شهدت تامنصورت - مدة خمسة أيام ابتداء من 21 إلى 25 دجنبر 2011 - احتفال شركة العمران بمناسبة مرور سبع سنوات على تأسيس هذه المدينةالجديدة التي تم إحداثها على بعد 15 كيلومترا من مراكش في اتجاه مدينتي أسفي والجديدة، وذلك بتنظيم عدة مسابقات في الكرة الحديدية والشطرنج والفروسية التقليدية (التبوريدة )...، هذه المناسبة التي جعلت منها العمران فرصة لتزيين واجهة تامنصورت خاصة شارعها الرئيسي بلوحات إشهارية لمشاريع عمرانية مستقبلية بهذه المدينة بعدما قامت بإعادة صباغة أعمدة إنارته العمومية وحافة رصيفه بألوان براقة زاهية أضافت إلى مساحيق تجميل منظر هذه الواجهة ما يجلب نظر زائري تامنصورت لتخفي وراءها ما جعل أغلب سكان هذه المدينة التي يقارب عدد قاطنيها 90 ألف نسمة يتخذون موقف عدم حضورأنشطة هذه المناسبة لتجنب تسخيرهم، كما جرت العادة في المناسبات السابقة لتأثيث فضاء هذا الاحتفال حسب ما صرح به عدد من السكان إلى جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، تعبيرا عن استنكارهم الشديد وتنديدهم بعدم التزام شركة العمران وشركائها المجزئين العقاريين الخواص بإحداث ما تضمنه التصميم العام لتامنصورت من مرافق اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية وفنية...، وبما تضمنته دفاترالتحملات من تجهيزات خاصة بمختلف البنيات التحتية وإغماض أعين مسؤولي الجهات المعنية عن التعمير بالإدارات والأقسام والمصالح التابعة لولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز عن العديد من الخروقات التي أضرت كثيرا بظروف عيش ساكنة تامنصورت.. ما سمعناه من هؤلاء السكان عند حضورنا خلال هذه المناسبة بعين المكان، دفع بفضولنا إلى التنقل بين شوارع وأزقة هذه المدينة للوقوف عن كثب على كل الحقائق التي لها علاقة بهذا الموضوع.. وهكذا خلال تجوالنا بتامنصورت لم نجد أثرا للمسبح البلدي الذي سبق أن تكلفت ببنائه شركة العمران مدة سبع سنوات خلت بغلاف مالي قدره: 7 ( سبعة ) ملايير درهم على مساحة إجمالية تقدر ب : 21 ألفا و50 مترا مربعا، ويتكون من 03 ( ثلاثة) أحواض و04 ( أربعة) ملاعب للتنس، ولم نجد أثرا كذلك لمستشفى يستطيع إلى حد ما تلبية حاجيات عشرات الآلاف من الساكنة، ولا مقرا لدائرة أمنية أو مخفر شرطة لحماية المواطنين وممتلكاتهم، ولا مكتب بريد ولا أسواق تجارية ولادورا للثقافة أو نسوية ولا ملاعب رياضية ...، بل وجدنا سوقا عشوائيا يشوه الفضاء الذي يحيط بالمسجد الوحيد بتامنصورت، حيث عرضت البضائع ولحم الذبائح السرية فوق الأرصفة ووسط الشوارع، مستغلين أصحابها الملك العام دون حسيب ولا رقيب في غياب سوق مهيكل يوفر للباعة كل الظروف المناسبة لعرض سلعهم، كما يوفر الحماية الكافية لصحة المستهلك بعد وضعه تحت مراقبة مسؤولي الجهاز الطبي البلدي، وقد لاحظنا أيضا العديد من الأسلاك الكهربائية ذات السمك الغليظ مهددة أرواح المارة، خاصة الأطفال بعدما تدلت من أعمدة للإنارة العمومية المزودة للعديد من محلات صناع الآجور بالكهرباء، وكذا أسلاك لها نفس حجمها ربطت هي الأخرى بطريقة عشوائية بأعمدة إنارة عمومية قصد تشغيل مصابيحها نتيجة تعطل جهاز كهربائي أو نقص في تجهيز حي من الأحياء بهذا النوع من الأجهزة الكهربائية ورجال أجهزة المراقبة التابعة للمكتب الوطني للكهرباء المزود الرئيسي لتامنصورت بهذه المادة يوجدون خارج تماس ما يحدث بتامنصورت من مثل هذه الأفعال التي قد تذهب ضحيتها روح بريئة في يوم من الأيام، ومن المشاهد التي شدت انتباهنا، أيضا، تواجد أربعة مواقف للسيارات ( Parking