منعت السلطات المغربية رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان كمال الجندوبي الذي يقيم بفرنسا أمس الخميس من الدخول إلى أراضيها للمشاركة في اجتماع "لرابطة حقوق الإنسان" في المغرب، حول وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في الوطن العربي. وفور هبوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية التي كانت تقله إلى الرباط، أمرت السلطات المغربية كمال الجندوبي بالبقاء بداخلها وعدم الخروج منها لأسباب غير معروفة. وقال الجندوبي:" لقد بقيت داخل الطائرة طوال ليل الخميس/ الجمعة بصحبة قائدها، ثم عدنا بعد ذلك إلي باريس على متن نفس الطائرة المكتظة بالمسافرين". وواصل: " كانت الطائرة مراقبة من عدد لا يحصى من رجال الشرطة. حتى مسؤول أمن مدينة الرباط جاء إلى المطار لتفقد الوضع، كأنهم ألقوا القبض على إرهابي خطير أو مهرب دولي للمخدرات". السلطات التونسية ضغطت على المغرب وبشأن أسباب منعه من دخول الأراضي المغربية، قال كمال الجندوبي:" أعتقد أن الأمر لا يتعلق بمواقفي إزاء وضع حقوق الإنسان في هذا البلد. المغرب يعرف جيدا كيف أفكر، والدليل على ذلك أنني سافرت إلى الرباط قبل شهرين ودخلت من دون عوائق". وواصل:" لقد تحدثت هاتفيا منذ بضعة أيام مع سفير المغرب بباريس ومسؤولين كبار في الحكومة المغربية ولم يخبرني أحد بوجود أي مشكلة بيني وبين بلادهم". واتهم المناضل التونسي بالمقابل بلده، تونس بالوقوف وراء هذا القرار. "أعتقد أن السلطات التونسية هي التي ضغطت على المغرب لكي يمنعني من الدخول. تونس تناقش حاليا مع الاتحاد الأوروبي إمكانية الحصول على مكانة شريك اقتصادي مميز، وبالتالي لا تريد أن ينتقدها أحد، بالرغم من أن الاتحاد الأوروبي اشترط منها تحسين وضع حقوق الإنسان وتجسيد الديمقراطية على أرض الواقع منظمات حقوق الانسان تندد بتصرف المغرب وتعتبره غير قانوني ورغم الجهود التي بذلتها السفارة الفرنسية في الرباط من أجل إخراج الجندوبي من الطائرة، إلا أنها باءت جميعها بالفشل . " لقد اتصلت هاتفيا بدبلوماسي فرنسي في الرباط انتقل إلى المطار، لكن الأمن منعه من الصعود إلى الطائرة لملاقاتي". وأعربت بعض منظمات حقوق الإنسان في بيان نشر الجمعة عن إدانتها لهذا العمل غير المبرر وغير القانوني والذي يدل على مدى تعاون أجهزة الأمن في دول المغرب العربي على إهدارها لأبسط حقوق الإنسان الأساسية. وطالبت المنظمات السلطات المغربية اتخاذ قرار بعودة السيد كمال للمغرب، والاعتذار إليه جراء هذا الإجراء المتعسف. وقرر المناضل الفرنسي التونسي كشف ملابسات هذه القضية في مؤتمر صحفي ينظمه الأسبوع المقبل.