بمجرد إغلاق موقع ميغا أبلود وأشباهه، واعتقال القائمين عليه ،بطلب من وكالة المخابرات الأمريكية، تفاعل المئات من المغاربة مع هذا الحدث وشاركوا بكثافة على صفحة الفايسبوك الخاصة بالتنديد بإغلاق الموقع والتي وصل عدد المشتركين فيها إلى حدود أمس، 30 ألفا . احتجاج المغاربة على إغلاق موقع ميغا أبلود نابع من كونه الموقع الأكثر إقبالا في المغرب من قبل الراغبين في مشاهدة الافلام والموسيقى وتحميلهما مجانا. وفي اتصالنا بالكاتب العام للجمعية المغربية لمحاربة القرصنة، خالد النقري، أكد لنا أن إغلاق الموقع سيتضرر منه بالدرجة الأولى المعنيون بالقرصنة المادية، وعلى الخصوص تجار أفلام الديفيدي الذي أغلق في وجههم مورد هام لقرصنة الأفلام مجانا وبجودة عالية. واستطرد خالد النقري قائلا : «غير أن ذلك لا يمنع من كون المقرصنين المغاربة سيبحثون عن مواقع أخرى لتحميل الأفلام والموسيقى ، علما بأن التحميل عبر الأنترنيت هو وجه فقط من ضمن أوجه كثيرة لقرصنة الأفلام في المغرب»، مضيفا أن الأفلام المهربة من كندا، مثلا، ستستمر في تغذية سوق قرصنة الأفلام بالمغرب على اعتبار أن كندا غير مقيدة بقانون يمنع إصدار الأشرطة السينمائية على أقراص الديفيدي فور عرضها في القاعات. ويشكل درب غلف أحد المصادر الرئيسية لتوزيع النسخ الأولى للأفلام المقرصنة في المغرب ، وهو ما جعل الكثير من مروجي هذه التجارة يحرصون على الاشتراك في الأنترنيت ذي الصبيب العالي الذي يصل إلى 20 ميغا أوكتي، وهو ما يسهل عليهم تسريع عملية التحميل ، حيث لا يستغرق تحميل الفيلم الواحد أكثر من10 دقائق، وتأتي بعد ذلك عملية النسخ التي يتكفل بها فاعلون آخرون في شبكة القرصنة . وقد سهلت التكنولوجيات الجديدة وانخفاض أسعارها عملية نسخ مئات الأفلام في ساعات معدودة ، ثم تأتي بعد ذلك عملية التوزيع التي يتكفل بها آلاف الشبان المتوافدون على الدارالبيضاء من مختلف المدن والجهات بالمملكة. وتقدر الإدارة العامة للجمارك عدد الأقراص التي تعبر الحدود إلى السوق الوطني ما بين 45 و 60 مليون قرص ، تؤدى عنها 20 في المائة من الضريبة على القيمة المضافة ولا تتعدى نسبة الرسوم الجمركية إزاءها 2 في المائة، وهو ما يجعل القرص المدمج الواحد يساوي مابين 90 سنتيما و 1.10 درهم. ونظرا للأرباح الضخمة التي تدرها تجارة قرصنة الأفلام في المغرب، فإن هناك من يستورد حاويات مينائية بأكملها ملأى ب 30 ألف قرص ، ويقدر المراقبون رقم هذه التجارة المحرمة بالمغرب بمقتضى القانون رقم 32/00 الخاص بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بحوالي 200 مليون درهم سنويا . ورغم إغلاق موقع ميغا أبلود الذي يحتل المرتبة ال 13 من بين المواقع الأكثر إقبالا في العالم، والذي يتردد عليه نحو 50 مليون زائر يومياً، فإن المقرصنين المغاربة والمشاهدين العاديين لأفلام الستريمينغ شرعوا في تداول البدائل في ما بينهم على المواقع الاجتماعية.