ضرب ترامواي الدارالبيضاء «حصارا أبديا» على مستعملي شارع الفوارات عندما تم قطع أوصال الشارع عند نقطة الالتقاء ما بين شارع عقبة بن نافع والفوارات. الأمر لا يتعلق هنا بقطع مؤقت لشارع الفوارات إلى حين انتهاء أشغال السكة ، بل هو «قطع أبدي» بعد أن انتهت الأشغال الأولية وأزيلت الحواجز ليفاجأ مستعملو الشارع بارتفاع مستوى سكة الترمواي عند الملتقى وإقامة تجهيزات تؤكد فرضية قطع شطري شارع الفوارات عند ملتقى شارع عقبة بن نافع. سكان أحياء عادل، الداخلة، المسيرة، لمياء، عز الدين، فال الخير ، حي جمال وحي أولاد هرس ومجموعة من مستعملي هذا الشارع استنكروا قرار الإغلاق النهائي مستغربين في ذلك لكون الأمر لا يتعلق بشارع ضيق أو ممر أو زنقة، بل يتعلق بشارع رئيسي ومعبر يعتبر بمثابة متنفس للسيارات والدراجات النارية والحافلات بكل أشكالها وستكون لقرار الإغلاق تداعيات خطيرة على مستوى السير والجولان بالمنطقة، فإغلاق الملتقى الطرقي خلق وضعية جديدة على مستوى تحرك السيارات والحافلات بين ترابي مقاطعة الصخور السوداء والحي المحمدي في الاتجاهين معا، فالسيارات القادمة من اتجاه حي التيسر وأبي شعيب الدكالي والمتوجهة عبر تراب مقاطعة الصخور السوداء نحو مقاطعتي الحي المحمدي وعين السبع فرض عليها استعمال المنفذ الوحيد الذي تركه لها ترامواي البيضاء، وهو شارع الحزام الكبير والذي أصبح المرور عبره مجازفة خاصة عند تقاطعه مع شارع عقبة بن نافع ونقطة تقاطعه أيضا مع شارع ابن العذارى المراكشي، لتتوقف حركة السير ليس خلال أوقات الذروة، بل طوال النهار، وهو الأمر الذي كان يمكن تفاديه لو أنه لم يتم قطع شارع الفوارات على مستوى ملتقى شارع عقبة. المعروف أن شارع الفوارات كان بمثابة المتنفس الوحيد لشارع الحزام الكبير والمخفف عن حركة السير به فكان السائقون يسلكونه لتفادي الازدحام على مستوى شارع الحزام الكبير، خاصة وأن شارع الفوارات ليس بالشارع الضيق ، فهو يضاهي كبريات الشوارع بالعاصمة الاقتصادية، الأمر الذي يجعلنا نذهب إلى القول بأن الأمر يتعلق بقرار ارتجالي ستنجم عنه عواقب وخيمة على مستوى انسياب السير والجولان بالمنطقة وخلق وضعية جديدة جد متأزمة مالم يتم تداركه خاصة وأن الاشغال مازالت جارية ويمكن إصلاح الوضع. قرار قطع شارع الفوارات من بين مجموعة من القرارات الارتجالية التي صاحبت مشروع ترامواي الدار البيضاء والتي نبهنا إليها غير ما مرة ، وما وضعية هذا الشارع سوى نموذج لهذه القرارات ، وندعو مهندسي السير والجولان بالدار البيضاء لزيارة الأماكن التي تحدثنا عنها للوقوف على حقيقة أن ترامواي البيضاء سيخلق أزمة سير وجولان حقيقية سنجد أنفسنا غدا ملزمين بإصلاح أوضاع تسبب فيها قصر نظر القائمين على الشأن المحلي بمدينتنا.