على مدى عقود وتعاقب الأجيال اشتهرت شوارع عقبة بن نافع بسيدي مومن وشارع الشهداء بالحي المحمدي وشارع ابا احماد بالصخور السوداء وشارع محمد الخامس بسيدي بليوط بأشجارها الباسقة ونقاء أرجائها، لكن هذه الصورة خلال الموسم الحالي ومع بداية أشغال إنشاء ترامواي تغيرت وتشوهت نتيجة إزالتها لتفسح المجال لتحويل قنوات مجاري الوادي الحار من جهة وإقامة سكة ترامواي من جهة ثانية. لا أحد ينكر ضرورة إنشاء ترامواي للتخفيف من أزمة المواصلات بالولاية ومع ذلك لا يمكن التفريط في التشجير، ولكل هذه الاعتبارات، ونظرا لعدم وجود فضاءات ترفيهية بأغراس متنوعة نتيجة زحف آلاف أطنان الإسمنت المسلح بفضل منح الترخيصات بسخاء، ومن ناحية ثانية بسبب مظاهر التفريط والإهمال التي تسربت إلى المناطق الخضراء بالتدريج والأمثلة عديدة، حديقة الجمارك بالكدية بالحي المحمدي، حديقة درب مولاي الشريف بالحي المحمدي، حديقة الأمل بالبرنوصي، حديقة سيدي مومن، الحديقة المجاورة لحديقة الحيوانات بعين السبع، وغيرها والأمثلة عديدة. وفي هذا الاتجاه ولإعادة الروح لهذه الشوارع التي بثرث أشجارها حيث كانت بمثابة المتنفس الوحيد للساكنة يتحتم إعادة تشجيرها بكيفية تليق وسمعة المدينة الاقتصادية للمملكة وساكنتها.