نحن فخورون بما انجز كمال الجندوبي ولكن المخاطر متعددة اولا تنامي التطرف الديني وسكوت الحكومة على مد السلفية وهو مد قادم من الشرق ويدفعون الى الفتنة في تونس وحسب وزير الداخلية نفسه هناك فئات متطرفة تدخل السلاح من ليبيا والحكومة الحالية لا تقوم بما يكفي من اجل الحفاظ على استقرار الوضع .» ويضيف الحقوقي التونسي ،»الهجوم على المكاسب الحداثة اليوم ،والحكومة الحالية تقوم بهجوم على الإعلام ،وهذا يهدد مكاسب الثورة واليوم المجتمع التونسي فيه حيوية وان لا احد يمكننا إن يعود بنا إلى مربع الاستبداد.الأمور مازالت صعبة، لكن لا احد يمكن ان يرجعنا إلى الوراء». خديجة الشريف رئيسة الجمعية التونسية لديموقراطيات قالت بدورها «ليس سهلا الكلام على كمال المناضل والصديق ،لكي اكون موضوعية، معارك 20 سنة الأخيرة نجحت وقد نجحنا وكمال الجندوبي كان على رأس هذه المعارك ،ولعب دورا في التعريف بالعمل النضالي بفرنسا وفي بلدان أخرى وعملية الضغط اللوبي في مختلف المؤسسات وهو عمل أساسي واسم كمال الجندوبي سوف يكتب في التاريخ التونسي ولعب دورا كبيرا في فترة التحول الديمقراطي ،ورغم النضال وحرمانه من جوازه والمنفى ، لم يكن يعرفه احد بتونس اي بالداخل وهذه الانتخابات كانت فرصة خاصة لمعرفته والعمل الذي يقوم به ،كان الناس ينتظرون 5 ساعات من اجل التصويت وهذا شيء سوف يحفظه التاريخ ،ومن في السلطة اليوم بتونس لا يرغبون في وضع هذه السلطة بشكل رسمي. وكان يشارك يفي كل النقاشات العميقة حول مختلف القضايا التي تعرفها تونس» . و»اليوم القضية الأساسية بتونس هي قضية المرأة ،هي الأساس وكانت النهضة خلال الانتخابات تسوق صورة الحزب الإسلامي بتركيا وصورة الحزب المعتدل لكن الخطاب أصبح مخالفا بعد الثورة ، وألان يطالبون أن يكون مصدر القانون والتشريع الشريعة، هل النهضة تلعب دور النظام السابق، أننا نحن ضمانة ضد السلفية التي تهددكم وهو نفس الخطاب الذي لعبه النظام السابق.» وما يعطي الأمل حسب خديجة الشريف هو تحرك الجميع في المجتمع التونسي واضافت نحن ما زلنا في حاجة الى تجربة كمال الجندوبي .» مهند الحسن مناضل سوري كان مسجونا وممنوعا من جواز السفر وهو اليوم لا جئ بالولايات المتحدةالأمريكية وقال في شهادته «الجميع يعرف الوضع في سوريا وجئت لتقديم شهادتي وقبل تاريخ اعتقالي ،خلال سنوات الرصاص مازلت اذكر الاعتقالات في سوريا وكيف كنا نحاصر بسوريا كلما جاء كمال الجندوبي لزيارتنا وكيف كان يحافظ على هدوئه عندما تحاصرنا المخابرات السورية ، وكان يقوم بكل ما بوسعه خوفا علينا ومن اجل سلامتنا.» طبعا هذا التكريم جاء بعد سلسلة من اللقاءات نظمتها المجالس حول الربيع العربي بعدد من البلدان العربية مثل ،ليبيا،سورية ،تونس ومصر.وكان اختيار كمال الجندوبي موفقا لما قام به خلال عقود من معرك من أجل حقوق الإنسان سواء من أجل بلده تونس أو بالمنطقة المتوسطية على العموم.