sous sol ) تحت الطبق الأرضي لعمارات «مجموعة سكنية» بتامنصورت مهجورة بعدما توقفت أشغال إتمام لمسات تجهيزها الأخيرة، حيث أصبحت ملاذا لكل المتعاطين لأنواع الموبقات في واضحة النهار، مقلقين راحة السكان، فلا ناه ولامنته خوفا من بطش هؤلاء المجرمين الذين جعلوا مواقف السيارات هذه ملكا لهم، مستغلين عدم إتمام تجهيزها من طرف صاحب المشروع المجزئ العقاري وتسليم مفاتيحها إلى مقتني شقق هذه العمارات حسب ما توصلنا إليه من أجوبة لأسئلة طرحناها على بعض منهم، حيث أكدوا لنا على أنهم رغم إشعاراتهم المستمرة والدائمة لصاحب المشروع بما يعانونه من مشاكل بسبب عدم وجود أبواب من حديد لهذه المواقف للسيارات، كان دائما يقابلهم في كل مرة بوعود عرقوبية وتسويفات لاحصر لها، مما دفع بالعديد منهم إلى الرحيل والعودة إلى السكن بمراكش، هذا الحل تسبب في سرقة كل تجهيزات وممتلكات هؤلاء المواطنين الموجودة بهذه الشقق من طرف عصابات من اللصوص الذين اقتحموها بعد صعودهم من هذه المواقف للسيارات.. واقع تناسلت حوله أسئلة عدة تقدمنا بطرحها على المديرالعام لشركة العمران في لقاء معه بإدارة هذه الشركة بتامنصورت، فكان كلامه كله مبني على التهرب من الإجابة على أسئلتنا محاولا إقناعنا بأن الشطر الأول الذي تبلغ مساحته 1200 هكتار على وشك الانتهاء من جميع أشغاله، حيث تم الانتهاء من أشغال إنشاء 21500 قطعة أرض مجهزة و17500 وحدة سكنية وإنشاء 22700 صكا عقاريا ولتحسين جودة الحياة يؤكد على أنه في غضون هذه الأيام ستنطلق أشغال بناء ملاعب لكرة القدم ذات عشب اصطناعي وملاعب للكرة الحديدية وملعب لكرة القدم المصغرة، وتدشين مركز صحي ومقر للوقاية المدنية بالمدينة مع انطلاق عملية غرس 15000 شجرة، هذه العملية التي تندرج في سياق المخطط الأخضرالذي يهدف إلى جعل تامنصورت مدينة خضراء بامتياز، هذه المدينة التي رصدت الدولة لإحداث شطرها الأول الذي بلغت مساحته 1200 هكتارغلافا ماليا يناهز24,5 مليار درهم، أما شطرها الثاني الذي تبلغ مساحته 730 هكتارا فقد رصدت له الدولة لإنجاز مشاريعه غلافا ماليا يقدر ب : 15,5 مليار درهم قصد إنجاز مدرسة للدرك الملكي ومدرسة للمهندسين المعماريين وحي جامعي ومنطقة صناعية مساحتها 350 هكتارا ومنطقة سياحية قبالة جبال الجبيلات على مساحة تقدر ب : 160 هكتار أما ما تبقى من المرافق الاجتماعية التي يؤكد السكان في طلبها وبإلحاح منا في الحصول على أجوبة من المديرالعام لشركة العمران بتامنصورت فيما يتعلق بمصيرهذه المرافق، فقد أجابنا بأن شركة العمران غير مسؤولة عنها وأن الإدارات المحلية والجهوية الممثلة لباقي الوزارات بجهة مراكش هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن إظهارها على أرض الواقع حتى تتم استفادة الساكنة من جودة خدماتها بتامنصورت، ناسيا أو متناسيا بأن ثقل المسؤولية الكبرى في هذا الشأن موضوع على عاتق شركة العمران بصفتها المكلف الرئيسي لإحداث هذه المدينة بمختلف مرافقها العمومية بدعم من الدولة يقدرغلافه المالي ب : 40 مليار درهم قصد إسكان 300 ألف نسمة بهذه المدينةالجديدة تامنصورت، أمر يستدعي التدخل السريع من الجهات المعنية بتفعيل أجهزتها الموكول إليها تتبع جميع مراحل هذا المشروع العمراني الضخم وفق ماتقتضيه جسامة مسؤوليتها ومهمتها، لكي تساعد طبقا للنصوص المسطرة في شأن قانون التعمير على أن تصبح هذه المدينة قائمة الذات بكل مرافقها العمومية التي تجلب لسائر المواطنين بهذا المكان من جهة مراكش تانسيفت الحوز الراحة والطمأنينة والأمن والأمان وكرامة عيش الإنسان