من أجل تقوية قدرات المجتمع المدني في التحرك أثناء الكوارث من خلال وضع شبكة واسعة من المتطوعين المنتمين إلى الأحياء المستهدفة وتقوية روابطهم بالمؤسسات العمومية، ووضع فرق مدربة ومجهزة بهذه الأحياء إلى جانب قواعد متفق عليها للعمل المشترك، استفاد أزيد من 53 مسعفا ومسعفة من مشروع خاص بمسعفي القرب المتطوعين بإقليم مولاي يعقوب، الذي يعد ثمرة اتفاقية تعاون بين وزارة الداخلية وسفارة سويسرا تم إبرامها بالرباط سنة 2007، والذي عرف توسعا نوعيا وترابيا استجابة للحاجيات الضرورية لمسعفي القرب ليشمل بعد فاس عددا من المناطق التي تعيش من حين لآخر على إيقاع بعض الكوارث الطبيعية أو انهيارات متفاوتة المخاطر، وذلك من أجل وضع خرائط للتدخل وسيناريوهات الإخلاء والتصدي لها وتمكين المتطوعين من التكوين لدى مراكز الوقاية المدنية، وتقوية نظام التواصل بينهم وبين السلطات المختصة. وقد تم يوم الأربعاء بمقر العمالة تسليم شواهد الاستحقاق للفوج المتخرج من المتطوعين، الذين تلقوا دروسا نظرية وتطبيقات ميدانية في تقديم الإسعافات الأولية والبحث في الأنقاض، إضافة إلى طرق الانتظار والتنظيم لحظة الكوارث وكيفية التدخل في حالة الحرائق والفيضانات، خلال حفل ترأسه عامل الإقليم، الذي أشاد بروح التطوع لأعضاء فريق مسعفي القرب وتحملهم عناء التداريب التي خضعوا لها فكانوا بذلك مثلا للتضحية والروح الوطنية العالية. من جانبه أوضح دحماني أهمية برنامج مسعفي القرب المتطوعين، كإحدى الإجابات عن مجموعة الإكراهات التي تعيشها بعض المدن المغربية خاصة منها المدن العتيقة، المتمثلة أساسا في اختلال النسيج العمراني، نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل الطبيعية منها والبشرية، التي أدت إلى تآكله واهترائه، مشيرا إلى أن ال 72 ساعة التي تلي وقوع كارثة ما تعتبر الأكثر ملاءمة لإنقاذ حياة الناس، حيث يتعين على مسعفي القرب المتطوعين، الذين خضعوا للتكوين التدخل قبل وصول الفرق المهنية، بعد تمكينهم من حاويات مجهزة بالآليات المخصصة للإنقاذ التي تستخدمها فرق الإسعاف. ومن جانبه أبرز القائم بالأعمال بالسفارة السويسرية فابريزيو بوريتي، أن المغرب يعد البلد العربي الأول الذي يستفيد من هذا المشروع بعد إيران وتركيا، من أجل اكتساب خبرات في مجال تدبير المخاطر وتكوين مسعفين متطوعين وتمكينهم من آليات التدخل والسرعة والتنظيم للعمل بموازاة مع دينامية السلطات المحلية المختصة، مشيرا إلى أن هذا التكوين، الذي شمل ثماني مدن بالمملكة، تمليه الحاجة الملحة لمجابهة الأخطار والمساهمة في التخفيف من الآثار السلبية التي تخلفها الكوارث والأزمات، معتبرا أن هذا التعاون يعكس أيضا الاهتمام الكبير، الذي توليه سويسرا للخطوات الهامة، التي حققها المجتمع المدني بالمغرب، مشيرا، إلى أن الوعي بالمخاطر معطى أساسي للتشجيع على الانخراط في هذا المشروع الذي سيساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، معربا عن استعداد سفارة بلاده لمساعدة هؤلاء المسعفين على القيام بواجبهم في أحسن الظروف. ومن جهته، أكد القائد الإقليمي للوقاية المدنية بفاس، أن الوقاية المدنية تعمل جاهدة، في إطار الشراكة التي تربطها بمشروع مسعفي القرب المتطوعين، على تقديم الخبرة المهنية اللازمة للقيام بعملية التكوين والتكوين المستمر لفائدة الفرق المتطوعة، وربط جسور التعاون المستمر مع مسعفي القرب، سواء في مراحل الإعداد لمواجهة الكوارث أو بعدها، إضافة إلى تقديم الدعم للفرق المتطوعة خلال المناورات أو إبان العمليات الميدانية.