تنظم النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل الملتقى الوطني الأول للمدرسين والمدرسات بالوسط القروي أيام 13-14-15 يناير 2012. ويندرج هذا الملتقى في إطار البعد الاستراتيجي الذي سطرته النقابة و الرامي إلى تأهيل النقابة الوطنية للتعليم لمواجهة التحديات التي تعترض مسيرتها النضالية، والدفاع عن المدرسة العمومية و الشغيلة التعليمية وعن مكاسبها. ومما لاشك فيه أن التعليم يعتبر حجر الزاوية لبناء كل مجتمع متطور ديمقراطي منفتح على الحضارات الإنسانية. ولن يتأتى ذلك إلا إذا توفرت مجموعة من الشروط الأساسية ومن بينها الموارد البشرية المنوط بها تحقيق الأهداف المرسومة، لا يمكن لها تحقيق ذلك إلا إذا تمتع أعضاؤها بكل حقوقهم وتوفرت لهم ظروف عمل مواتية في كل مقرات عملهم. فمنذ عدة سنوات اتخذت الحكومة عدة إجراءات لتشجيع تمدرس الأطفال وخاصة في الوسط القروي. فشرعت في بناء الأقسام والمجموعات المدرسية في مناطق تفتقر إلى أبسط شروط العمل بالنسبة للأساتذة، أو الأطفال وخاصة البنات. ولم يتضح أي معيار لإستنبات تلك الأقسام والمجموعات المدرسية في تلك المناطق والأمكنة . وهكذا بدل أن تكون تلك الأقسام أداة لتشجيع تمدرس الأطفال في الوسط القروي كانت النتيجة هي مغادرتهم لتلك الأقسام وهجرها لكونها بعيدة عن مقرات سكناهم. والنتيجة المرافقة لها هي وضع جيل كامل من نساء ورجال التعليم في أوضاع صعبة وخطيرة على حياتهم ونفسيتهم . إن استمرار هذا الوضع ولد أوضاعا تتطلب العناية والمعالجة لمساعدة المدرسة العمومية في الوسط القروي على أداء دورها تجاه أبناء الشعب المغربي. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب مراجعة جذرية للمنظور السائد للمدرسة العمومية في الوسط القروي، ومراجعة حقيقية لوضعية المدرس والمدرسة بها لمحو الصورة التي لازالت عالقة بالمدرسة في الوسط القروي التي أصبحت مرادفا للتأديب والنفي والعزلة...الخ. إن نسبة مهمة من نساء ورجال التعليم يعملون بالوسط القروي إذ يبلغ عدد المدرسات والمدرسين العاملين بالسلك الابتدائي 74.946 أي بنسبة تصل إلى %59.82، وتصل هذه النسبة بالثانوي الإعدادي %26.59 أي حوالي 15.108. ويبلغ عدد المدرسين والمدرسات بالوسط القروي على مستوى الأسلاك الثلاث 94.643 أي بنسبة %43.61 من مجموع المدرسين العاملين القطاع المدرسي 216.988 حسب الموسم الدراسي 2009/2010 . إن النقابة الوطنية للتعليم وهي تنظم الملتقى الوطني الأول لمدرسي الوسط القروي تهدف من خلاله إلى: * تسليط الضوء على أوضاع المدرسة العمومية بهذه المناطق المغربية، ومعها رفع حاجز الصمت واللامبالاة عن وضعية مدرسي ومدرسات هذه المناطق. * طرح الأسئلة الضرورية على المجتمع المغربي من أجل اتخاذ الإجراءات التي من شأنها إنقاذ وضع منظومتنا التعليمية. * خلق دينامية في صفوف المدرسين والمدرسات بالوسط القروي للانخراط والتنظيم النقابي دفاعا عن حقوقهم وأوضاعهم. * تجديد وتقوية العلاقة التواصلية مع المدرسين والمدرسات بالوسط القروي. * التعرف على المشاكل الخاصة بمدرسي ومدرسات الوسط القروي، وخلق شروط التعبئة لمواجهة التحديات المطروحة في أفق النهوض بالمدرسة العمومية . * تحديد الجوانب التحفيزية والشروط التي تساعد على الاستقرار بالوسط القروي، وعلى الرفع من المرد ودية للمساهمة في تطوير المدرسة المغربية . * ضمان الحماية وشروط عمل أفضل للعاملين بالمناطق القروية. إن هذا الملتقى يعتبر فضاء للنقاش الصريح والعميق بين مدرسي الوسط القروي، حول أوضاعهم المادية والمهنية وحول ظروف عملهم، وبلورة المبادرات الضرورية، كما تنتظره عدة أسئلة يمكن تلخيص بعضها كالآتي: - أي آفاق للمدرسة العمومية بالوسط القروي في أفق الجهوية الموسعة ؟ - ما هي شروط النهوض بالتدريس في الوسط القروي وتحقيق تعميم حقيقي للتمدرس في هذا الوسط؟ - أية مكانة للعنصر البشري في عملية توسيع العرض التربوي في الوسط القروي؟ - أية آفاق نقابية وتنظيمية للمدرسين في الوسط القروي ؟