الناشط الحقوقي كمال الجندوبي أول العائدين إلى تونس بدأ أمس الاثنين العديد من المنفيين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان بالعودة إلى تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، على إثر ما بات يعرف بثورة الياسمين التي شهدتها تونس في الأيام الأخيرة. وقد يكون أول من وصل إلى مطار تونس العاصمة، صباح أمس الاثنين، الناشط الحقوقي كمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان ومؤسس لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وفق ما أكدته، مباشرة من تونس، أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في اتصال أجرته معها بيان اليوم. وقالت أمينة بوعياش التي كانت تتواجد بمطار تونس العاصمة رفقة أعضاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونشطاء حقوقيين بتونس، «نحن ننتظر وصول المناضل الحقوقي كمال الجندوبي من منفاه بفرنسا» مؤكدة على أن العديد من المنفيين على عهد النظام السابق بدؤوا في العودة إلى وطنهم تونس. بالإضافة إلى العديد من المراقبين الدوليين في مجال حقوق الإنسان الذين بدؤوا يتقاطرون على تونس لأن الوضع مثير للانشغال. وأضافت أمينة بوعياش، في حديثها للجريدة، أن الأمور في تونس غير مستقرة ولم تعد بعد إلى وضعها الطبيعي، مؤكدة استمرار تبادل إطلاق النار بين الجيش الجمهوري وميلشيات من الحرس الرئاسي. وذكرت رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، أن المدافعين عن حقوق الإنسان يتطلعون إلى الأمن والاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية العادية، مشيرة إلى أن هناك طوابير من المواطنين أمام بعض المتاجر المفتوحة، على اعتبار أن أغلب المتاجر بقيت مغلقة بالإضافة إلى محطات البنزين والبنوك التي ظلت هي أيضا مغلقة على غرار العديد من المنشئات العمومية والخاصة، ما يدل على أن الوضع استثنائي. نشير إلى أن كمال الجندوبي الناشط التونسي في مجال حقوق الإنسان والمنفي في فرنسا منذ 16 سنة، كان قد أعلن أول أمس الأحد، أنه عائد إلى تونس بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، وصرح رئيس الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان ومؤسس لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، لوسائل إعلام فرنسية بمطار أورلي بباريس، أنه عائد إلى مسقط رأسه الذي افتقده كثيرا، كما أنه فضل العودة في ظل هذه الأجواء الاستثنائية، حتى يعيش ما وصفه ب «الحلم». وقال كمال الجندوبي في تصريح لوكالة فرنس بريس «سأزور قبر والديّ اللذين لم أرهما عندما توفيا، وأريد أن أستنشق رائحة البلاد والعودة إلى إحياء طفولتي وأن أعانق عائلتي وأصدقائي». ومعلوم أن السلطات التونسية على عهد الرئيس بنعلي، كانت قد منعته من العودة إلى وطنه منذ سنة 1994، بسبب نشاطه في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، كما حرم من جواز سفره منذ سنة 2000، ولم يتمكن سنة 2005 من حضور تشييع جثمان أبيه الذي توفي دون أن يتمكن من أن يلقي عليه نظرة الوداع.