احتج العشرات من صناع الفخار و الخزف وعائلاتهم أمام القرية التقليدية التي شب فيها حريق مجهول أتى على الأخضر و اليابس بدوار الكوش بسيدي قاسم يوم الأربعاء 4 يناير، احتجوا ضد تجاهل مسؤولي القطاع لوضعيتهم و تماطلهم في إحداث قرية فخارية . و ذكر المحتجون في اتصال مع الجريدة، «أن الحريق ربما يكون بفعل فاعل بسبب نزاع حول الأرض التي يقع عليها المجمع أو بسبب الأضرار البيئية التي يحدثها المجمع الخزفي والدي يؤثر على السكان وعلى المؤسسات التعليمية و على المرافق الاجتماعية» ، كما احتجوا على سوء الوضعية التي يعيشون فيها منذ أزيد من 40 سنة في غياب تام لأدنى شروط الحياة . وذكر الصناع أنهم عقدوا العديد من اللقاءات منذ 2005 مع مسؤولين بالقطاع و العمالة والبلدية من أجل تطوير قطاعهم و منتجاتهم، وتلقوا وعودا كبيرة بإحداث قرية نموذجية تحتوي على محلات لصناعة و بيع المنتجات الخزفية و استعمال أفران حديثة غير مضرة، «إلا أن كل الوعود تبخرت بسبب سوء تدبير القطاع بالإقليم و سوء النية، وعدم اكتراث المسؤولين بواقع الحال الذي يعيشون فيه». ورغم الدراسات المتوفرة لديهم والمنجزة منذ سنوات، ورغم استعدادهم للمساهمة المادية و المعنوية، ورغم الشكايات الموجهة إلى العامل السابق لإقليم سيدي قاسم و إلى الوزير المكلف بالقطاع أو إلى الغرفة أو المجلس البلدي، لا يزال الصناع ينتظرون حلا لمعاناتهم و معاناة المواطنين معهم، بل إنهم يهددون بتصعيد احتجاجاتهم . وللتذكير، فإن المجمع التقليدي الموجود بدوار الكوش المحاذي للطريق الرئيسية ( مكناس-سيدي قاسم) يستعمل العجلات المطاطية لتسخين الأفران و يستعمل وسائل تقليدية مؤثرة على الحياة و البيئة، مما خلق نوعا من التوتر بين الصناع و مواطني الأحياء المجاورة، ويعترف هؤلاء الصناع ان من حق المواطنين المتضررين رفع شكاياتهم. والوضعية اليوم تتطلب من السلطات الإقليمية التدخل العاجل لإنقاذ هذه الصناعة من الاندثار، و إنقاذ الصناع و مساعدتهم على إحداث قرية نموذجية و تطوير قطاع حيوي يشغل المئات من المواطنين بسيدي قاسم.