أكدت مصادر مطلعة أن الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع ممثلي منطقة تازة بالبرلمان ومجلس المستشارين لم يخلص إلى نتائج محددة، واكتفى الاجتماع بتشكيل لجنة يرأسها مدير ديوان عبد الإله بنكيران والبرلمانيين الخمسة عن المنطقة وممثلي القطاعات الحكومية المعنية بتقويم أوضاع المنطقة التي مازالت تعيش الهشاشة والتهميش. وحسب ذات المصادر، فإن الاجتماع، الذي عقد مساء السبت، واستمر أزيد من ساعتين، حضره وزراء العدل والحريات والداخلية والشغل والناطق الرسمي باسم الحكومة ورئيسها عبد الإله بنكيران، وحضره عن الفريق الاتحادي الأخ عبد الخالق القريوطي ممثل الاتحاد عن مدينة تازة، قد وقف على الخصاص المهول في التجهيزات في كافة القطاعات الاجتماعية، في التعليم والصحة والطرق، وهو ما يجعل إقليمتازة من المناطق المغربية التي لم تعرف «تأهيلا حضرياً». وأثار الحاضرون مع رئيس الحكومة ما عرفته مباراة الداخلية لتشغيل عدد من الأطر، حيث قاطعها العديدون ومنع منها آخرون بسبب الأجواء التي رافقت إجراء المباراة، وكذلك العدد القليل من المقاعد المخصصة للمنطقة، مطالبين بإعادة النظر ومعالجة وضعية حملة الشهادات المعطلين بما يضمن حقهم في الشغل والكرامة، وكذلك طلب من الحكومة مراجعة وضعية المعتقلين وتمتيعهم بالسراح المؤقت في انتظار إطلاق سراحهم، ومراعاة جو الاحتقان الذي تعرفه المنطقة. واتفق برلمانيو الاقليم على دعوة السكان والادارة الى تجاوز وضع الاحتقان ومباشرة الحوار الجاد، تجنبا لأي مواجهات في المستقبل. وطالب البرلمانيون، وضمنهم ممثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتأهيل المستشفى الاقليمي والنهوض بأوضاع المستوصفات مع دعمها بطاقم بشري مكون، وكذا مدها بالوسائل المطلوبة لتأهيل القطاع الصحي، وكذلك ضرورة التفعيل البرنامج الطرقي لفك العزلة عن مناطق الاقليم المعزولة، ومنها المناطق القروية وحماية مراكز الاقليم من تداعيات الفيضانات الموسمية. ونادى أعضاء اللجنة، كذلك، بضرورة خلق مندوبية للسياحة والاهتمام بالسياحة القروية والاهتمام بتأهيل المدينة القديمة، حتى تعود مركز جذب للسياحة، وكذلك الاهتمام بوضعية الدور الآيلة للسقوط ودعم المواطنين في إنقاذها، تفادياً لأية حوادث قد تقع. ووقف البرلمانيون على ضرورة خلق منطقة صناعية تجلب الاستثمار وتساهم في تشغيل اليد العاملة من أبناء المنطقة، وكذلك خلق نواة جامعية وحي جامعي بالمنطقة حتى يستفيد أبناءها من تعليم عال في المستوى وفي المتناول. يذكر أن المكتب السياسي والمعارضة الاتحادية في البرلمان عبرا عن قلقهما من المواجهات العنيفة التي عرفتها تازة، وتقدم الفريق بسؤال شفوي عاجل الى رئيس الحكومة حول سبل تجاوز الاحتقان في الوقت الذي يستمر مسلسل محاكمة المعتقلين غدا الثلاثاء بدفعة جديدة تطالب جهات حقوقية ومدنية بمراعاة الوضع المحتقن وتحديد الجهات المسؤولة عن المواجهات، حيث كانت التنظيمات المحلية للاتحاد الاشتراكي اتهمت عامل الاقليم بأنه كان وراء تأجيج المواجهات بالمنطقة نتيجة سوء تدبير الملفات المعروضة من طرف السكان وممثليهم.