قال الشاعر والروائي حسن نجمي إن الشعر عصب تجربته الابداعية واعتبره في الآن ذاته هويته، مؤكدا «أن الشعر هويته النصية الحقيقية». وقال نجمي، مساء الخميس في لقاء ««ساعة مع كاتب»، نشطه الباحث والناقد نجيب العوفي، «إن «الشعر كان منطلق مساري الإبداعي غير أنني أقرر تجريب أجناس إبداعية أخرى. وأوضح نجمي، خلال هذا اللقاء الذي تمحور حول تجربته الإبداعية في مجال الشعر والرواية والصحافة أيضا، إنه بالرغم من كونه يمتطي صهوة التجريب بين الفينة والأخرى لأجناس أدبية أخرى، كان دائما يجد نفسه مضطرا للعودة إلى أفقه الشعري. وبخصوص جائزة المغرب للشعر، التي نالها هذه السنة بعد إصداره لتسعة دواوين، قال نحمي ««كنت أخشى أن أفوز بالجائزة في جنس الرواية»، مضيفا، مع اعتزازه الكبير بالانتساب إلى الرواية «كنت سأشعر بها كشتيمة»» مشيرا إلى «أن الذي فاز هو العمل الشعري وليس الشاعر». وتوقف الروائي حسن نجمي خلال هذا اللقاء، الذي حضره ثلة من المثقفين والاعلاميين يتابعون فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب، عن تجربتيه الروائيتين «الحجاب» و«جيرترود»، وأشار الى المتواليات التي مكنت من إخراجهما الى الوجود، ونسج الاحداث التي تشكل بنيتهما، أشخاصا ومجالا وفضاء. وذكر نجمي بالرغبة التي كانت تشده في «الحجاب» الى الكتابة السردية عن الفضاء وإيمانه بالاختلاف من أجل الخروج بالرواية المغربية من المحلية إلى الكونية في «جيرترود» قائلا ««كنت واعيا أنني أكتب نصا مغربيا منفتحا»». كما تطرق إلى ما يكتنف الرواية المغربية من تكرار في البنيات، والحكايات والشخصيات، مشددا على أنه «آن الأوان كي نغير الاتجاه «البارابول» وأن تغير الرواية، التي تصر على ان تكون محلية، اتجاهها.. نكتب ليقرأنا الآخرون ونكون قريبين من وجدانهم». وبالموزاة، قال نجمي إنه من الطبيعي أن الاعلان عن جوائز بمختلف المحافل يثير ردود فعل. واعتبر «ان الأمر غير مستجد وقلما نجد الأوساط الاعلامية تقول إن الفائز يستحقه جائزة ما بالرغم من الاختلاف معه». وبخصوص اتحاد كتاب المغرب، أكد حسن نجمي أنه مؤسسة قائمة الذات كانت دائما «تجسيدا للصراع بين المجتمع والدولة» التي حاولت «الالتفاف عليها». وذكر نجمي أن اتحاد كتاب المغرب تمكن، على مدى أجيال، من الحفاظ على استقلاليته وعلى مكانته الرمزية منذ إنشائه. وشدد نجمي على ضرورة استعادة اتحاد كتاب المغرب أوجه من خلال تخطي «صعابه» ،وذلك عبر انعقاد مؤتمره في الأيام القليلة القادمة، يسبقه انعقاد مجلسه الاداري ولجنته التحضيرية. كما استحضر الصحافي تجربته الاعلامية في جريدة الاتحاد الاشتراكي، وتناول على الخصوص الحوارات المطولة التي أجراها للجريدة مع شاعر الزجل المصري أحمد فؤاد نجم والمناضل والوطني الفقيه البصري وعالم المستقبليات المهدي المنجرة». ولم يخل اللقاء من استحضار امتداد الفعل الابداعي في الاسرة، حيث قال برقة إن أسرته ربما أصابتها منه عدوى الكتابة فانتشرت بين أفرادها، حيث يريد الجميع أن يكتب، ولفت الانتباه الى ان زوجته عائشة البصري كانت دائما شاعرة مبدعة منذ أيام الدراسة، مشيرا إلى أنها تأخرت في نشر اعمالها، وشبه ذلك بمخاض حبلى تنتظر لحظة الولادة، واستغرب الربط غير المنطقي الذي فرضه البعض بين إبداعاتها وبينه كشاعر، واستبعد أن يكون له الفضل عليها، لا نشرا ولا كتابة عكس ما يعتقد البعض.