كثر الحديث ، مؤخرا، عن الإهمال الذي طال الفضاء الأخضر المسمى «واحة الحسن الثاني للزيتون و النخيل» و التي تعد امتدادا لحدائق مراكش من " أكدال" إلى " الكولف الملكي" ، حيث طالتها أعمال حفر وتخريب والعبث بكل ما تتوفر عليه من مخزون بيئي نفيس يجعل مكتسبات سنين خلت في مهب الريح و أنامل أعوان أحسنت المحافظة عليها طي النسيان. «واحة الحسن الثاني » أو «الواحة» كما يصطلح عليها المراكشيون وزوار المدينة، تعد مفخرة لأجيال متعاقبة بصمت لحظة تاريخية حين أمر جلالة الملك الراحل الحسن الثاني بتهيئة هذا المجال ليصبح ياقوتة مراكش الخضراء. «واحة الحسن الثاني» هي أيضا أول محطة للحظة في الحياة الزوجية على اعتبار أنها مزار حقيقي للعرسان صبيحة اليوم الموالي لحفل الزواج و بالتالي فهي معتقد شعبي و «سنة من سنن» القفص الذهبي على غرار التقاليد العالمية و تعتبر فاتحة خير و إشراقة مضيئة ،في نظر البعض ،لأول يوم في الحياة الزوجية. لا أحد في مدينة مراكش أو المغرب عموما ،تسأله عن المتنفس الوحيد لمدينة مراكش و الفضاء الأكثر جاذبية لسكان المدينة و خصوصا قاطنة حي يوسف بن علي باعتبارها الفضاء الأخضر الوحيد و المنتزه العمومي لهذا التجمع السكني الهام وكذا دوره البيئي في ملامسة الطبيعة و الراحة و الانسلاخ عن مشاكل مراكش. أعمال حفر دامت لشهور و أكوام الأتربة تجدها في استقبالك على طول الحزام الأخضر و على امتداد الحديقة و التي تؤكد بالملموس إهمال السلطات المعنية لهذا الكنز الطبيعي الجذاب و جعله بين أيدي العابثين وبالتالي تكرار مآسي منتزهات و بساتين اجتثت أو نسيت أو كان إعدامها صامتا من لوبيات العقار. غرائب مدينة مراكش متواصلة و تناقضاتها في تناسل والفوضى في التدبير تبقى الطابع الرئيسي لكل ملف من الملفات المطروحة والتي تؤرق المواطن المراكشي و تحد من تفاعله مع الحياة اليومية. فرحمة ب«واحة الحسن الثاني للزيتون والنخيل» !