وجّهت فرنسا أمس الثلاثاء للمغرب تعبيرا عن رأيها بعدم تفهم دواعي المنع الذي طال رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، كمال الجندوبي، من دخول الأراضي المغربية فور قدومه إليها عبر رحلة جوّية عادية.. وجاء التعبير عن هذا القرار ضمن بيان عُمّم من قبل وزارة الخارجية الفرنسية. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية تصريحا منسوبا ل "بِيرْنَارْ فَالِيرُو" بصفته متحدثا رسميا باسم وزارة الخارجية الفرنسية يقول ضمنه: "لقد عبرنا للسلطات المغربية عن عدم فهمنا لدواعي رفضها السماح للجندوبي بدخول الأراضي المغربية في ال30 من شهر شتنبر الماضي".. قبل أن يضيف: "نحن نعتمد على أن يقوم المغرب بمتابعة تعاونها مع الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الانسان طالما أن السلطات القنصلية الفرنسية قدمت خدمتها إلى المواطنين الفرنسيين الذين كانوا برفقة الجندوبي في تنقّله للمغرب". وفي الوقت الذي لم توضّح وزارة الخارجية الفرنسية توجيه البيان المعمّم بشكل رسمي إلى حكومة الرباط إلاّ أنّ الناطق الرسمي باسم خارجية حكومة فرنسا قال بأنّ باريس في اتصال مستمر مع المغرب حول منع الجندوبي وعدد من القضايا المشتركة المُشابهة. وقد كان الناشط الحقوقي كامل الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، قد طرد الخميس الأخير من المغرب دون أن يشارك بمقر المسرح الوطني محمّد الخامس في لقاء مرتقب مع عشرات المنظمات غير الحكومية المغاربية حول "نشاط حركة حقوق الانسان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا".. إذ صرح الجندوبي وقتها بأن لديه "مؤشرات تدل على أن السلطات التونسية تقف وراء ذلك". كما أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بلاغ لها عُمّم الجمعة الأخيرة، عملية الطرد المغربي التي نالت من الحقوقي كامل الجندوبي، ووجّهت مطالبها صوب السلطات التونسية بالكف عن مطاردة هذا الناشط الفرنسي التونسي.. إذ قالت الرابطة في بيان وقعه رئيسها مختار الطريفي بأن "طرد الجندوبي قد جاء على الأرجح بسبب ضغوط مارستها السلطات التونسية على نظيرتها المغربية". حري بالذكر أنّ كمال الجندوبي البالغ من العمر 58 عاما يعدّ معارضا معروفا للسلطات الواسعة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وأحد الحقوقيين التي فعّل في حقّه الأذناب من الإعلاميين التونسيين حملات إساءة بالجملة من فوق صفحات الجرائد.. وهو ما حذا بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى دعوة النظام الحاكم ببلدها وقف التحرشات بالمدافعين عن حقوق الإنسان.